الإدارة الرياضية بين النصابين والبقالين 2
جاسب عبدالمجيد
[email protected]

الإدارة في فكر هزاع بن زايد 1

أشرنا في الحلقة الأولى الخاصة بالإدارة والتي وصفها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان بأنها quot; أهم ورشة quot;, وهي كذلك لا تقبل الجدل ,لكن أنديتنا الرياضية العربية مازالت لم تول الإدارة ما تستحق وخاصة الأندية الخليجية ,إذ أن تطور الأندية يأتي من الأمراء والشيوخ وليس بمجهود الإدارات التنفيذية المكلفة بالتطوير , وهناك أسباب عدة منها أن تفكير مدير النادي ينصب على البقاء فترة أطول في منصبه, فيلجأ إلى اختيار العناصر الضعيفة المحيطة به خوفا من منافسته على كرسيه , وهي عناصر تريد الانتفاع معتمدة على التملق ونقل الأخبار إلى quot;سعادة المديرquot; وإطلاق الشائعات ضد العاملين المخلصين لإبعادهم أو لتحجيم دورهم , ولأن المدير الضعيف الذي لا يملك الثقة الكافية في نفسه يختار حاشيته من الأغبياء ,فمثلا يختار ساعده الأيمن quot;بقالاquot; ويختار لإدارة التطوير شخصا كل خبرته محصورة في مجال تحصيل المبالغ أو في توصيل البريد إلى الجهات الأخرى .

نعلم جيدا أن الأندية العالمية عانت أيضا من النصابين , لكن هذه الأندية تعرف كيف تحصن نفسها وتعالج أمورها في الوقت المناسب.

إن أية رؤية لتطوير أنديتنا الخليجية والعربية يصعب تنفيذها بوجود مديرين يحاولون إقناع مسؤوليهم بالبهرجة الفارغة من خلال استقدام نصابين يمدونهم بالحيل وصناعة الأوهام , وتعاني أنديتنا وجود quot;لوبياتquot; تجمع خبراء النصب والبقالين لمحاربة العناصر المبدعة التي تتطلع إلى الأمام , لأنها تعد هذه العناصر عوامل خطيرة قد تكشف الاعيبهم وتهدد بقائهم , كما أن التغيير الذي يحدث في إدارات الأندية التنفيذية لا يأتي بجديد إلا بتبديل الأسماء ,أما العقليات فهي تراوح في المستوى الذي أشرنا إليه.

لا أريد الإشارة من بعيد أو قريب إلى أن العقلية الغربية أفضل من العقلية العربية , لكنني أود التركيز على أن من يتم اختياره لشغل منصب مدير النادي الرياضي المحترف يجب أن تتوفر فيه عوامل عدة أبرزها أن يعرف كيف يشتغل وكيف يشغٌل مجموعته, وأن تكون لديه ثقة كاملة في نفسه وخبراته وقدراته , وعندما تتوافر هذه العناصر إضافة إلى الإخلاص فإنه سيختار العناصر القوية التي تساعده على تحقيق أهداف إدارته دون خوف من الإزاحة .

لو قسنا أعمال معظم المديرين في أنديتنا العربية لوجدنا أن مساحة كبيرة من أوقاتهم مخصصة للقاء النصابين العاملين معهم والجواسيس الذين ينقلون لهم أخبار الموظفين , وهم بذلك يصرفون الوقت في ما لا ينفع النادي بل ينفع مصالحهم الشخصية .

إن المدير الجيد الواثق من نفسه لا يحتاج إلى جواسيس أو نصابين أو بقالين , بل يحتاج إلى فريق عمل مبدع خلاق صاحب مبادرات فعالة وليس مبادرات فقاعية ,لا تساهم في تطوير النادي أو تدفعه إلى الأمام , كما أن المستشارين النصابين يدفعون المدير إلى الهاوية في نهاية المطاف ويتركونه وحيدا يجر أذيال الندم والخيبة .

هنا أود توجيه أنظار رؤساء الأندية الذين يصرفون مبالغ طائلة على أنديتهم إلى أن الإدارة هي أهم ورشة كما وصفها سمو الشيخ هزاع بن زايد , وعلينا أن نوليها ما تستحق من الاهتمام وقبل ذلك الاختيار السليم .