ما زالت تداعيات تعليق نشاطات كرة القدم العراقية هي الشغل الشاغل للوسط الرياضي العراقي، وما زال البحث عن حلول هو الهاجس الذي تدور في دائرته الافكار والطروحات ، حيث تدور مخاوف من ان يتحول التعليق الى تجميد وتفشل كل المحاولات التي من شأنها ان تعيد ترتيب الاوضاع من جديد وتعيد الكرة العراقية الى انشطتها الخارجية التي تنتظرها ، واصبحت الاخبار ما بين ايجاد حلول ، او حلول جاهزة ، او اقتراحات وصلت عند البعض الى المطالبة بالذهاب الى المحكمة الدولية كحل افضل ، فيما طالب بعضهم بإعادة الامور الى حالها السابق ومن ثم البدء بـ (مفاوضات) ما بين الاطراف (المتخاصمة) بمشاركة اطراف اخرى كالمؤسسات الحكومية المعنية او اعطاء حسين سعيد ضمانات للعودة الى بغداد والجلوس الى طاولة واحدة بمحبة ووئام نفسي وحل الخلافات القائمة من اجل تجنيب الكرة العراقية للعقوبات التي سيتضرر منها العراق فقط .

ففي الوقت الذي نفت فيه اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية تلقيها مقترحًا من اتحاد كرة القدم الذي تم حله لاجراء الانتخابات الخاصة بالاتحاد خلال الشهر الحالي ، شدد فيه رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية رعد حمودي على ان كل الجهود التي تسهم في حل الازمة المتعلقة بكرة القدم ليست عليها خطوط حمر، وأكّد اللاعب الدولي السابق فلاح حسن عن استعداده للدخول في مفاوضات التوصل الى الحلول بين اتحاد الكرة واللجنة الاولمبية شرط ان تتم تسوية الخلافات بين اعضاء الاولمبية واتحاد القدم ولا تتمسك الاطراف المتخاصمة بالمطالب والتشنج في طرح الآراء ، فيما ابدى عدد من اهل الكرة ملاحظاتهم وحلولهم للازمة ، فيما كانت هناك تباشير امل في ايجاد حل للازمة من خلال ما اعلنه الدكتور شامل كامل من انه يحمل مبادرة للحل .


قال رعد حمودي : ان كل الجهود الخيرة التي تسهم في حل الازمة ليست عليها خطوط حمراء، وانما حالة ايجابية ان يتم تلاقي وتلاقح الافكار في سبيل الوصول الى افضل الحلول للخروج من هذه الازمة ، فيما قال الامين المالي للجنة الاولمبية الوطنية سمير الموسوي : ان اللجنة لم تتلقَّ أي مقترحات بهذا الشأن ، لكنه اشار الى أنَّ اللجنة تجري اتصالات مكثفة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم لرفع تعليق عضوية العراق ، وهي تجري حوارات مع جميع الاطراف بما فيهم اعضاء الاتحاد السابق ، كما شار الى : ان هناك مبادرات من اللجنة الاولمبية في اقليم كردستان للخروج بصيعة توافقية، وانهاء هذا الملف ، واقترح الموسوي على اعضاء اتحاد الكرة : تقديم استقالاتهم لرفع العقوبات الدولية عن الكرة العراقية .

من جانبه كشف اللاعب الدولي السابق فلاح حسن النقاب عن استعداده للدخول في مفاوضات التوصل الى الحلول بين اتحاد الكرة واللجنة الاولمبية شرط ان تتم تسوية الخلافات بين اعضاء الاولمبية واتحاد القدم وتتنازل الاطراف وعدم التمسك بالمطالب والتشنج في طرح الآراء ، واضاف : ان الطريقة الامثل التي يمكن من خلالها عودة الكرة العراقية الى المحافل الدولية التي تجنبنا استمرار عقوبة الايقاف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وتعيد الروح للعبة عبر مواصلة اجراء المباريات مع المنتخبات الوطنية والاندية العراقية بمختلف الاصعدة تتمثل بتقديم اعضاء اتحاد كرة القدم لإستقالاتهم من اجل سمعة العراق لا غير ، واشار الى أنَّ مشكلة اتحاد كرة القدم تبقى المشكلة الاكثر تعقيدًا التي نرغب في حلها من اجل ان نبقى في الحظيرة الدولية ، وهناك اكثر من طريقة لحل الازمة بقرار اللجنة الاولمبية بحل اتحاد كرة لقدم منتصف الشهر الماضي (تشرين الثاني نوفمبر) من خلال اتخاذ بعض الخطوات واستراتيجية ستظهر فيما بعد من خلال اتخاذها من قبل اعضاء اتحاد كرة القدم المنحل من قبل اللجنة الاولمبية ، واضاف : اتمنى ان يجلس اعضاء اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية واعضاء اتحاد كرة القدم المنحل بهدف التوصل الى حلول تخدم اللعبة في العراق اولا واخيرًا، موضحًا دف ملتقى الكفاءات الاهم يبقى في ان يشخص الحلول للمشاكل والمعضلة التي تعترض مسيرة الكرة عندنا والتي ستتأثر بلا شك على الصعيد الدولي وتدفع ثمنا باهظًا لمسيرة حافلة وتاريخ طويل مليء بالانجازات .

اما الدكتور جمال صالح الخبير والمدرب السابق فقال : احمل معي الكثير من الافكار والرؤى التي تصب في مصلحة تطوير الرياضة العراقية وسأقوم بمناقشة هذه الافكار مع القائمين على هذا الملتقى الرياضي الناجح وايضا مع الرياضيين الذين حضروا الى العاصمة بغداد من اجل التوصل الى حلول توافقية نستطيع من خلالها تطوير الرياضة العراقية وكذلك حل المشاكل القائمة في ملف كرة القدم هذا الملف الشائك الذي يقلق الجميع ، واضاف : مبينا ان العقوبات الدولية ستؤثر كثيرا على مسيرة المنتخبات العراقية والاندية المحلية في حال صدورها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حيث تنتظر منتخبات الناشئين والشباب والاولمبي والوطني والخماسي مشاركات خارجية كثيرة وبطولات مهمة في الاشهر القليلة المقبلة ، لذلك يجب ان تتوحد جهود الجميع من خلال مناقشة كافة الافكار والرؤى للوصول الى حلول ترضي جميع الاطراف من اجل ان نبعد العقوبات الدولية عن الكرة العراقية .

وأدلى الزميل الصحافي طارق الحارس بدلوه في البحث عن حلول فقال : ان قرار الاولمبية بحل اتحاد الكرة يشبه الكي الذي هو اخر العلاج ، وصحيح ان الكي تحدث بسببه تأثيرات سلبية مثل قرار الاتحاد الدولي بتجميد النشاطات ، وهذا القرار كان متوقعًا، واعتقد ان الحل الامثل للازمة ان تذهب الاولمبية العراقية الى المحكمة الدولية من الان قبل ضياع الوقت ومرور ثلاثة اشهر، فالفيفا بعلاقاته الجيدة مع حسين سعيد سوف لن ننتظر منه اي نتيجة طيبة بخصوص العراق .

اما المدرب الدكتور كاظم الربيعي فقال : انا اقترح التفاوض ، ان تستدعي الاولمبية العراقية حسين سعيد وتعطيه ضمانات بالمشاركة بالانتخابات المقبلة ، لاننا نعرف ان الاتحاد الدولي متمسك بالاتحاد المنحل ، ارى ان الحل ان يتم جمع جميع الاطراف على طاولة واحدة، وان يطلب من حسين الاستقالة او يجد حلا آخر لان بيد الحل واذا ما استقال ستنتهي المشكلة فتجري انتخابات جديدة ويتنافس مع غيره .

فيما قال الحكم الدولي علاء عبد القادر : انا متألم لهذه التقاطعات، ومؤتمر الكفاءات فرصة لأن تلتئم كل الاطراف في الاتحادين السابق والحالي ونجوم الكفاءات زنخرج من الازمة بدون ان تترك اثارًا سلبية ، ولا بد من الوصول الى خيارات سلمية ، وانا ارى ان الحل يكمن حين يجلس الجميع على طاولة واحدة ، ومن اجل مجيء حسين سعيد الى العراق اقترح ان يتصل به شخص على مستوى رئاسي ، لانه يخاف العودة دون ضمانات ، واضاف : انا استغرب ان قرار التعليق جاء بسبب ان هناك تدخلاً حكوميًّا في عمل الاتحاد ، وسؤالي هو : ان النظام السابق كان في عمل الاتحادات الرياضية ولا احد تحدث ، وللاسف الشديد ان الاتحاد رافقت عمله قضايا سلبية ، نحن نحتاج إلى حسين سعيد كاسم ولكن يجب ان ينسى الجميع الكرسي والمنصب، ويكونوا غيورين على مصلحة الكرة العراقية .

اما الزميل الصحافي في جريدة الراية القطرية صفاء العبد فقال : الحل هو في العودة الى لوائح الاتحاد الدولي ، ليس دفاعًا عن الاتحاد المنحل الذي عليه مؤشرات ومآخذ ولكن اللوائح لوائح وقوانين الفيفا قوانين وهو اكبر من دول ومنظمات كبيرة واقوى من الامم المتحدة ، نحن دخلنا طريقًا ليس فيه سوى منفذ واحد ، تتجه يسارًا تضرب الحائط ، تتجه يمينًا تضرب الحائط. وهنا لا بدّ من اللجوء للوائح الدولية ، ان يتم التنسيق بين الاتحاد المنحل والاولمبية كعراقيين وكمؤسسة واحدة يهمها مصلحة البلد ولا نخرج عن اللوائح ، اما غير ذلك فنظل نسبح ضد التيار والذي سيخسر هو جيل كامل ، وانا استغرب طروحات بعض الاخوان الذين يقولون نترك الفيفا يعلق، كيف؟ وما ذنب الشباب؟

واضاف : الان اصبح موضوع الاستقالة غير مقنع وسيفسر بأنه جاء من خلال ضغوطات حكومية ، والحل هو ان يرجع الاتحاد بطريقة ما وبشيء من التنسيق ، لا يهمنا حسين ولا رعد ولا اي شخص بقدر ما تهمنا مصلحة الكرة العراقية وسمعة البلد، علينا الان الرجوع عن قرار الحل والبحث عن منفذ من خلال التباحث واعتقد اننا نستطيع ان نحل مشكلاتنا بأيدينا، مع العلم ان هي الامور ليس فيها انتصار لطرف او اخر والخاسر الوحيد هو العراق .

* ومع مرور الايام... تبقى الامور على حالها ، فيما التجاذب سيكون السمة التي تبرز على السطح بين الاطراف ، وان كانت هنالك اقتراحات من هنا وهناك تحاول ان تفتح ابواب الامل امام الكرة العراقية والعودة بها الى نشاطاتها الخارجية .