قد يشعر ليفربول بالارتياح لأن حملته في الدوري الأوروبي ما زالت مستمرة بعد فوزه الرائع على بنفيكا في الدور ربع النهائي يوم الخميس الماضي. ولكن ربما كان أكثر أهمية من هذه النتيجة هي وجود المالكين الأميركيْين توم هيكس وجورج جيليت معاً في أنفيلد للمرة الأولى منذ نحو ستة أشهر. فهما بالطبع لم يحضرا لمجرد متابعة المباراة، فقد كانا في ليفربول لإجراء مفاوضات مهمة حول مستقبل النادي.

وقد أفيد أن هذه المحادثات تناولت أيضاً الطلب من عدد من الشخصيات الانكليزية الرائدة، بما في ذلك مارتن بروتون، رئيس الخطوط الجوية البريطانية، لتسلم دور الرئيس المستقل للنادي لزيادة جاذبيته عند المستثمرين المحتملين.

يذكر أن بروتون كان قد ترأس في السابق المجلس البريطاني لسباق الخيول. ولكن نظراً إلى المشاكل التي تواجهها الخطوط الجوية البريطانية في الوقت الراهن، وحقيقة تحمسه وتعاطفه مع تشلسي مدى حياته، فإنه من غير المتوقع أن يوافق بروتون على القيام بهذا الدور. إلا أن أحد المطلعين في المركز المالي والتجاري في لندن قال إن مثل هذا التعيين سيكون عملية تجميلية بحتة. فعلى رغم أن بورتون رجل أعمال وقور ومن الوزن الثقيل، إلا أن تعيينه لن يساعد على العثور على أموال جديدة لليفربول. والمشكلة ستبقى قائمة، وأن أصحاب النادي يلعبون لعبة خطرة مع بدء وقت تسديد ديون النادي يقترب من النفاد.

وسبق لهيكس وجيليت أن رفضا قبل أيام عدة عرضاً بمبلغ مئة مليون جنيه استرليني للحصول على حصة نسبتها 40 في المئة من النادي من قبل quot;مجموعة رونquot;، ما أدى إلى استياء رافائيل بينيتز، المدير الفني في أنفيلد، لأنه تحمل عناء الاجتماع وحده مع ممثلي المجموعة الاستثمارية. وكان من الممكن أن يقلل هذا الاتفاق بشكل كبير عبء ديون ليفربول البالغة 237 مليون استرليني، وحافظ على الدائن الرئيسي quot;رويال بنك أوف سكوتلاندquot; سعيداً، وكان من الممكن للأموال التي كان من الممكن توفيرها أن تستخدم لنشاطات انتقالات اللاعبين في الصيف.

ولكن الأهم من ذلك، بعد سداد الديون، فكان من الممكن للصفقة أن حسنت تصنيف ائتمان النادي أيضاً، وسهلت مهمة كريتسيان برسلو، رئيس السلطة التنفيذية، الذي يبحث جاهداً لشهور عدة لإيجاد استثمارات جديدة للنادي، ولإكمال هدفه الرئيسي الآخر، وهو تأمين المزيد من الأموال لتمويل الاستاد الجديد الذي طال انتظاره والذي بحاجة النادي إليه الماسة.

والمشكلة أن حزمة quot;مجموعة رونquot; كانت قد تخفض حصص كل من هيكس وجيليت إلى 30 في المئة فقط لكل منهما في النادي مقابل لا شيء. وهذه الصفقة بالنسبة إليهما لم تكن جيدة بما فيه الكفاية. وجوهر فشلها هو بسبب أن تقييم المالكين للنادي كان أعلى بكثير عن تقييم quot;رونquot;.

ومن المثير للاهتمام، أن مصادر مقربة من المجموعة، التي مقرها الرئيسي في نيويورك، أصرت على أن الصفقة قد quot;ماتتquot; ولم تعد على طاولة المحادثات، ولكن النادي يوحي سراً إلى أنها مازالت على قيد الحياة، وببساطة هي بداية لعملية التفاوض. ومن المستبعد جداً أنه يمكن احياء هذه الصفقة. ولكن حقيقة أن مالكي النادي رفضا الصفقة قد يعني أحد الأمرين:

أولاً، أنهم واثقون من تأمين أفضل عرض. فمصادر النادي تأمل بأن غزوة quot;مجموعة رونquot; يمكن أن تغري مستثمرين آخرين على تقديم عروضهم أيضاً. والمستثمرون المحتملون الآخرون ينتظرون بكل بساطة لمعرفة ما إذا استطاع ليفربول أن يحتل المركز الرابع في الدوري الممتاز هذا الموسم ومن ثم تأهله إلى ثروات دوري أبطال أوروبا للموسم المقبل، الذي سيؤثر حتماً على قيمة النادي.

وإذا فشل ليفربول في احتلال أحد المراكز الأربع الأولى في الدوري الممتاز، فإنه سيكافح بخطورة على تحمل تسديد الفائدة الحالية على ديونه، مع الأخذ في الاعتبار أن شركة النادي الأم quot;كوب القابضةquot; خسرت 42.6 مليون استرليني للسنة المالية المنتهية في تموز 2008، إذ كان 36.5 مليون استرليني منها فقط مدفوعات الفائدة على القرض البالغ 350 مليوناً. وبدلاً من ذلك، فإن النادي قد يكون تحت ضغط أقل لإيجاد استثمارات جديدة مما كان يعتقد سابقاً.

والتسوية الحالية لقرض ليفربول مع quot;رويال بنك أوف سكوتلاندquot; ستنتهي مدتها في أواخر حزيران المقبل. وقد طلب المصرف من النادي أن يتم تقليص ديونه الحالية البالغة 237 مليون استرليني بما لا يقل عن مئة مليوناً بحلول ذلك الوقت. ومن هنا جاء عرض quot;مجموعة رونquot;.

وإذا لم يتمكن من العثور على استثمارات جديدة، فإن للمصرف خيارين: إما أن يمدد مدة القرض ويعرض مناقشة صفقة جديدة، أو أن يلعب لعبته الصارمة، بأن يأخذ زمام أمور النادي بيديه ويسيطر عليه ويجد مشتر بنفسه. علماً أن المصرف يحرص دائماً على التأكيد أن لديه علاقة طويلة الأمد مع ليفربول ويريد تقديم الدعم والعمل في مصلحته. ولهجة المصرف هذه تبدو تصالحية، إذ تشير إلى أنه في إمكانه إعادة تمويل الصفقة مرة أخرى حتى من دون استثمارات جديدة.

وواجه ليفربول موقفاً مماثلاً في العام الماضي. وعلى ما يبدو أن الوقت يقترب من النفاد، إذ أن إحدى شركات مراجعي الحسابات الرائدة في العالم التي تملك 22 فرعاً في المملكة المتحدة قد حذرت من أن الفشل في إعادة تمويل قرض 350 مليون استرليني من شأنه أن يهدد قدرة النادي على العمل كمنشأة عاملة. وفي تلك المناسبة، فقد وافق المالكين على حزمة جديدة بعدما ضخا 60 مليون استرليني من أموالهما الخاصة.

وما سيحدث بعد ذلك، يعود في نهاية المطاف ما إذا كان المصرف - 70 في المئة من أموال النادي مملوكة لدافعي الضرائب مع 6.2 بليون استرليني الخسارة الشنيعة في العام الماضي - مستعداً لاستيعاب أنفيلد ndash; وديونه ndash; مرة أخرى. ولكن مصدراً قريباً من quot;رويال بنك أوف سكوتلاندquot; أكد أن هذه المسألة ستتصدر مناقشات مجلس إدارة المصرف في غضون الأسبوع المقبل. وأشار أيضاً إلى هيكس وجيليت بدآ محادثات مع العلامة التجارية الجديدة لبنك الاستثمار الأميركي في محاولة يائسة لإيجاد حل لديون النادي الضخمة