كان هناك أكثر من عنصر الشماتة عندما ادعى أولي هونيس أن الأندية الانكليزية قد دفعت في النهاية ثمن quot;أيام الانفاق الحرquot;، وذلك في أعقاب خروج مانشستر يونايتد المثير من دوري أبطال أوروبا، حيث قال رئيس بايرن ميونيخ إن عصر هيمنة الأندية الانكليزية على أوروبا قد انتهى، فقد حان الوقت، في ظل الأزمة المالية، ليوم الحساب.

ففي موسم واحد، وللمرة الأولى منذ سبع سنوات ndash; سبع سنوات من نمو دخل الأندية وازدهار مداخيلها وتحطيم حاجز البليون جنيه استرليني من ايرادات النقل التلفزيوني وحده ndash; فإن الدوري الممتاز فشل في أن يكون له نادياً واحداً على الأقل في الأندية الأربعة الكبرى في أوروبا.

وبطبيعة الحال فمن الممكن أن يعود سبب ذلك إلى الحظ، فبالكاد كان برشلونة وبايرن ميونيخ وانتر ميلان أو ليون شحيحين جداً في اللعبة، ولكن هناك شعوراً بأن إعادة التنظيم يحدث في كل أنحاء القارة، وأن الأندية الانكليزية هي الخاسرة وتدفع ثمن التفكير القصير الأمد والعيش لحظة بلحظة.

وهذا العجاف حدث أيضاً في موسم الذي دخل أحد أندية الدوري الممتاز للمرة الأولى وبشكل مخز في quot;حكم الإدارةquot;، فبورتسموث الذي أنفق على نطاق واسع، حيث كانت الأجور، في إحدى المراحل، تمثل ما يقارب المبالغ السنوية المداورة، بينما كان ملعبه يتدهور ومركز تدريبه آيل للسقوط مع عدم وجود أي خطة مستقبلية للعمل. فأين ذهبت الأموال؟

وهذه هي أكبر لائحة اتهام موجهة ضد الأندية الانكليزية، حيث أن زوال بورتسموث وهبوطه إلى درجة أدنى موثق بهما جداً، ولكن كان لا ينبغي أن يسمح بحدوث ذلك أبداً. إنه مثل شخص يعيش في منزل متواضع مع اسطول من سيارات فيراري واقفة أمام منزله ودفع قيمة كلها عن طريق بطاقة الائتمان.

وعندما يدخل نادٍ، مثل بورتسموث، في quot;حكم الإدارةquot; على رغم وجود الكثير من الثروات المتاحة، فيعني ذلك أن هناك اهمالاً واهمالاً جماعياً الذي يمتد من الساحل الجنوبي لانكلترا إلى مقر رابطة الدوري الممتاز في وسط لندن، خصوصاً أن الرئيس التنفيذي للرابطة ريتشارد سكودامور دافع بشغف عن حق الأندية في الانفاق، وحق مالكيها من ضخ الملايين من الجنيهات الاسترلينية في تحقيق الطموحات. وقال مؤخراً إنه يود quot;حماية قدرة محمد الفايد (مالك فولهام) إلى أقصى درجة لما قام به من عمل رائع في فولهامquot;. وتحدث أيضاً عن حق كل نادٍ في quot;المضاربةquot; وquot;تقييم المخاطرquot;.

فمن الذي لديه أكبر الديون؟

مانشستر يونايتد 649 مليون جنيه استرليني، تشلسي (340 مليوناً)، ارسنال (332.8 مليون)، ليفربول (230 مليوناً)، ريال مدريد (204 ملايين)، انتر ميلان (189 مليوناً)، برشلونة (44 مليون استرليني)، ليون (52 مليون استرليني) وأخيراً بايرن ميونيخ (صفر من الديون).

ولكن كان لنجاح رجل الأعمال المصري محمد الفايد في فولهام سعره المرتفع، إذ يعتقد بأن عليه ديوناً مستحقة تقدر بـ180 مليون استرليني، على رغم أنه لم تظهر عليه الرغبة في التحدث عنها. ولكن ماذا سيحدث لو تحدث عن ديون النادي هذه الذي لديه قاعدة صغيرة من الأنصار، وقدرة اتساع مدرجاته تزيد قليلاً عن 20 ألف مشجع؟ فهو قد يشعر أن الحال غير المستقرة خطيرة، ما يثبت أكثر من كون كرة القدم ليست بالضبط الأكثر الأعمال التجارية تطوراً.

فتدفق الايرادات هي مسألة بسيطة وتكون مضمونة لمرحلة معينة. وهي، مثلما قال أحد الرؤساء التنفيذيين، مثل قضية quot;زراعةquot; المشجعين مع الحفاظ على عقود الموظفين الرئيسيين ndash; مثل لاعبين ndash; التي ترتفع قيمتهم يوماً بعد يوم. ولكن هذه العقود هي في صلب المشكلة. ولا يمكن تضليل أحداً في الاعتقاد بأن اللاعبين الأجانب يأتون إلى انكلترا لممارسة كرة القدم والمنافسة. وعندما يتحدثون أن سبب وجودهم في الأندية الانكليزية هو quot;الشعور العامquot; داخل الملاعب، فإنهم فقط ليكونوا مؤدبين. إنهم يأتون من أجل المال، والمال يبتعد عن هذه اللعبة. فهناك المزيد من اللاعبين في الدوري الممتاز يملكون الملايين من الجنيهات الاسترلينية من أي دوري محلي آخر في العالم، إذ يقدر متوسط كسبهم بالملايين، فعندما منح ويستهام يونايتد اللاعب السويدي فريدي لينبروغ، الذي كان في طريقه للاعتزال بعد حياة حافلة في ارسنال، 85 ألف جنيه استرليني اسبوعياً، فإنه لا بد أن يكون العالم قد انتقل إلى الجنون رسمياً. وعندما يكون الأجر الأسبوعي مثل حبيب بيي الظهير الأيمن الاحتياطي في استون فيلا 48 ألف استرليني، فإنه ببساطة، هناك شيئاً لا يصدق.

وبينما رسوم نقل اللاعبين تتضخم، ناهيك عن الشرائح المضحكة التي تدفع للعملاء، وعلى رغم أن هذه الأجور تمثل استنزافاً للأندية، إلا أن شيئاً من الأموال لا بد ان يستثمر فيها على الأقل.

ومن المؤكد أنه كان من الأفضل على الأندية الانكليزية أن تظهر مزيداً من ضبط النفس واستثمار حصة أكبر من السيولة فيها وتحسين البنية التحتية وتنمية الشباب... وهلم جرا. ولكن ذلك يتطلب صبراً كبيراً، إذ أن تقرير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي صدر مؤخراً أظهر أن أندية الدوري الممتاز الانكليزي مدينة أكثر من الأندية الأوروبية الكبرى مجتمعة. والآن، ومع الأزمة المالية الجديدة، خصوصاً بعد اقصاءها من دوري أبطال أوروبا، فإنها بدأت أخيراً تدفع ثمن قصر نظرها.

وفي حين أن quot;يويفاquot; على وشك تطبيق قواعد quot;اللعب المالي النظيفquot; ndash; المحاولة في أن تعيش الأندية في حدود إمكانياتها ndash; وضعف الجنيه الاسترليني والزيادة في الضرائب، فإن الأندية الانكليزية تضررت بشدة.

وعدم وجود أي ممثل للدوري الانكليزي في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عام 2003، فهو وحده سبب احراجاً كبيراً بما فيه الكفاية، ولكن هذا الاحراج هو على وشك أن يكون أكثر سوءاً لها في المستقبل القريب