تلقى ليفربول أول عرض جاد لشراء حصة من أسهم أنفيلد بعدما اتضح أن المسيطرين عليه مستعدون لفتح باب المناقشات مع مؤسسة استثمارية ضخمة تدعى quot;مجموعة رونquot;.

واقترحت المجموعة، التي يوجد مقرها في نيويورك ولديها مكاتب في لندن وباريس، استثمار 110 مليون جنيه استرليني في ليفربول مباشرة. المبلغ الذي من شأنه أن يخفض ما يقل قليلاً عن نصف ديون النادي، وفي المقابل ستقوم المجموعة بطرح أسهماً جديدة في أنفيلد لتمييع 50 في المئة من أسهم المالكين المشتركين توم هيكس وجورج جيليت. وستصبح حجم حصة الأسهم التي ستطرحها quot;رونquot; مسألة متروكة للتفاوض. إلا أنه يعتقد بأن نقطة الانطلاق لهذه المحادثات ستكون على خفض المالكين لأسهمهما إلى 30 في المئة لكل منهما مع استيلاء quot;رونquot; على الـ40 في المئة الباقية.

وقد استلم ليفربول العرض الأسبوع الماضي، وسيبحث مجلس إدارته هذه المسألة على رغم أن المؤشرات الأولى تؤكد أن المديرين التنفيذيين سينظرون إلى رنين الاقتراح الأول. ويأمل مجلس إدارة النادي والمالكين المشتركين على أن عرض quot;رونquot; قد يشجع المستثمرين المحتملين الآخرين لتقديم عروضهم مع اقتراحات محكمة.

ومن المرجح أن يأخذ هيكس وجيليت تقييم المجموعة للنادي بالاعتبار، على رغم أنه قد لا يلبي طموحاتهما لتحقيق أرباح كبيرة خلال ثلاث سنوات من سيطرتهما على ليفربول. وقد فهم أن المالكان قد قيّما اجمالي أسهم ليفربول بأكثر من 300 مليون استرليني، ولكن صفقة quot;رونquot; قد تقيّمها بـ275 مليوناً، الذي قد لا يعتبر المالكان، خصوصاً هيكس، أن هذا الرقم غير مناسب. وعلى النقيض من ذلك، هناك حديث عن عرض صفقة بمبلغ 1.5 بليون جنيه استرليني من مجموعة quot;ريد نايتزquot; للاستيلاء على مانشستر يونايتد.

ولكن هناك ثمة عقبة أخرى وهي عدم وجود أموال إضافية التي تذهب إلى جيوب كل من هيكس وجيليت. فصفقة quot;رونquot; تنطوي على سداد الديون فقط. وسيرى المالكان أن أسهمهما في النادي سينخفضان نتيجة لذلك.

ومع نفاد الوقت أمام ليفربول في السباق من أي وقت مضى للمنافسة على حجز مكان في دوري أبطال أوروبا للموسم المقبل، البطولة التي لا تقل قيمة ايراداتها السنوية المباشرة عن عشرة ملايين استرليني، فهناك حاجة ملحة لتأمين تمويلات جديدة. ويأمل ليفربول أن اهتمام quot;رونquot; سيدفع تدفق المستثمرين المحتملين الآخرين. وفي كلا الحالين، فإن فرصة النادي لاستثمار وجذب موارد مالية أكثر ستتحسن عن طريق تخفيض ديونه.

يذكر أن quot;رويال بنك أوف سكتلندquot; قد أبلغ هيكس وجيليت، كجزء من صفقة إعادة التمويل الذي وافق عليه المصرف في العام الماضي، أن عليهما أن يقلصا ديون ليفربول البالغة 237 مليون استرليني بما لا يقل عن مئة مليوناً هذا الصيف. ولتحقيق هذه الغاية فإن رئيس السلطة التنفيذية في النادي كريستيان برسلو يعمل جاهداً لايجاد مستثمرين من خارج أنفيلد.

وتعتبر مجموعة quot;رونquot; الأولى التي أدركت فرصة الاستفادة من استغاثة ليفربول. وفي الوقت الذي كان فيه مستثمرون آخرون من الولايات المتحدة يتطلعون بشكل متزايد لشراء حصص من الأسهم في الأندية الانكليزية، فإن quot;رونquot;، التي تعتبر شركة متوسطة الحجم للاستثمار في الأعمال التجارية العالمية، ستبحث عن مدة طويلة الاجل للاستثمار في أنفيلد، على رغم أنها لن تستطيع السيطرة على شؤون ليفربول، لأن التصويت سيكون مناصفاً (50-50) بسبب حصص هيكس وجيليت التي سيحتفظان بها، الذي سبب في بعض الأحيان جموداً لوجود خلافات بينهما.

واقتراح quot;رونquot; من شأنه أن يحسّن الجدارة الائتمانية للنادي التي يمكن بدوره أن يؤدي إلى التمويل المضمون للعمل في نهاية المطاف إلى بناء الاستاد الجديد في ستانلي بارك الذي طال انتظاره.

وتؤكد المجموعة، التي تأسست عام 1997، أنها متخصصة quot;في عمليات الدمج والتملك وتعزيز شراء الشركات وإعادة الرسملة والشراكات مع التركيز بشكل خاص على الاستثمار في أوروبا وعبر الأطلسيquot;.

وquot;رونquot; شركة خاصة يملكها ويديرها روبرت اغوستينللي وستيفن لونغمان منذ انشائها. وكان الأول قد ساعد في تأسيس quot;غولدمان ساكسquot; وهي شركة تقوم بعمليات الدمج والتملك في لندن، ثم أصبح شريكاً للازارد (واحدة من الشركات الاستثمارية المالية وإدارة الأصول البارزة في العالم ولها مكاتب في 40 مدينة في 25 بلداً وتعود جذورها إلى عام 1848) في عام 1987 قبل ان يغادر ويؤسس مجموعة quot;رونquot;. وقد عمل لانغمان أيضاً مع لازارد.

وتعتبر quot;رونquot; أول مجموعة تعلن عن رغبتها في شراء ما لا يقل عن 34 في المئة من أسهم ليفربول، أي ما يعادل حوالي 100 مليون استرليني، وهي واحدة من ستة أو سبعة من المستثمرين المحتملين الذين يتنافسون لشراء غالبية أسهم النادي، والتي من شأنها أن تخفف كثيراً من أعباء الملكين هيكس وجيليت وتكسر الجمود في مجلس الإدارة الذي احبط النادي لأكثر من عامين. ومع ذلك، فإن ليفربول يأمل بتلقي عدداً من العروض في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، أي قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس التنفيذي.

ويعتقد بأن الأطراف الستة الأخرى المهتمة تنظر في اقتراحات إما الاستثمار بشكل جزئي أو الشراء الكامل لحصص المالكين، وسيتم وضع هذه العروض أمام مجلس إدارة النادي، فيما قالت مصادر في ليفربول إن النادي يأمل في تأمين استثمارات جديدة quot;في الوقت المناسبquot; لبدء الموسم المقبل.

وبغض النظر عن العرض الذي سيتم قبوله، فإن أي ضخ للسيولة الذي يجمع من الاستثمار، سيستخدم لسداد جزءاً ديون النادي البالغة 237 مليون استرليني. ولكن مع وضع نهاية لخطط البحث عن الاستثمار الذي بدأها برسلو في العام الماضي، فإنه سيحرر رأس المال العامل لتمكين بدء العمل في الاستاد الجديد للنادي هذا العام الذي طال انتظاره في ستانلي بارك. وكذلك، وبشكل حاسم، السماح لليفربول بتعزيز صفوف تشكيلته بلاعبين جدد.

وكان المدرب رافائيل بينيتز قد أُجبر على مدار العامين الماضيين على الانفاق لشراء لاعبين موهوين من المبالغ التي جمعها من سوق الانتقالات فقط. وإذا اتيحت الأموال حالياً فإنه قد يقوم بشراء خدمات quot;أربعة أو خمسة مهاجمينquot;، كما اقترح المهاجم فرناندو توريس يوم السبت الماضي، مدعياً أن مستقبل ليفربول للحصول على الألقاب من دون استثمارات جديدة سيكون بعيد المنال.

وعبر الاسباني الدولي عن مخاوفه من قدرة ليفربول على التنافس للحصول على ألقاب مشرفة التي يتوقاها. وتحدث علناً وللمرة الأولى عن شكوكه عندما دعا النادي إلى quot;بذل المزيد من الجهدquot; هذا الصيف لجلب لاعبين للمنافسة quot;لا على المركز الرابع (في ترتيب الدوري الممتاز)، بل على لقب الدوريquot;.

ولكن مع وصول عرض quot;رونquot; فإنه قد يكون هناك مؤشراً لبداية النهاية لهيكس وجيليت، على رغم أن الشكوك مازالت قائمة بشأن ما إذا كان أي مستثمر مستعداً لإعطاء الكثير من النقد من دون أخذ ما لا يقل عن 51 في المئة من الأسهم، وبالتالي ضمان السيطرة الكاملة على ليفربول