سيهدأ هدير أبواق فيفيزيلا حالما تنتهي مباراة الافتتاح لنهائيات كأس العالم بين جنوب افريقيا والمكسيك بعد ظهر يوم الجمعة لتبدأ أصوات قرع الطبول بالارتفاع خلال المباراة الثانية بين أوروغواي وفرنسا التي ستقام في كيب تاون.

ربما سيكون صوتاً افريقياً مباشراً، ولكن قرع الطبول سيكون تشجيعاً لأوروغواي التي تحكي حكاية تمتد عبر المحيطات والأديان والأعراق، وذلك ليس بسبب أن البلد الأميركي الجنوبي انتزع آخر مكان في كأس العالم 2010، أو لأنه كان حامل اللقب الأول لكأس العالم، ولكن كونه يعزز بالتأكيد كأس العالم في افريقيا من خلال اختيار أوروغواي معظم الرواد المتحدرين من الأصول الافريقية، وأحدهم كان ايزابيلينو غاردن هداف نهائيات كأس أميركا الجنوبية الأولى التي اقيمت في عام 1916، وشارك بعد ثلاث سنوات بالنسخة الثالثة من البطولة في البرازيل، حيث كان لوجوده تأثيراً كبيراً على حفز أسلافه من افريقيا. وإذا كان أي لاعب يستحق أن يُصنع له تمثالاً لنفوذه على تطوير اللعبة الجميلة عالمياً، فهو غاردن.

ولم يكن ظهوره وهو مرتدياً قميص أوروغواي الأزرق مصادفة. فقد كان من نتاج السياسات الاجتماعية المتنورة ثقافياً في بداية القرن العشرين، حيث حاولت أوروغواي استبدال الهرمية الاقطاعية الشائعة جداً في أميركا الجنوبية بنموذج دولة الرفاه.

وجاءت كرة القدم إلى القارة بواسطة الانكليز مع هيبة الدول الصناعية. وتعرضت اللعبة في البرازيل إلى رحلة صعبة، لأنها انتشرت انخفاضاً من الطلاب الأثرياء إلى أبناء العبيد. وناضل الارستقراطيون بشدة للاحتفاظ باللعبة لأنفسهم. فسياسات الاندماج الاجتماعي يعني أن هذه العملية جرت بشكل أسرع في أوروغواي، على رغم أن عدد سكان البلاد كان ضئيلاً ndash; ومازال كذلك ndash; ولكنه سرعان ما تمكنت من دعوة المواهب من كل الخلفيات الذي ساعد على تفسير لماذا أوروغواي كانت جيدة جداً في وقت مبكر جداً.

وايقاع طبول كاندومبي كانت صاخبة تشجيعاً لغاردن وخوسيه ليناندرو اندرادي بطل انتصارات عشرينات القرن الماضي وأوبيدليو فاريلا الكابتن العظيم لمنتخب أوروغواي في عام 1950. وفي هذه الأيام لا تقرع الطبول لجناح اليسار ألفارو بيريرا وحده فحسب، بل لجميع لاعبي المنتخب، لأن لكاندومبي جذور افريقية واضحة، ولكن يحتمل أن يكون طبالو اليوم من نسل المهاجرين الاسبان والطليان. والايقاع هو جزء من التراث الثقافي للأوروغواي.

ويبدو أن العديد من سكان جنوب افريقيا يفضلون البرازيل بعد منتخب بلادهم. وربما يتعين عليهم أن يتبعوا أوروغواي ndash; وإن لم يكن كذلك ndash; فبطبيعة الحال في 16 حزيران عندما يواجه المنتخب الأزرق بافانا بافانا فإن أبواق فيفيزيلا ستغرق أصوات قرع الطبول.

وبينما ستكون أوروغواي أول منتخب من أميركا الجنوبية يدخل أرض الملعب في كأس العالم، فإن تشيلي ستكون الأخيرة، لذا فإنه على الأرجح سيكون هناك المزيد من الوقت لرأس الحربة أومبرتو سوازو للتعافي من اصابته في أوتار الركبة.

وفيما يتساءل بعض النقاد ما إذا كان من الحكمة تجنب اختيار سوازو للتشكلية الأساسية. وإذا كانت الإجابة ايجابية، فهذا يعني أن المدرب مارسيلو بيلسا قد ارتكب خطأ مع استعداد اللاعب للياقته البدنية. تقريباً كما حدث بالتأكيد قبل ثماني سنوات.

وبيلسا من المدربين الذين لهم الهوس الذاتي في الخطط الهجومية. فهو يريد أن يلعب فريقه دائماً في نصف ملعب الخصم وممارسة ضغط مستمر عليه واللعب بوتيرة عالية، الأمر الذي يتطلب مستوى عالٍ من اللياقة البدنية.

وبالعودة إلى عام 2002، عندما كان بيلسا مسؤولاً عن منتخب وطنه الأرجنتين، كان اللاعبون مستنزفون للغاية في نهاية الموسم الكروي الأوروبي لتنفيذ طموحات المدرب في الهجوم. وقد شكا الكثير منهم أثناء الاستعدادات لكأس العالم إلى وسائل الإعلام الأرجنتينية على أنهم يقومون بتدريبات شاقة للغاية. وبدا أن شكواهم مبررة ndash; في فترة الاحماء قبل مباراة الافتتاح انسحب المحور الدفاعي روبرتو أيالا مسيلاً بالدموع ولم يلعب أي دور في المنافسة ndash; عندما كان التدريب الشاق عاملاً مهماً في القضاء عليهم في المرحلة الأولى.

هذه المرة، تخبط بيلسا عندما انضم إلى لاعبي تشيلي الشهر الماضي، بعدما أعطى الفرصة للجماهير في المحافظات التي طالبت بمشاركة نجومها في المنتخب. فقد لعبت تشيلي عدداً من المباريات الودية الدولية صعوداً وهبوطاً في كل انحاء البلاد، ولم يشارك سوازو إلا في المباراة الأخيرة أمام إسرائيل مسجلاً هدفاً وبعد ذلك خرج بعد نهاية الشوط الأول مباشرة بسبب اصابته السابقة بأوتار الركبة التي لم يكن قد تعافى منها تماماً التي قد تجبره بأن يكون خارج منتخب بلاده في أول مباراتين في نهائيات كأس العالم.

وكانت مشاركة سوازو ضد إسرائيل خطأ كبيراً. دييغو مارادونا، على سبيل المثال، قاوم اغراء الجماهير لمشاركة ليونيل ميسي في مباراة الأرجنتين الوداعية ضد كندا على رغم حشد بيونس آيرس الذي كان يطالب به. إذ كان ميسي قد اصيب اصابة طفيفة أثناء التدريب فقرر مارادونا عدم المخاطرة بمشاركته في مباراة ليست مهمة. وربما رغب بيلسا بفعل الشيء نفسه، ولكن سوازو كان متصدراً لقائمة هدافي أميركا الجنوبية في التأهيلات لنهائيات كأس العالم. ومن الواضح أنه لم يكن هناك بديلاً في صفوف تشكيلة تشيلي، كما شرح الهداف السابق لتشيلي مارسيلو سالاس: quot;سنفتقده كثيراً لأنه في نظام لعب تشيلي فإن لاعب رأس الحرب هو إما سوازو أو هو سوازو