من دهور الأخضر
فهد الدوس

وقفت طويلاً أمام التصريحات الرسمية التي طالعتنا بها الصحف يوم مباراتنا الأخيرة أمام الأشقاء البحرينيين وأذهلتنا تأكيدات القائمين على المنتخب من ان تشكيلة المباراة الحاسمة تشهد تغييراً في لاعبين أو ثلاثة وهو ما يشير إلى ان هناك تدخلات إدارية في شؤون المدرب الفنية ويكشف بعض أوراقنا لمدرب الفريق المقابل قبل المباراة.. ناهيك ان مثل هذه التدخلات وابعاد بعض اللاعبين الأساسيين تهز شخصية المدرب أمام أفراده وتؤثر على معنوياتهم فتسيطر مشاعر الاحباط على أداءهم وروحهم لقناعة اللاعبين ان الأفضل خارج التشكيلة!! والثقة هنا بالمدرب يفترض الا تتجزأ.. فإذا كنا مقتنعين بكفاءته التدريبية.. ندعه يعمل وفق قناعاته الفنية في مناخ صحي بعيداً عن أي ضغوط أو تدخلات.

وجاءت المحصلة النهائية والطبيعية لتلك الأخطاء ان laquo;فارس آسيا الأخضرraquo; وجد نفسه اليوم خارج أسوار نهائيات كأس العالم لأول مرة منذ 16 عاماً ومن على أرضه وبين جماهيره.. وهو ما يعني ان فشلنا الكروي يزداد ضخامة جراء أخطائنا الفادحة.

ولكي نبني منتخباً سعودياً قوياً يعيد ذكريات laquo;صقور آسياraquo; 84 و88 و96م لابد أن نعيد الاهتمام بالقاعدة والمواهب الشابة من خلال قيام اتحاد الكرة بدعم الأندية الممتازة من خلال تكفله بجلب مدربين على مستوى رفيع للإشراف على الفئات السنية واكتشاف المواهب وصقلها مع تنمية مهاراتها وفق أسس علمية وبخطة زمنية يتدرج فيها الناشيء إلى ان يصل إلى المنتخب الأول لاعباً متكاملاً يتقن كل المهارات التكنيكية الفردية.. والتكتيكية الجماعية.

ان تطبيق الاحتراف في ملاعبنا دفع معظم أنديتنا إلى اغفال الاهتمام بالفئات السنية.. فتدهورت وأصبحت منتخباتنا الناشئة والشابة بعيدة عن احراز البطولات الآسيوية والوصول لكأس العالم كما كنا نحقق قبل عقدين تقريباً.

ولا غرو ان تذبذب مستوى لاعبي المنتخب الأول مرده ارهاقهم بكثرة المشاركات والمباريات المحلية والخارجية على مستوى الأندية والمنتخب فكان من الطبيعي ان نرى تدني مؤشر عطاؤهم وأدائهم الباهت فضلاً عن كثرة التمريرات الخاطئة لغياب التركيز والشرود الذهني إلى جانب ضعف مهارة التسديد لدى اللاعب السعودي وكنا بحاجة ماسة إليها على سبيل المثال في مباراة كوريا الشمالية بالرياض.

حتى ان هجوم منتخبنا اختفى تماماً وأضعف كفتنا بالفوز إذ لم يسجل أي هدف في آخر ثلاث مباريات خاضها قبل اللقاء الأخير أمام البحرين وفشلنا في هز شباك كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والبحرين في لقاء ذهاب الملحق بالمنامة وكلها انتهت بثلاث تعادلات سلبية، فكيف نتوقع نجاح منتخبنا في بلوغ المونديال؟!

إن كرتنا اليوم تتراجع والنجوم تتساقط بفعل عشوائية التخطيط وتداخل المسابقات وكثرة المشاركات التي ارهقت لاعبينا وأفقدتنا أبرز نجومنا بسبب الإصابات.

أننا بحاجة إلى التعاقد مع العديد من الخبراء الأجانب في لجان الحكام والمسابقات والمنتخبات وحتى أمانة اتحاد الكرة لإعادة رسم وتنظيم برامج الاعداد العلمي للاعب السعودي.. علها تخرج منتخباتنا من نفقها المظلم!!

نقاط

{ أين تبخرت خبرة كابتن المنتخب وظهير نيوشاتل السويسري laquo;السابقraquo; حسين عبدالغني قبل تنفيذ ضربة الزاوية البحرينية التي ترجمها إسماعيل عبداللطيف إلى هدف تعادل (قاتل) في تلك الزاوية التي كان يفترض ب (الكابتن) عبدالغني ان laquo;يوجه نفسهraquo; بالوقوف جوار قائمها كما هو بديهي لكل الأظهرة؟!

{ اللاعب محمد السهلاوي ينتقل من ناديه بأكثر من (30) مليون ريال ولم يصل بعد إلى المنتخب الأول (أي احتراف هذا)؟!

{ وليد عبدالله.. أسامة هوساوي: laquo;ماقصرتو.. وبيض الله وجوهكم.. أديتو الواجب وأكثرraquo;.

عن الرياض