** في غمرة مشاعر ملايين المصريين بالغضب والمرارة الممزوجة بالإحباط.. بعد أحداث أم درمان إياها!! وضياع حلم التأهل للمونديال.. أكدت.. وعلي عكس اتجاه الكثيرين يومها ويشهد سمير زاهر علي ذلك.. أن منتخبنا سوف يحقق إنجازاً آخر إعجازياً وفريداً وغير مسبوق.. ولا يقل قيمة عن التأهل للمونديال.. وهو الفوز بكأس أفريقيا للمرة الثالثة علي التوالي.. ليكون المنتخب الوحيد في العالم الذي حقق ذلك.. والحمد لله تحققت توقعاتي التي أعلنتها في أصعب الظروف.
ولم يكن ذلك من باب التكهنات.. أو ركوب الخيال.. أو الإفراط في الثقة لعبور حالة اليأس السابقة.. وإنما كان ذلك نتيجة تجارب ووقائع.. وأيضاً نتيجة معرفة متواضعة بعلم النفس الذي يؤكد أن الشخصية المصرية بالذات تركيبة نفسية ومزاجية فريدة ومميزة وأيضاً معقدة.. أهم سماتها إخراج كل مالديها من طاقة وعزيمة وإصرار في التحديات والشدائد والأزمات.. واللاعب المصري نتاج نفس الطينة والتركيبة.. أن الأحساس بالظلم والغضب من الأحداث إياها التي تسببت في ضياع حلم المونديال.. ستكون أكبر حافز نفسي لتحقيق الإعجاز غير المسبوق.. والحمد لله أنه تحقق.
** أفاض النقاد والخبراء والمحللون.. في التحليل الفني.. و شرح خطط وتكتيك وتحركات وأداء اللاعبين.. وكذلك النواحي البدنية والمعنوية وخلافه.. كما أكدوا علي الروح القتالية والعزيمة والإصرار الذي أدي به جميع اللاعبين.. ولكن للأسف هناك أشياء واسرار أخري لعبت دوراً بالغ الأهيمة والخطورة في تحقيق الانتصارات المتوالية لمنتخبنا حتي حققنا الإنجاز غير المسبوق وأهمها في رأي:
** أولاً.. استقبال الرئيس حسني مبارك للاعبي المنتخب والجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة بعد العودة من أم درمان والأحداث إياها!! التي وقعت هناك وكانت السبب الرئيسي في خطف أحقية منتخبنا في التأهل لكأس العالم.. وكان الجميع في قمة الشعور الغضب والمرارة واليأس.. ولكن مبارك بوعي القائد.. وحنان الأب.. والأهم بخبرة الرياضي.. وبهذه اللمسة الإنسانية الحضارية.. استطاع أن يخرج الجميع من حالة اليأس والمرارة التي كانت تسيطر عليهم.. ويعيد إليهم التوازن النفسي والعصبي والثقة في النفس وكانت هي الشرارة الأولي لإشعال الحماس وروح التحدي والإصرار والعزيمة لتحقيق الإنجاز غير المسبوق الذي يعوضهم ويعوضنا عن ضياع حلم المونديال.
** طريقة انتقاء الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة للاعبين.. والذي أكد خطأ كل الذين عارضوه.. والصحف الأجنبية التي انتقدت تصريحه بأن الإخلاص والجدية والعزيمة والانضباط أهم عنصر في اختيار لاعبيه.. وأكد كلامه من قبل نجوم عالميون كبار علي رأسهم الأسطورة بيليه وجورج وياه وعبيدي بيليه وتيري هنري وبيكينباور الذين اكدوا أن اللاعب الملتزم دينياً والمنضبط سلوكياً الأقدر علي التفوق والنجاح والاستمرار في الملاعب لأن لديه حصانة ضد الخمور والعلاقات النسائية والمخدرات والسهر.. وهي أخطر عناصر انهيار اللاعب فنياً وبدنياً.

جريدة الجمهورية المصرية