قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنع كيم ميونغ وون من اللعب في أي من المراكز الأخرى عدا حراسة المرمى غير عادل على مدرب كوريا الشمالية كيم هونغ هون.

لا يمكن لأحد أن يكون متأكداً كم كانت جزءاً من حركة بيتر شمايكل، حارس مرمى مانشستر يونايتد عندما تقدم إلى خط منطقة جزاء الخصم لمواجهة ركلة ركنية لفريقه، عظيمة في فوز الشياطين الحمر الاستثنائي في نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 1999. كل ما نعرفه هو أن وجود حارس المرمى الكبير في هذه المنطقة قد شتت بايرن ميونيخ إلى حد ما، قبل أن يسجل مانشستر يونايتد هدف التعادل في الدقيقة الـ90 من المباراة عن طريق مهاجمه تيدي شيرنغهام التي كانت واحدة من التحولات الأكثر شهرة في تاريخ كرة القدم الأوروبية.

ومجرد ذكرى تلك اللحظات ماتزال تذهلنا وتذكرنا بالاستقلال العظيم لفكر كرة القدم التي جسّدها شمايكل. حتى أن مديره الفني السير اليكس فيرغسون اعترف أنه اعتقد بأن الدنماركي قد أصابته نوبة من الجنون عندما شاهده ينطلق بكل سرعة من مرماه إلى منطقة جزاء بايرن ميونيخ، حتى أنه التفت إلى مساعده آنذاك ستيف مكلارين، الذي كان جالساً بجانبه على مقاعد البدلاء، قائلاً له: quot;بحق الجحيم ماذا يفعل شمايكل؟ّquot;. الآن نحن نعرف الجواب: مخالفته لروح لوائح الفيفا.

وكان هناك بعض من الفضل لأنه لم تكن لفيفا علاقة بالمباراة في برشلونة، لأنه في الأسبوع الماضي بعض موظفي الفيفا ndash; بدون شك الموافقة على بيان صحافي زعم أنه سيتم استخدام كرة جديدة في نهائيات كأس العالم، وبعيداً عن عدم السيطرة عليها كما يدعي جهلاء التقنية ذلك مثل كاكا، فإنها تقدم تعريفاً جديداً للاستدارة ndash; قالوا إن كوريا الشمالية لن تكون قادرة على نشر كيم ميونخ وون في أي مركز آخر باستثناء حراسة المرمى، لأنه تم اختياره واحداً من الحراس الثلاثة في التشكيلة النهائية من الـ23 لاعباً.

يا لها من بيروقراطية هراء. وبغض النظر عن رحلة في مواجهة قانون 3 لفيفا الذي ينص على أن quot;يجوز لأي من اللاعبين الآخرين تبادل مراكزهم مع حارس المرمىquot; شريطة أن يتم اجراء التبديل خلال توقف المباراة وبمعرفة الحكم، فإنه يضع قيوداً غير عادلة على حرية المدرب، وفي هذه الحال كيم هونغ هون سيفعل شيئاً غير تقليدياً ويكون محفوفاً بالمخاطر.

ومن الواضح أنه كان مستعداً في الوقت الراهن للمراهنة على اثنين من حراس المرمى والمغامرة بما فيه الكفاية، ويمكنه بالتالي زيادة خياراته في خط الهجوم مع كيم ميونغ وون، حتى جاء القرار الغادر من الفيفا.

المخاطرة هي جزء من كرة القدم. فإذا كان الكوريون الشماليون يريدون أن يلعبوا بمدافع واحد ولاعب واحد في خط الوسط وثمانية في الهجوم، فإن أي متطفل من الفيفا لن يكن قادراً على منعهم. ولا يمكن منعهم من اصطفاف 11 لاعب في حراسة المرمى ما دام واحداً منهم فقط يستطيع استخدام يديه.

فلدى اللعبة الجميلة السلوك والانضباط الطبيعيين، وأنها على شفا من الحزن أن الفيفا، الذي من المفترض أن يسيطر عليها، يمكنه عرض مثل هذا الجهل. ومن المزعج ما يكفي أن الفرق، على ما يبدو، تنقسم إلى مجموعات ويجري فصل لاعبي خط الوسط عن المهاجمين، وغير ذلك من الطرق التي تبدو غامضة: والشيء التالي الذي سنعرفه، أن مسؤولاً من الفيفا سيأمر انكلترا أنها تلعب ضد اللوائح، لنقل مثلاً مساعدة المهاجم اميل هيسكي لخط دفاع فريقه لأنه تم ذكره في القائمة النهائية من الـ23 لاعباً بأنه مهاجم (إنه اقتراح سخيف بكل وضوح). وبطبيعة الحال، إذا أراد أن يكون مفيداً حقاً، فإنه يجب جلب شخص ما ليحدد دور ستيفن جيرارد ويأمره بالتشبث فيه. ولكن ذلك سيكون صعباً جداً.

والتركيز على كوريا الشمالية هو أكثر بكثير من المغري. وحتى الآن فهناك وقتاً لمشاهدة الفهم والذوق والوعي الأخلاقي لتقديم الفيفا الاعتذار لكوريا الشمالية واعتبار كيم حراً باللعب في أي مركز يطلبه منه مدربه. وفي حين يفعل الاتحاد الدولي لكرة القدم ذلك، ربما يمكن أن يعطينا الكرة القديمة التي مازال معظم اللاعبين، إن لم نقل جميعهم، يشتكون من الكرة الجديدة