يوشك المنتخب اليمني الاول لكرة القدم في العشرين من يناير الحالي على إكمال مشواره الآسيوي في تصفيات المجموعة التمهيدية الأولى عندما يستضيف نظيره البحريني القوي الذي كان ضمن ومعه المنتخب الياباني الوصول للنهائيات القارية المقبلة بالعاصمة القطرية الدوحة مطلع العام القادم , في حين تتزايد المخاوف بالاوساط اليمنية المهتمة من احتمال انضمام إشكالية ثالثة جديدة مرتبطة بالمدرب الكرواتي ستريشكو الى سابقاتها المزمنة على الواقع الكروي .

وتتمثل الإشكاليتان المزمنتان بالمنتخبات اليمنية في استمرار ضعف التعامل دفاعياً مع التمريرات العرضية الى جانب ديمومة التراجع اللياقي بالشوط الثاني , وهو ما كان واضحاً في مجريات المباراة الأخيرة للأحمر اليمني إمام الضيف الياباني الذي تمكن من تحويل تقدم أصحاب الأرض بهدفين لهدف بالشوط الاول الى فوز صعب بثلاثة اهداف مقابل هدفين في الشوط الثاني .

وفي المؤتمر الصحفي الذي اعقب تلك المواجهة التي جرت في السادس للشهر الحالي , رد المدير الفني الكرواتي يوري ستريشكو على سؤال لمراسل (إيلاف) معترفاً بان ما حدث من تحولات في الأداء اليمني خلال دقائق الشوطين يؤكد حقيقة ملازمة تلك الإشكاليتين بشكل ملموس , لكنه رفض اعتبار اعتماده على خطة هجومية بحتة وإصراره على اللعب المفتوح على مدى تسعين دقيقة بأنها ستكون إشكالية كروية ثالثة .

وبالفعل استطاع اليابانيون الاستفادة من الإشكالية المزمنة للمنتخبات الكروية اليمنية رغم التقدم بهدفين أحرزهما المدافع باسم العاقل (12) والمهاجم سامي كرامة (38) مقابل هدف ياباني عبر المهاجم هيروياما (40) , غير ان أصحاب الأرض فشلوا في الحفاظ على تقدمهم ما سمح للضيوف باستغلال الفرص السانحة في الشوط الثاني فسجل هيروياما هدف التعديل الثاني (55) وأضاف نفس اللاعب الياباني هدف الفوز الثالث (80) .

ولفت ستريشكو الى مجريات مباراة الذهاب التي كان خاضها المنتخب اليمني الاول تحت قيادة المدرب الوطني سامي نعاش في العاصمة اليابانية طوكيو بداية العام الماضي وخسرها بصعوبة بنتيجة (2-1), مشيراً الى ان نسبة استحواذ اليابانيين على الكرة حينها تجاوزت ثمانين بالمائة مع ملاحظة ارتداد الضيوف للدفاع بستة لاعبين .., لكنه عاد وجدد التأكيد على التطلع لإعداد منتخب يمني قادر على تقديم الأداء الهجومي ومقارعة الخصوم بمجموعته في منافسات بطولة خليجي عشرين المقبلة .

ومضى موضحاً بان المنتخب اليمني ليس الوحيد الذي يعاني في التعامل مع العرضيات بل أشار الى هناك منتخبات خليجية كان قد دربها في سنوات سابقة تعاني ايضاً من نفس الإشكالية , منوهاً بان معظم المنتخبات الآسيوية لكرة القدم التي تواجه نظيراتها الخليجية على المستوى القاري تستفيد من ذلك الضعف .. قبل ان يؤكد على قيامه بتخصيص كثير من التمارين لتفادي ذلك الضعف الدفاعي اليمني في مواجهة التمريرات العكسية .

ومن المعلوم أن المدير الفني الكرواتي ستريشكو كان قد تولى مهمة المدير الفني لمنتخب لبحرين الاول في الفترة ما بين عامي 2003 و2005م حيث حقق أبرز انجازات الكرة البحرينية باحتلاله المرتبة الرابعة في نهائيات كأس أمم آسيا التي أقيمت في الصين عام 2004م، علاوة عن المرتبة الثانية في منافسات خليجي 16 التي أقيمت في الكويت.

ورغم ان صفقة تعاقد اتحاد الكرة اليمني مع الجهاز الفني الكرواتي تعد الأغلى تكلفة على الإطلاق لكونها تجاوزت المليون ومائتي ألف يورو لمدة عامين , إلا ان المدير الفني الجديد كشف عن قصور في تنفيذ برنامجه ألاستعدادي الذي حدد خوض تسع مباريات ودية وليس أربع فقط تسبق موعد لقاء اليابان الرسمي , وقبل ذلك خرج ستريشكو عن صمته فصرح غاضباً بقوله ان اليمن لاتحتاج الى مدرب عالمي بل تحتاج الى اتحاد كرة قدم !!.

ويحتل المنتخب اليمني الأول لكرة القدم المركز الثالث في مجموعته الآسيوية الأولى برصيد ثلاث نقاط من فوز يتيم بهدف نظيف على حساب صاحب المركز الاخير منتخب هونغ كونغ بدون نقاط في العاصمة صنعاء , وسيلتقي المنتخبان في لقاء الاياب بينهما في مطلع شهر مارس القادم في ختام مراحل المنافسات التمهيدية القارية .

وكان ستريشكو سارع لإظهار التحدي عقب الخسارة المذلة برباعية نظيفة من قبل البحرين بمواجهة الذهاب في العاصمة المنامة, مدافعاً عن اختياراته لتشكيلة اليمن زاعماً أنها تضم وجوهاً شابة , بعدما كان قرر تبديل خطة اللعب المتوازنة إلى أخرى هجومية منبهاً إلى انه سيترافق مع مراحل التحضير اليمني للمشاركة الخامسة في البطولة العشرين لكأس الخليج العربي , قرب التعرض لخسائر مماثلة في المستقبل القريب .