ــ هل من الممكن أن تخطئ تحاليل المنشطات؟، هذا السؤال يفرض نفسه كلما أعلن عن حالة تعاط، ولكن مع ثبوتها رسمياً بعد إجراء التحليل للعينة الثانية تبدأ نغمة الاعتراض في الاختفاء التدريجي إلى أن تتلاشى، وإلى أن يحدث هذا نجد أنفسنا في حالة حيرة من الأمر، فهل نصدق نتائج التحليل أم نمشي وراء من يكذبها ونتعاطف معه، وخاصة في ظل تأكيده على عدم صحتها؟
هذا هو الواقع الحالي بعد صدور قرار إيقاف لاعب عجمان سمير إبراهيم عامين لثبوت تناوله المنشطات.
ــ اللاعب ينفي، ويؤكد أنه لم يتناول أي منشطات، ويلقي باللائمة على احتمال أن يكون السبب في الدواء الذي تناوله وهو طريح الفراش بعد الجراحة التي أجراها بأحد مستشفيات الدولة، ووكيل أعماله الذي عينه النادي للدفاع عن حقه يؤكد نفس النهج وأن لديه ما يثبت براءة سمير.
والنادي أكد أنه لن يتخلى عن اللاعب وسوف يسانده حتى النهاية، فلا يمكن له أن ينسى الجهود التي بذلها سمير في الموسم الماضي وساهمت في رسم البسمة على وجوه أبناء النادي وجماهيره، ونحن بالطبع لن نأخذ وجهة عكسية وسنقوم بدورنا في مساندته حتى تظهر الحقيقة، ويعلم الجميع، هل سمير ظالم أم مظلوم؟
ــ المعروف أن قوانين فحص المنشطات تنص على أنه في حال ثبوت التعاطي، وإيجابية العينتين عند التحليل، فإنه على اللاعب الاعتراف بالتعاطي والتنازل عن كل المكاسب التي حصل عليها مستفيداً من المنشط، وهو إجراء روتيني حتى وإن لم يحدث لا يغير من الأمر شيئاً، لأنه لن يعدل العقوبة ولن يعفيه من التجرد من المكاسب.
ولعل أشهر الأمثلة على ذلك العداءة الأميركية ماريون جونز التي نفت ثم اعترفت بتناولها المنشطات وجردت من ميدالياتها الأربع التي نالتها في أولمبياد سيدني عام 2000، وهي الميداليات التي كانت سببا في أن يحوم الشك حولها، خاصة وثبت من قبل إدانة زوجها بتناول المنشطات، ومن قبلها العداء الكندي بن جونسون الذي اعترف بتناول المنشطات في بطولة العالم.
ــ على المستوى الشخصي أعلم أن احتمالات الخطأ في فحص المنشطات تكاد تكون غير موجودة للاحتياطات الشديدة عند أخذ العينات، والتي يشارك فيها الرياضيون أنفسهم، ولا اذكر حالات تمت إدانتها بتناول المنشطات ثم ثبت العكس بعد الاحتجاج على القرار.
ورغم هذا أتمنى أن يكون سمير إبراهيم محقاً في اعتراضه وينجح في إثبات صدق ما يقول، والحال نفسه مع المغربي حسن طير المحترف في صفوف فريق الإمارات. فهذا سيسعدنا كثيرا وبقدر يفوق حجم الألم الذي أصابنا عندما علمنا بأمرهما.
جريدة البيان الاماراتية
التعليقات