مهما قيل لأي من أنصار ليفربول خلال هذا الأسبوع، إلا أن هناك عبارة واحدة ينبغي تجنبها quot;ذكرى سنوية سعيدةquot; التي سوف لن تكون مناسبة، وقد تبدو ذكرى تألق ليفربول قبل سنة بالضبط من اليوم وقتاً أطول من عامل كامل عندما أخذ المدير الفني رافائيل بينيتز فريقه إلى أولد ترافورد ليحطم مانشستر يونايتد 4-1 بعدما تقدم الأخير بهدفه اليتيم.
فهل حدث هذا بالفعل قبل 365 يوماً؟ فالأمور كانت مختلفة جداً في تلك المباراة. فالتحكيم، على سبيل المثال، كان يمكن أن يطرد لاعب الشياطين الحمر نيمانيا فيديتش عندما ارتكب خطأ quot;محترفاًquot;. أما الذكريات الأخرى المختلفة فيها فكانت تألق ستيفن جيرارد وتسجيل فابيو اوريليو هدفاً من ركلة ثابتة مماثلة للركلات الرائعة لديفيد بيكهام بالإضافة إلى تسجيل اندريا دوسينا هدفه في وقت متأخر من المباراة.
ولم تكن هذه النتيجة استثنائية (فمانشستر يونايتد كان متفوقاً في المباراة بعكس ما توحي إليها النتيجة)، ولكن ليفربول استطاع ان يهزم استون فيلا 5- صفر في مباراته التالية، والنقطتين الوحيدتين التي خسرهما في بقية مباريات الدوري الممتاز للموسم الماضي كانتا بسبب تعادله 4-4 مع ارسنال في مباراة مثيرة وشيقة التي أجبرت على تسليط الاضواء على مهاجم quot;المدفعجيةquot; اندريه ارشافين.
ولو فرضنا أن ليفربول قام بعد ذلك ببيع جيرارد وفرناندو توريس وخوسيه (بيبي) رينا وخافيير ماسكيرانو من دون شراء بدائل، واستبدال بينيتز بمدرب ليست لديه خبرة كافية ووضع المهاجم ديفيد نغوغ في حراسة المرمى وإعلان شراكة جديدة في خط الوسط تتكون من مالكي النادي توم هيكس وجورج جيليت الابن، فإنه لما انخفض مستوى أداء ليفربول إلى هذا الحد الذي نشاهده اليوم بعد عام كامل من النتائج المذهلة.
وبالفعل كان ليفربول قد خسر خابي ألونسو (الذي غاب عن مباراة أولد ترافورد) برحيله إلى ريال مدريد، وجيرارد وتوريس اللذين تعرضا للإصابة. ولكن الركود في النادي ما زال محيراً، فقد خرج من دوري أبطال أوروبا، ومن غير المحتمل تأهله إليه في الموسم المقبل، ويبدو أنه من غير المرجح أن يتقدم في الدوري الأوروبي بعد هزيمته 1- صفر أمام ليل في الدور الـ16 الأسبوع الماضي، وهذه هي الخسارة الـ15 لليفربول في كل البطولات هذا الموسم.
وبالتفكير قليلاً فإن أفضل مكان للبحث عن هبوط مستوى ليفربول هي صرخات لإقالة المدرب التي تبدو شبه غائبة. وهو أكثر موضوع للمناقشات المدروسة من قبل أنصار أنفيلد التي تدرك أن بينيتز ليس ساذجاً، سواء بالحكم على سجله المهني (الفوز مرتين ببطولة الدوري الاسباني وكأس الاتحاد الأوروبي مع فالنسيا ودوري أبطال أوروبا مع ليفربول)، أو فطنته في التفاوض على عقده مع مالكي النادي الأميركيين الذين قد لا يتحملان نتائج إقالته. وبسبب الديون التي تصل قيمها إلى ما يقرب من 250 مليون جنيه استرليني، فليس للنادي مجالاً للمناورة، وهناك احتمال ضئيل للتغيير، خصوصاً مع بقاء هيكس وجيليت على قمة المسؤولية.
ويواجه ليفربول عقبة ndash; مثل ايفرتون ndash; بسبب ملعبه الصغير جداً وقديم الطراز لانتاج نوعاً من الايرادات اللازمة للتنافس مع مانشستر يونايتد وتشلسي وارسنال ومانشستر سيتي. وعندما ينظر المشترين المحتملين على الإمكانيات المتاحة وقياسها مقابل التوقعات التي يثيرها التاريخ، فإنهم سيهزون رؤوسهم.
وإذا وصل مالك جديد إلى النادي غداً، فربما يمكن أن يقال بعد ذلك quot;ذكرى سنوية سعيدةquot;. ولكن سيظل هناك سباق مع الزمن لبناء استاد جديد الذي تأخر انشاؤه كثيراً بينما النادي يمر بدوامة التراجع ببطء، ما يجعل غير واقعياً الأمل في قلوب أولئك الذين تصوروا أن حقبة جديدة للنادي هي تحت الانجاز، مثل وصول خوسيه مورينيو الذي يتوق العودة إلى انكلترا، إذ قال مراراً وتكراراً إنه سيكون سعيداً تماماً في ليفربول أو مانشستر أو لندن.
والسيناريو الأكثر معقولية ينطوي على العودة إلى الوجوه المألوفة، فهناك افتراض واسع الانتشار بأن جيمي كاراغر، مدافع النادي الرائع الذي quot;يقرأquot; سير المباريات بكل نهم ودقة، سيتولى تدريب النادي يوماً ما. أما العائد إلى جدول الرواتب في أنفيلد هذا الموسم الاسطورة كيني دالغليش، الذي تخلى عن منصبه بعد السلسلة الطبيعية التي تفاقمت في أعقاب كارثة هيلزبوره والتي ذهب ضحيتها عشرات من أنصار ليفربول، فإنه يجعل من المغري تصور أن الاسكتلندي سيكون نوعاً من المدير العام لكرة القدم ويقدم المشورة لكاراغر.
ولكن حتى الآن هناك حديث موازٍ لاعتزال كاراغر، الذي بقي من عقده سنة ونيف. بل إنه أعلن استعداده للعب في مكان آخر إذا رغب ناديه بذلك. ما يفسره بعض المراقبين باعتباره توضيحاً لما ينظر إليه في المستقبل القريب. ومع الافتراض أنه تم استدعاءه وقيل له إنه سيكون المدرب المقبل في أنفيلد، وهذا في الواقع سيكون الاستنتاج المبني لإقالة بينيتز. أي احلال مدرب مبتدئ محل مدرب له خبرة طويلة وغالي الثمن.
أما وجهة نظر أخرى فتتوقع السماح لكاراغر بمغادرة النادي والحصول على الخبرة العملية مع نادٍ آخر. وربما واحداً من الأندية في الدرجات الأدنى التي ستكون على استعداد لإعطاء فرصة لمدرب شاب، أو لاعباً ومدرباً في آن واحد، لاكتساب الخبرة ليتأهل للتدريب في أندية الدوري الممتاز، مثلما فعل ساندرلاند مع روي كين أو بيرمنغهام سيتي مع ستيف بروس.
وعلى رغم من معقولية ذلك، إلا أن من شأن هذه الاستراتيجية أن تكون سلاحاً ذو حدين، فإذا نجح كاراغر بشكل مذهل، فإنه سيلفت الأنظار عليه على أنه أكثر قوة وفعالية من أصحاب ليفربول. أما إذا فشل، فإنه سيضطر إلى القول quot;وداعاًquot; لأنفيلد إلى الأبد.
ويشك معظم المراقبين أن مثل هذه التعقيدات كانت في تفكير المشجعين المبتهجين الذين كانوا يتدفقون من خارج أولد ترافورد في 14 آذار 2009، ولا للعديد من الغالبية الكئيبة التي كانت تضع الوشاح الأخضر والذهبي على أعناقها والتي تتآمر الآن لتغيير النظام في أولد ترافورد. ولكن على الأقل هي المشاعر التي يثيرها أنصار الأندية في السراء والضراء التي تنصهر في النجاح والديون.
ويشعر أنفيلد اليوم بالكساد، فالسنة يمكن أن تكون فترة طويلة جداً في كرة القدم
التعليقات