إذا كانت في الأشهر الثماني الماضية أي دلائل بمن يفوز باللقب، فإنه سيكون هناك الكثير من التقلبات لإبقاء دسائس فوران مباريات الدوري الممتاز الانكليزي حتى الأسبوع الأخير من الموسم الحالي. إذ قلما يتم تسوية اللقب من خارج المجموعة الفاصلة بين المرشحين الرئيسيين. والاستثناء الواضح كان هدف ارسنال الثاني في آخر لحظة من المباراة في أنفيلد في يوم الجمعة أواخر أيار عندما انتزع اللقب من ليفربول في عام 1989. وكان من المفروض أن تقام هذه المباراة قبل خمسة أسابيع من هذا الموعد، إلا أنها تأجلت في أعقاب كارثة هيلزبوره.

ووصف مباراة اليوم بين مانشستر يونايتد وتشلسي على أنها quot;ربما حاسمةquot; للفوز بلقب الدوري، على رغم أنها سوف لن تكون كذلك. وحتى هذا الوقت فإنه من شبه المؤكد أن كأس الدوري الممتاز سينتهي به المطاف في خزانة أولد ترافورد أو ستامفورد بريدج، لأن ارسنال أصبح خارج المنافسة بأي حال من الأحوال، وإذا ما بقي ملتزماً بما تبقى من هذا الموسم على نمط الأشهر الثماني الماضية، فستكون هناك الكثير من التقلبات في أداءه وسيخسر المزيد من النقاط في ظروف غير متوقعة للحفاظ على فوران الدوري حتى آخر لحظة منه في الموسم الحالي.

وعلى الأرجح ستكون أفضل مباريات اليوم هي المؤشر لمن سيفوز باللقب. وسيكون فوز مانشستر يونايتد على تشلسي أقوى دليل لحد الآن على أنه في طريقه للفوز بالدوري 19 مرة في تاريخه محطماً الرقم القياسي لليفربول بفوزه به في 18 مرة. ناهيك عن الفوز التاريخي باللقب الرابع على التوالي.

تشلسي، من ناحية أخرى، سيرى فوزه على الشياطين الحمر للمرة الثانية في الدوري هذا الموسم دليلاً على ضعف الثاني ومزيداً من التحسن تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي، حتى لو أن الفريق اقترب من بيع معظم لاعبيه.

وفي كلتا الحالتين، لا أنشيلوتي ولا السير اليكس فيرغسون، سيحدق في السماء شاكراً عندما تنطلق الصافرة النهائية، مثلما لم فعل كيني دالغليش المدير الفني لليفربول عندما سجل مايكل توماس هدف فوز ارسنال بالدوري قبل 21 عاماً.

وبالتأكيد فقد مر فيرغسون بأسوأ لحظاته في الأيام القليلة الماضية، عندما اصيب واين روني في الكاحل الثلاثاء الماضي وفي اللحظة التي سجل ايفيتشا أوليتش هدف فوز بايرن ميونيخ في مباراة الذهاب في الدور الربع النهائي لدوري أبطال أوروبا.

وحقيقة أن غياب روني لأسابيع عدة وليس شهوراً قد يكون استقبل بالارتياح في معسكر منتخب انكلترا، ولكن من المرجح أنه سيكون هناك عزاء صغيراً في أولد ترافورد، والذي أثبت الآن أن الاسطورة آلن شيرر كان مخطئاً عندما أعلن في مقابلة إذاعية مؤخراً أن المهاجم quot;حمل وحده ثقل مانشستر يونايتد على كتفيه في معظم الأحيان، ومن دونه فلم يكن النادي قد وصل إلى المركز الذي فيه الآنquot;.

وسيعتمد فيرغسون الآن على مهاجمه ديميتار برباتوف، هداف النادي الثاني (26 هدفاً مقابل 34 لروني) للحفاظ على المنافسة في صدارة الدوري الممتاز ومحاولة اقصاء بايرن ميونيخ من دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء المقبل في أولد ترافورد. وصفات البلغاري في الفوز بالمباريات بدهاء هي أكثر من دهاء روني، فهو يحاول أن يندس خلسة إلى المرمى من جانبي الملعب، بينما يميل روني إلى الاندفاع والاختراق من الوسط.

والحقيقة هي أن فريق مانشستر يونايتد بأسره ndash; وليس فقط برباتوف ndash; بحاجة إلى تقديم أداء أكثر من المعتاد لتعويض غياب روني القسري. فالجانب الأكثر إثارة للذهول من هزيمته أمام بايرن يوم الثلاثاء الماضي، كان طريقة لعب النادي الألماني، فبعدما سجل روني الهدف اليتيم لناديه في وقت مبكر جداً من المباراة، التي جعلت من بايرن أن يتخذ قراراً واعياً بالانسلال خلسة في منطقة جزاء مانشستر يونايتد بدلاً من السرعة لتحويل هزيمته إلى الفوز، وبالتركيز على حيازة الكرة لأكثر من الوقت والتسرع فقط عندما يقترب من الهدف. وكان لهذا أثره في تعويض أوجه القصور في خط وسط مانشستر يونايتد، الذي تمكن من اخفاءها في الكثير من الأوقات في مباريات الدوري الممتاز.

يذكر أن مانشستر يونايتد يمر بمرحلة انتقالية، فمعظم أعضاء تشكيلته الآن هي من الشباب، في حين أن هناك لمسة من quot;الحرس القديمquot; المعتم في تشكيلة تشلسي، الذي لديه الكثير من اللاعبين إما أعمارهم في أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات.

ويعتبر ديدييه دروغبا تعويذة البلوز تقريباً بقدر ما هو روني للشياطين الحمر، ولكن تشلسي لديه خيارات أقوى لتسجيل الأهداف، كما أثبت ذلك يوم السبت الماضي عندما سحق استون فيلا 7-1 مع وجود دروغبا على مقاعد البدلاء.

وأياً كانت نتيجة اليوم، فإن الدوري الممتاز يحتاج إلى مباراة من منزلة رفيعة ومميزة لتتمتع بها جماهير الناديين وتبقى في ذهن المراقبين، وليس فقط اعتبارها سلسلة من المباريات المحبطة. فالموسم المحلي الحالي لم يكن كلاسيكياً. والاهتمام به كان بسبب الاستمرار قدر من عمليات الانزلاق والنجاحات المستمرة. وعندما يتطلب الأمر مناقشة عمن سيحتل المركز الرابع لفترة طويلة أكثر عمن الذي سيفوز باللقب، فإنه حتماً هناك افتقار إلى شيء غير واضح.

أهم مباريات اليوم

ارسنال ضد وولفز، بيرنلي ضد مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد ضد تشلسي، وسندرلاند ضد توتنهام.

ترتيب الصدارة

1ـ مانشستر يونايتد 72 نقطة من 32 مباراة، 2ـ تشلسي (71)، 3ـ ارسنال (68)، 4ـ توتنهام (58 من 31 مباراة)، 5- مانشستر سيتي (56 من 31 مباراة)، 6ـ ليفربول (54 نقطة من 32 مباراة