عادت المشاكل من جديد .. لتدق على ابواب الرياضة العراقية بقوة وتجعل الامور تسوء وتعود الى المربع الاول الذي كانت تدور في ارجائه وتتمزق بسكاكين الخلافات والتقاطعات التي اعتقد الكثيرون انها انتهت وذهبت الى غير رجعة ، وبعد ان تصافت النفوس وتطابقت المواقف واتفق الجميع على اجراء انتخابات اتحاد كرة القدم في الرابع والعشرين من الشهر الحالي في العاصمة بغداد ، وحيث ان الاستعدادات راحت تجرى وتتهيأ لليوم الذي طال انتظاره ، ولكن المشاكل وسط اهتمام الجميع للمونديال تسربت من بين مباريات جنوب افريقيا لتفاجيء وتصدم اهل الكرة العراقية وجمهورها ، حين اعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عدم اقامة الانتخابات هذه في العاصمة بغداد وأمر بأجرائها في المدينة الشمالية اربيل بحجة انها اكثر أمنا وأمانا من بغداد ، وهذا ما لم يصدقه كل من قرأه او سمعه ، وعلى الفور دب اليأس في النفوس وتوقع العديد من اهل الكرة ان المشاكل ستعود لتضرب كل ما تحقق .

ويبدو ان عدم وجود ردود افعال اولية بسبب عدم الانتباه الى الخبر .. كان مثيرا للاعلاميين الذين استغربوا ما جاء به الفيفا اذ ان الاولمبية العراقية كانت قد اتفقت مع اتحاد الكرة العراقية على خارطة طريق من اجراء الانتخابات ، واعرب احد الزملاء الاعلاميين طلب عدم ذكر اسمه من استغرابه للتوقيت الذي ابدى فيه الفيفا رأيه بمكتان الانتخابات العراقية فيما هو مشغول جدا بالمونديال وسوء احوال المحكمين ، وقال الزميل يبدو ان هناك من اشار الى الاتحاد الدولي بالانتباه الى ما قرره العراقيون .

وفي الوقت الذي قال فيه حسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ان الاتحاد لايريد عرقلة الانتخابات كما لايريد اي تدخل حكومي ، جاء رد اللجنة الاولمبية العراقية على لسان رئيسها رعد حمودي ان اللجنة الاولمبية العراقية ترفض القرار جملة وتفصيلا ، وان الانتخابات ستقام في بغداد في الرابع والعشرين من الشهر الجاري وحسب رغبة الهيئة العامة والاتفاقية التي تمت بين الاولمبية واتحاد كرة القدم مؤخرا ، بينما اعتبر جواد الصائغ عضو اتحاد الكرة العراقي قرار فيفا بأنه قرار دكتاتوري ، مؤكدا على انه لا يستند الى أي مسوغ يدفعه لإصدار مثل هذا القرار .

وقرار الفيفا كان في الاصرار على اقامة انتخابات الاتحاد العراقي في اربيل وليس في بغداد
لعدم توفر الامن في العاصمة،وقال ان اربيل تشكل مكانا امنا لجميع المرشحين خلافا لبغداد ، والغريب ان الفيفا يقول (الامر مبدئي ولا رجعة عنه) ، على الرغم من الاتفاقات التي حصلت بين الاتحاد العراقي واللجنة الاولمبية ، واكثر من مرة اكد عن نائب رئيس الاتحاد العراقي ناجح حمود ان الانتخابات ستقام في بغداد وليس في مكان اخر .

حسين سعيد من جهته دعا اللجنة الاولمبية والهيئة العامة لاتحاد الكرة عدم اقحام الحكومة المركزية بانتخابات اتحاد الكرة وطالب بالاستجابة لقرار الفيفا باقامة الانتخابات في اربيل ، وقال رئيس الاتحاد العراقي : لاعلم له بخصوص مااثير بشأن قرار الفيفا باقامة انتخابات الاتحاد العراقي الذي حدد في الرابع والعشرين من الشهر الجاري في اربيل ، وان القرار اتخذ من قبل الفيفا خلال تواجد رئيس الاتحاد الدولي في جنوب افريقيا .

واضاف حسين سعيد : سبق للاتحاد العراقي ان اكمل كافة الاجراءات والاستعدادات لاقامة الانتخابات في بغداد حيث تم تحديد موعد الانتخابات وتقديم اسماء المرشحين ،كما تم تشكيل لجان الاشراف والطعون وامور كثيرة قمنا بها على اساس ان الانتخابات ستقام في بغداد نزولا عند رغبة الهيئة العامة واللجنة الاولمبية العراقية والاطراف الاخرى .

وأشار حسين سعيد انه يأمل ان تمضي الانتخابات على خير دون وجود اي معرقلات ومنغصات على اجراء العملية الانتخابية وانه ابدى استعداده للحضور الى بغداد او اية محافظة اخرى ، مؤكدا : يبدو ان تصريحات الفيفا الاخيرة التي اصدرت من جنوب افريقيا والتي لم تترجم وتعمم على وسائل الاعلام العراقية لحد الان لمصادفة عطلتي الجمعة والسبت في العراق ستؤدي الى حدوث نوع من الاستفزاز الذي لانريده في الظرف الراهن لاسيما واننا نريد اجراء الانتخابات في الوقت الذي تم تحديده .

وتابع : ان الاتحاد لايريد عرقلة الانتخابات كما لايريد اي تدخل حكومي ،واطمح ان تنحصر الانتخابات بين الاطراف المعنية فقط وهي اللجنة الاولمبية العراقية والهيئة العامة والاتحاد العراقي لكرة القدم ،وان تقام الانتخابات في اي مكان في العراق اذ لايوجد فرق بين بغداد واربيل والبصرة والنجف والانبار كلها مدن عراقية نحبها ونعيش تحت ظلها .

وأوضح حسين انه لايريد احداث تقاطعات مع الفيفا كما حدث قبل مدة وان تسير الانتخابات بامان وسلام ويستلم مهمة قيادة الاتحاد من تراه الهيئة العامة اجدر واكفأ لقيادة الكرة العراقية ، ولا داعي لاقحام الحكومة في امور الانتخابات لان ذلك قد يعرقل اجراءها وربما يقودنا الى افشال العملية الانتخابية من جديد لاسيما وان الحكومة منهمكة الان في الانتخابات المركزية التي لم تحسم لحد الان .

اما جواد الصائغ عضو الاتحاد فقال : إن القرار الأكيد الذي لا رجعة عنه بالنسبة لاتحادنا هو إقامة الانتخابات في العاصمة الحبيبة (بغداد) بعد الانتهاء من انجاز لوائحها وضوابط الترشيح حسب ما قررته الهيئة العامة للاتحاد في اجتماعها الأخير الذي عقدته في فندق السدير ببغداد بحضور رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية ، وان قرار فيفا لا يستند الى أي مسوغ يدفعه لإصدار مثل هذا القرار الدكتاتوري الذي يضر بمصلحة الكرة العراقية ويعمّق الخلاف بين الأطراف المعنية برسم خارطة الطريق للخروج من أزمة الانتخابات التي لم يبق سوى أسبوعين على إقامتها للمباشرة بإعداد المنتخبات الوطنية لاستحقاقاتها المقبلة .
واضاف : ان اتحاد الكرة يعد جزء من منظومة اولمبية متكاملة أنهت انتخابات اتحاداتها المركزية واختيار مكتبها التنفيذي في نيسان / ابريل من العام الماضي في ظل الاستقرار الأمني نفسه الذي تعيشه عاصمتنا وبقية مدن العراق العزيزة.

اما رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي فقد استغرب تدخل الفيفا في خيارات عمومية اتحاد كرة القدم باختيار بغداد لإقامة الانتخابات حسب الإشعار الرسمي الذي أرسله اتحاد الكرة الى فيفا ، واعتبر حمودي تبريرات فيفا واهية وغير منطقية لان الهيئة العامة عقدت اجتماعها الأخير في بغداد ومقر الاتحاد العراقي في العاصمة ومسابقة الدوري تتواصل ايضا .
وقال رعد ردا على ماصرح به رئيس الاتحاد العراقي بكرة القدم : ان اللجنة الاولمبية ستعقد اجتماعا طارئا مع اعضاء الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم المتواجدين في بغداد لمناقشة اخر المستجدات التي طرأت على الساحة الكروية والقرار الذي تم اتخاذه من قبل اتحاد الفيفا باقامة انتخابات اتحاد الكرة في اربيل بدلا من بغداد ، وسينتظر ماسيتمخض عن اجتماع اللجنة الاولمبية العراقية بالاتحاد العراقي لكرة القدم ، وسيتم في ضوء ذلك اتخاذ القرارات المناسبة التي لاتخرج عن اطار اقامة الانتخابات في العاصمة بغداد في الموعد المقرر ، مبينا على اتحاد الفيفا تنفيذ رغبة الهيئة العامة التي تعتبر السلطة العليا للاتحاد العراقي المركزي بكرة القدم

واكد رعد حمودي : ان اللجنة الاولمبية العراقية ترفض القرار جملة وتفصيلا ، وان الانتخابات ستقام في بغداد في الرابع والعشرين من الشهر الجاري وحسب رغبة الهيئة العامة والاتفاقية التي تمت بين الاولمبية واتحاد كرة القدم مؤخرا .

واشار الى ان الحكومة العراقية لم تتدخل في شؤون الكرة العراقية كما يروج ويشاع من قبل اتحاد الفيفا . وعلى الاتحاد الدولي ان لايجعل الحكومة شماعة يمرر من خلالها المصالح التي تخدم مخططاته .موضحا ان الحكومة العراقية لم تفرض رأيها على اية جهة رياضية ،وان الرياضة في العراق تدار بشكل مهني عن طريق وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية العراقية .

وكان الاتحاد العراقي لكرة القدم قد اصدر بيانا يوم الرابع والعشرين من الشهر الماضي ، فيما يأتي نصه :
بتاريخ 24-6-2010 عقد وفد من الاتحاد العراقي لكرة القدم مثله السيد ناجح حمود النائب الاول لرئيس الاتحاد والسيد عبد الخالق مسعود الامين المالي للاتحاد اجتماعا تشاوريا مع السيد رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وبحضور الدكتور عادل فاضل الامين العام للجنة ، وقد تناول الاجتماع جميع الامور المتعلقة بعمل الاتحاد للمدة المقبلة وضرورة العمل على تهيئة افضل السبل خدمة للكرة العراقية ، وكان الموضوع الرئيس لهذا الاجتماع التشاوري هو موضوع انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم حيث تم بحث ومناقشة جميع الامور المتعلقة
بالانتخابات واتفق الجميع على مايلي :
1- موعد الانتخابات 24-7-2010
2- مكان الانتخابات بغداد وسيحدد الموقع لاحقا
3- تاريخ فتح باب الترشيح 8-7-2010
4- تاريخ انتهاء مدة الترشيح 15-7-2010
وسيتم لاحقا اصدار التعليمات والشروط الخاصة بهاتين الفقرتين على وفق لوائح الاتحاد الدولي للعبة.
5- مدة الطعون والاعتراضات ستكون للمدة من السادس عشرولغاية التاسع عشر من الشهر المقبل.
6- اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات تتكون من :
أzwnj;- السيد بشار مصطفى النائب الاول لرئيس اللجنة الاولمبية رئيسا
بzwnj;- السيد الدكتور عادل فاضل امين عام اللجنة الاولمبية عضوا
ج - السيد حسين الخرساني عضوا
دـ ممثل الاتحاد الدولي
هـ - ممثل الاتحاد الآسيوي
وـ ممثل عن القضاء العراقي
7 ndash; لجنة الطعون والاعتراضات تتالف من :
أ- السيد منذر الواعظ عضو المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية رئيسا
ب- السيد قاسم كيلون نائب رئيس اتحاد الطاولة عضوا
ج- السيد وليد طبرة عضوا
8-سيتم لاحقا تحديد واجبات وصلاحيات عمل اللجان
9- تطبق لوائح الاتحاد الدولي بإدارة جلسة الانتخابات
ان الاتحاد العراقي لكرة القدم واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية اذ يوليان اهتمامها بالتحضير للانتخابات فإن ذلك نابع من ايمانهما بضرورة اجراء الانتخابات بموعدها المحدد وفي بغداد الحبيبة وإن ذلك من الضرورات التي لابد من اجرائها كإستحقاق انتخابي للكرة العراقية .
نامل ان تسود روح التنافس الحر الشريف اجواء الانتخابات وأن يكون القاسم المشترك للجميع هو خدمة العراق العظيم من خلال كرة القدم وإن نثبت للعالم اجمع رقي وتحضر مفاصل كرة القدم العراقية كافة ، وفق الله الجميع لما فيه خير الجميع.