رغم تمكنه حتى الآن من تصدر جدول ترتيب الدوري المصري موسم 2009 / 2010، إلا أن مسلسل الانتقادات الذي يوجه إلى النادي الأهلي، وتحديداً في ما يتعلق بمستوى مجموعة الناشئين الذي قام بتصعيدهم إلى الفريق الأول المدير الفني للفريق، حسام البدري، في توقيت بالغ الحساسية، مازال عرضا ً متواصلا ً، وبخاصة في أعقاب الهزيمة التي مُني بها الفريق في مستهل مشواره ببطولة الأندية الإفريقية أمام فريق الغانرز، بطل زيمبابوي، في مباراة الذهاب بهدف دون مقابل.

الإشكالية التي يعانيها المارد الأحمر الآن، ولا يمكن للداني أو القاصي إنكارها، هو أن هناك تذبذبا ً واضحا ً في أداء ونتائج الفريق خلال الآونة الأخيرة. وهي الظاهرة التي تباينت التفسيرات حولها، وكانت محل تعليق كثيرين من خبراء اللعبة. وبنظرة موضوعية للب المسألة، كما يراها أغلب المتابعين، وهي تلك المتعلقة بتجربة الاستعانة بعناصر شابة والاستفادة من حيويتها في الفريق الأول، في واقعة لم تتكرر منذ فترة داخل جنبات النادي الكبير، نجد أن هناك عديد العوامل التي تسببت في إثارة كل هذا الجدل حول جدوى التجربة، خاصة ً في مثل هذا التوقيت الحرج الذي يمر به الفريق.

فبعد رحيل المدرب البرتغالي الكبير، مانويل جوزيه، صاحب الألقاب والأرقام القياسية مع العملاق الأحمر على مدار المواسم الخمسة الماضية، بدأت تظهر المقارنات بينه وبين معاونه الأسبق وبديله الحالي حسام البدري، من منظور الخبرات والتوجهات، وذلك على الرغم من تباين الأسماء التي كان يعتمد عليها جوزيه، مقارنة ً بما هو حاصل الآن مع البدري الذي تعرض مع الفريق لاختبارات حقيقية نتيجة كثرة الإصابات والإيقافات التي طالت أبرز النجوم. ومع بدء استعانته بعدد من لاعبي الشباب بالنادي أمثال أحمد شكري وشهاب الدين أحمد ومصطفي محمود الشهير بـ quot;عفروتوquot;، انطلقت حملات المساندة والإشادة من قبل كثيرين، من منطلق أنها تجربة ناجحة يمكن أن تساعد في إفراز كوكبة من اللاعبين المميزين، بدلا ً من إغداق الملايين من الجنيهات على لاعبين من أندية أخرى لا يستفد منهم النادي.

ورغم الأداء الجيد الذي ظهر عليه هؤلاء اللاعبين، وحصولهم على الإشادة من أكبر خبراء اللعبة، إلا أن حملات التشكيك في التجربة quot;الأهلاويةquot; ndash; على وجه الخصوص ndash; كانت مسارا ً للتساؤلات والأقاويل، خاصة ً بعد أن بدأ يقارنها البعض بتجربة quot;الناشئينquot; التي يشتهر بها النادي الإسماعيلي، الذي يعتبر نموذجا ً رائدا ً في هذا الجانب. ورغم افتقاد بعض الانتقادات التي توجه للأهلي إزاء تلك التجربة في بعض الأحيان للموضوعية، بيد أن هناك حقيقة لا يجب على إدارة النادي تجاهلها أو quot;تفويتهاquot;، وهي أن الفريق يمر بالفعل بأزمة في نتائجه، بعيدا ً عن نغمة quot;الاعتماد على الناشئينquot;، وبعيدا ً عن الأخطاء التحكيمية، وبعيدا ً أيضا ً عن ما يُطلق عليه quot;الحظquot;.

إن تجربة تكوين فريق من أبناء النادي أو ناشئيه، بحسب النبرة التي بدأت تتردد أخيرا ً داخل جنبات النادي الأهلي، لا يجب أن تكون نتاج لمبدأ بدأ يرسخه البعض خلال الآونة الأخيرة سواء من داخل النادي أو خارجه، حول ضرورة بدء النادي لحقبة جديدة يعتمد فيها على أبنائه من اللاعبين للظفر بالبطولات، بعد ما حققه في السابق من إنجازات على يد لاعبين من أندية أخرى، من منظور أن ذلك بات quot;أمراً مخزيا ً quot; في عصر تعيش فيه الساحرة المستديرة حول العالم أزهى فترات الاحتراف. والأصح الآن هو أن تبدأ إدارة الأهلي في تقييم الأمور بمنظور واقعي، وبتحليل منطقي، وأن تضع يدها على تلك العيوب الفنية ونقاط الضعف التي أظهرتها مباريات الفريق الأخيرة.