متغيرات عديدة حلّت بحلوها ومرها خلال السنوات العشر الأخيرة على بطولة الدوري المصري الممتاز، ولعل أبرزها ظاهرة أندية الشركات أو المؤسسات التي أحدثت طفرة ملموسة في طبيعة المنافسة، وكان لما تمتلكه من إمكانات مالية كبيرة آثار بالغة الوضوح على أجواء الاحتراف الداخلي والمنشآت الرياضية وغيرها من الأمور.

ومع نجاح تلك الأندية في تثبيت أقدامها موسما ً بعد الآخر في مختلف المسابقات المحلية، وبروز نجمها كذلك على الصعيدين العربي والإفريقي، بدأت تكثر المقارنات بينها وبين الأندية الجماهيرية التي بدأت تفقد رونقها، وتراجعت مكانتها في جدول الترتيب، وباتت هي الأقرب مع نهاية كل موسم، إلى الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.

وربما جاء الموسم الحالي، الذي تختم فعالياته يوم غد الاثنين، ليؤكد هذا الواقع المرير الذي أضحت تعيشه أندية المحافظات quot;الأندية الجماهيريةquot; في ظل أجواء تنافسية يحكمها قانون الغابة الذي يضمن بقاء الأقوى. ولا نعني بالقوة هنا القوة الفنية، بل المادية، في ذلك العصر الذي لم تعد تعترف فيه الساحرة المستديرة، في ظل ما وصلت إليه من تقدم وتطور، إلا بالإمكانات والقدرات المالية، لدرجة أن رياضة كرة القدم تحولت في أوروبا ndash; على سبيل المثال ndash; إلى عالم تجاري وكيان استثماري هائل.

وفي ظل المعاناة المالية التي تواجهها تلك الأندية، بات من الطبيعي أن تجدها إلى تراجع، وهو ما سبق أن أثبتته مواسم سابقة، وللأسف مازال مسلسل تراجعها هذا عرضاً مستمرا ً.

فبعد أن تأكد هبوط فريقي المنصورة ( صاحب الجماهيرية في محافظة الدقهلية ومنطقة الدلتا في شمال مصر بشكل عام )، مع فريق بترول أسيوط، بات من المرجح وفقاً للحسابات التي لا تمت بصلة لجنون كرة القدم، أن يرافقهما إلى دوري quot;المظاليمquot; ( كما يُطلق على دوري الدرجة الثانية في مصر ) فريق غزل المحلة، وهو وإن كان يتبع في الأساس شركة المحلة للغزل والنسيج، إلا أنه يُصنَّف من الفرق الجماهيرية، نظراً لتمثيله منذ عقود طويلة محافظة الغربية، إلى أن تولدت بين الجماهير وفريق الكرة على مدار سنوات وسنوات علاقة ذات طبيعة خاصة، جعلت من النادي متنفساً شعبيا ً لجماهير المحافظة العريضة، وبخاصة في الأجيال السابقة، التي سبق لها أن سطرت أمجاداً كبيرة لهذا النادي العريق.

وإن كانت الظروف قد ساقت ناديي المنصورة وغزل المحلة ( ممثلي منطقة الدلتا الوحيدين في الدوري ) إلى تلك المرحلة، فإن أندية جماهيرية عريقة أخرى قد تمكنت من البقاء في دوري هذا الموسم بشق الأنفس، ويأتي على رأسها نادي المصري البورسعيدي، الذي استطاع بفضل تعادله الأسبوع الماضي مع نادي الإسماعيلي أن يبقى في الممتاز. وكذلك نادي الإتحاد السكندري، ممثل مدينة الإسكندرية، بعد أن اجتاز مرحلة الخطر بفارق نقطتين فقط. وفي المقابل، وبالنظر إلى جدول ترتيب الدوري قبل انتهائه بمرحلة واحدة، نجد أن المراكز من الثالث إلى التاسع ( باستثناء الإسماعيلي ) محجوزة لأندية تتبع شركات أو مؤسسات.

ونتيجة لذلك، بدأت تظهر أصواتاً تطالب بأن يُقدم مسؤولي تلك الأندية الغنية على تخصيص ميزانيات لدعم الأندية الشعبية، بغية الإبقاء على حماسة المسابقة التي تنطلق شرارتها من الجماهير، التي تعتبر النبض الدائم للعبة كرة القدم بجميع منافساتها في مصر.

هذا وقد تأجل تحديد الفريق الهابط الذي سيصاحب المنصورة وبترول أسيوط إلى الممتاز ( ب ) للمرحلة الأخيرة من عمر الدوري الممتاز التي ستقام يوم غد.

وباتت أندية الجونة والمقاولون وغزل المحلة هي المهددة بالهبوط للقسم الثاني. من جانبه، أكد عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات بالإتحاد المصري لكرة القدم، على أن المواجهات المباشرة بين الفرق المتنافسة والمتساوية في النقاط ستحسم أفضلية فريق عن أخر، ثم سيُنظر بعدها إلى فارق الأهداف خلال المواجهات ذاتها، ثم إلى عدد الأهداف التي سجلها كل فريق، وعند التعادل في تلك الجزئيات، سيتم الاحتكام إلى مباراة فاصلة.

ترتيب فرق الدوري بعد الأسبوع الـ 29
1 - الأهلي 62 نقطة
2 ndash; الزمالك 54
3 ndash; بتروجيت 47
4 ndash; الإسماعيلي 45
5 ndash; إتحاد الشرطة 44
6 ndash; حرس الحدود 44
7 ndash; الإنتاج الحربي 41
8 ndash; طلائع الجيش 40
9 ndash; إنبي 38
10- الإتحاد السكندري 35
11 ndash; الجونة 33
12- المصري 33
13- المقاولون 31
14- غ. المحلة 30
15- ب. أسيوط 19
16- المنصورة 18