فيما قد يسبب روبرتو مانشيني، المدير الفني لمانشستر سيتي، مشاكل للدوري الممتاز الانكليزي إذ لم تستطع شيخوخة الفرنسي باتريك فييرا من اثبات أهليته، فإن نظيره وجاره في مانشستر يونايتد السير اليكس فيرغسون يعتقد بأن الدوري أصبح أكثر صعوبة، واستشهد بتألق بيرمنغهام (تعادلا 1-1 مساء الأحد) تحت إدارة اليكس ماكليش دليلاً على أن المعايير في كل انحاء الدوري قد تحسنت هذا الموسم.
وعلى رغم ما يقوله فيرغسون، إلا أن معظم الجماهير الكروية يعتقد بأن الأندية المتواضعة، مثل بيرمنغهام الذي يتمركز في الترتيب الثامن للدوري وينافس الأندية الكبرى هو دليل قاطع على أن مستوى الدوري الممتاز بدأ يتراجع. وأن كل الأندية من الأربعة الكبرى إلى أسفل القائمة ليست غنية أو على نحو لا يمكن قهرها كما اعتادت أن تكون. صحيح أن مانشستر سيتي هو الأغنى حالياً وربما يكون أيضاً في طريقه أن يكون الفريق الذي لا يقهر الآن، ولكن عليه أن يتوقف من تعادلاته المتكررة في المباريات، بالإضافة إلى أنه يحتاج إلى إلحاق الهزائم بأندية اكبر من ساندرلاند وستوك سيتي أو ميدلزبوره ليقنع الجميع بأن الثورة قد حدث فيه فعلاً.
كما أنه من الصعب القول إن الدوري الممتاز هو أفضل حالاً الآن من أي وقت مضى، عندما نرى أن اللاعبين الذين اعتقدوا بأن وقتهم قد نفد فيه، يعودون إليه بعد سنتين أو ثلاث. فمانشستر سيتي حصل مؤخراً على توقيع لاعب خط الوسط فييرا من انتر ميلان. ويبدو أن ارسنال لا يستبعد إمكانية عودة سول كامبل إلى صفوفه مرة أخرى. وباري فيرغسون (31 عاماً) يبدو أنه افضل بكثير في بيرمنغهام مما كان عليه قبل سبع سنوات في فترته الأولى في انكلترا عندما كان في بلاكبيرن. وعلى أساس هذا المعدل فلا يبدو مستغرباً إذا تحول مانشستر يونايتد إلى ديفيد بيكهام مرة أخرى، إلا أنه قد لا يكون قادراً على شراء خدماته هذه المرة. وهناك قليلاً من الشك أنه سيكون في تشكيلته الأساسية.
وقضية فييرا مثيرة للاهتمام بوجه خاص لأنه ذهب إلى ايطاليا في المقام الأول بعدما شعر أنه لم يعد تلك القوة الضاربة في الدوري الممتاز، وعبر مديره الفني السابق في ارسنال ارسن فينغر بالشعور ذاته أيضاً، وإلا لما سمح له بالذهاب أبداً. وفي الآونة الأخيرة حتى الكرة الايطالية البطيئة كانت كثيرة عليه. لذا بعودته إلى الدوري الممتاز بتهور قد ينظر إليها على أنها مقامرة واحدة مكلفة في الوقت ذاته. فلاعب من عيار نايجل دي يونغ أو غاريث باري عليه أن يفسح المجال لفييرا في ايستلاند، في حين إذا تمكن بمعاودة نشاطه في خط الوسط الذي قد يقود إلى تحطيم خط هجوم الفريق المنافس، وبعدها بكل ذكاء شن هجمات مرتدة التي يحتاجها مانشستر سيتي بالضبط، فإنه سينظر إليه ما إذا مازال أداء الفرنسي بالمستوى الرائع نفسه. ويبدو هذا كأنه حال من رغبة مانشيني لإعادة صديق موثوق به إلى غرفة تغيير ملابس دخيلة لإعطائه حليفاً داخل الفريق، وأيضاً للسبب ذاته على وجه التحديد قد تنفجر الأمور في وجهه إذا كافح فييرا لتبرير اختياره.
ويبدو أن مانشيني قد حقق نجاحاً أولياً في ايستلاند بسبب عدم وجود أصدقاء له أو أفكاراً مبلورة مسبقاً، لذا أعطى لجميع اللاعبين الفرصة لبداية جديدة، قليلاً مثلما فعل سفن غوران اريكسون عندما وصل إلى انكلترا، ولكنها لم تكن هي الطريقة التي انتهت بها قصة اريكسون. ففي النهاية تعلق بلاعبين معينين لفترة طويلة وكان لديه من المفضلين داخل تشكيلة الفريق بشكل واضح. وسيكون من دواعي السخرية إذا كان آخر الاستيراد من ايطاليا، نظراً إلى سجله النظيف، أن يجعل حياته صعبة وبالطريقة ذاتها.
كل ما يمكن قوله بأمانة في هذه المرحلة هو أن اختيار مانشيني كان منفرداً في هذه الصفقة الرئيسية. وأنه إذا نجح فييرا فسيكون أفضل مؤشر حتى الآن على أن الدوري الممتاز ليس مفعماً بالحيوية وسريعاً كما يعتقد مسؤوليه. وهو على الأرجح ليس جيداً كما كان عليه الوضع سابقاً أيضاً، انطلاقاً من بعض مباريات بطولة كأس الاتحاد الانكليزي التي اقيمت الأسبوع الماضي خصوصاٌ فوز ليدز 1- صفر على مانشستر يونايتد. فربما أن الأندية الأربع الكبرى (مانشستر يونايتد وتشلسي وارسنال ولفيربول) هي التي تتراجع، ولكن من الصعب التصور أن تشكيلة الشياطين الحمر قبل عامين كانت ستتلقى صفعة قوية وعلانية وبهذا الشكل من فريق من الدرجة الأولى، أو ليفربول المثير للشفقة بعدما كان قاب قوسين أو أدنى بخروجه من كأس الاتحاد أمام ريدينغ (تعادلا 1-1) الذي يقبع في المركز الـ21 في دوري الأبطال.
ولم يكن أداء أياً من الأندية الأربع الكبرى التقليدية مقنعاً هذا الموسم كما كان في المواسم الماضية. تشلسي فقط بدا مهدداً للفوز بالدوري على رغم أنه فقد القدرة مؤخراً على ما يبدو على القيام بذلك ويظل إلى حد ما فريق من المسنين يشيخون معاً.
أما مانشستر يونايتد فيبدو أنه ليس الآن الفريق نفسه من دون كارلوس تيفيز، ناهيك عن كريستيانو رونالدو. وتدهور أداءه الواضح في كأس الاتحاد قد يطرح تساؤلاً كبيراً عن قدرته على المنافسة في دوري أبطال أوروبا عندما يستأنف مبارياته في الشهر المقبل. أما ليفربول فإنه الآن بالفعل خارج هذه المسابقة وهو يستعد للدخول في مسابقة جديدة تدعى quot;إلى متى يستطيع ابقاء فرناندو توريس وستيفين جيرارد في أنفيلد؟quot;. بينما ارسنال، الذي يضع علامة جيدة إلى حد ما في هذه اللحظة، فلديه مباراة طويلة تسمى quot;الحياة بعد فابريجاسquot;!
ربما كل هذا ليس أكثر من أزمة ثقة. وربما ينبغي على الجماهير أن تطمئن إلى أنه إذا انهارت الأندية الأربع الكبرى في النهاية، فإن الأندية الشابة مثل استون فيلا وتوتنهام ومانشستر سيتي ستندفع لأخذ مكانهم. وينبغي على هذه الجماهير أن تكون متحمسة لأن هناك أخيراً تغييراً! ولكن هل يمكنهم حقاً الاعتماد على استون فيلا وتوتنهام ومانشستر سيتي لقتل الملك القديم؟
عندما وقع مانشستر سيتي صفقة فييرا، خرج المدير الفني في وايت هارت لين هاري ريدناب من صمته واعترف أنه كان يسير في الدرب نفسه. فهل هذا هو التقدم الذي تحرزه أندية الدوري الممتاز؟ فهذا هو لاعب خط وسط الذي يبلغ الـ33 عاماً الذي استغنى عنه ارسنال قبل خمس سنوات في الوقت الذي اتفق الجميع على أن فينغر قد استخلص الأفضل منه. إذاً فلا عجب في أن رافاييل بينيتز يمكنه quot;ضمانquot; احتلال ليفربول أحد المراكز الأربع الأولى هذا الموسم
التعليقات