مع اختتام مونديال 2010 في جنوب أفريقيا والذي أسدل الستار عليه بتتويج اسبانيا باللقب للمرة الأولى في تاريخها، بدأت المنتخبات التي غابت عنه ومنها مصر والصين وروسيا بالتخطيط لكـأس العالم 2014 الذي سيقام في البرازيل، أملا في التأهل له حيث تسعى لتجاوز عقبة فشلها في التـأهل للمونديال السابق وتعويض ذلك في اللاحق.
روميو روفائيل ndash; إيلاف : بدأت العديد من المنتخبات التي عانت من خيبة أمل في جنوب افريقيا، بسبب عدم تأهلها إلى التخطيط والتحضير للتـأهل إلى مونديال البرازيل 2014.
و كان هناك العديد المنتخبات الكبيرة التي غابت عن مونديال جنوب افريقيا، لا سيما مصر، بطلة افريقيا سبع مرات، والتي تعثرت بشدة في عقبة التصفيات النهائية وغابت عن نهائيات كأس العالم الأولى التي اقيمت على أرض افريقية.
وعلى رغم أن الفراعنة فشلوا باستمرار في التأهل لنهائيات كأس العالم منذ ظهورهم الأخير في عام 1990، إلا أنه من المتوقع أن quot;يكسرواquot; هذه الحلقة في التأهيلات المقبلة، نظراً إلى سيرتهم على المشهد القاري الافريقي والفوز بآخر ثلاث ألقاب كأس الأمم الافريقية.
ومع الأسف، سوء الأداء في المباراة quot;الناريةquot; أمام quot;جارهم اللدودquot; الجزائر كلفهم غالياً للتأهل إلى جنوب افريقيا.
وما أثخن من جراحهم وازداد ألمهم هو مشاهدتهم الأداء السيئ جداً للجزائريين في جنوب افريقيا، إذ قالت الصحافية المصرية ايناس مظهر: quot;تحولت خيبة الأمل المصرية إلى المرارة والحزن بعد انطلاق كأس العالم. فالجميع، من المشجعين والمدربين واللاعبين، كانوا يؤمنون بأن مستوى أداء مصر كان أعلى بكثير من بعض الفرق المشاركة، خصوصاً المنتخبات الافريقيةquot;.
وكان المصريون يعتقدون بأنهم كان يمكن أن يكون لأداؤهم أن يعطي صورة أفضل عن كرة القدم الافريقية، أعتقد بأنهم سيعيشون مع هذه المرارة لفترة طويلة، لأنهم كانوا يشعرون أنه كان بإمكانهم التقدم إلى الدور ربع النهائي أو حتى الدور قبل النهائيquot;.
ولم تكن هناك أي ردود فعل محسوبة من قبل اتحاد كرة القدم المصري الذي تمسك بالمدرب حسن شحاتة، على الأقل حتى عام 2012.
وما سيتغير هو طاقم اللاعبين، خصوصاً مع عدد لا بأس به من أفراد المنتخب الأساسي قد تجاوز الثلاثين من العمر.
quot;الشباب هو الحلquot; تقول ايناس، التي سلطت الضوء على انجازات منتخب غانا الذي وصل إلى الدور الثاني مع واحداً من أصغر المنتخبات عمراً في هذه البطولة.
ولكنها استدركت: quot;ستكون مهمة صعبة لأنه لم يتم جلب لاعبين كثيرين من فريق تحت الـ20 عاماً إلى منتخب مصر الوطني، وسيكون من الصعب العثور على لاعبين شبابquot;.
الشباب هي أيضاً قضية مهمة بالنسبة إلى أنصار منتخب روسيا الذين رأوا أن فريقهم عانى أكبر مفاجأة في تصفيات المجموعة الأوروبية عندما خسر أما سلوفينيا في المباراة الفاصلة.
وكان المنتخب الروسي يملك كل المكونات للنجاح في كأس العالم، مع وجود الهولندي الرائع غوس هيدينك مدرباً للفريق الذي ضم لاعبين موهوبين على رغم كبر أعمارهم. وهي التشكيلة التي وصلت إلى الدور نصف النهائي في كأس الأمم الأوروبية لعام 2008، ولكن بعدما احتل المركز الثاني بعد المانيا في مجموعته في التصفيات المؤهلة، فشل المنتخب الروسي أمام سلوفينيا في مباراة الملحق، وغادر هيدينك بعد ذلك بوقت قصير.
وشعر العديد من أنصار منتخب روسيا أنه ليس فقط أن المنتخب البلاد كان يجب أن يفوز في مباريات مجموعته بشكل مريح، ولكنه كان ينبغي عليه ألا يعتمد على الإطلاق على مباراة الملحق.
فاليري نيوبومانياستشي، مدرب نادي تومسك في الدوري الممتاز الروسي، الذي قاد الكاميرون إلى الدور ربع النهائي في نهائيات كأس العالم عام 1990، كان واحداً منهم: quot;أنا لا أتفق مع هؤلاء الذين يقولون إن الخسارة أمام سلوفينيا منعت الفريق الروسي من الذهاب إلى جنوب افريقيا. فالمعركة الرئيسية كانت مع الألمانquot;. وكانت روسيا قد خسرت 2-1 في دورموند قبل أن تنهزم 1- صفر على أرضها في الجولة قبل الأخيرة من مباريات مجموعتها، فقد ثبت أن هدف ميروسلاف كلوسه في الدقيقة الـ35 في موسكو كان حاسماً.
وفي نهاية المطاف انتهى الفريق الروسي بعيداً عن متصدر المجموعة بفارق أربع نقاط. وأثنى فاليري على الطريقة الألمانية التي استفادت من استثماراتها في مجال الشباب، عندما قال: quot;ألمانيا في طريقها لتحقيق النجاح لأنها اعتمدت برنامجاً لتطوير الشباب وهي تجني الفوائد الآن. كان الفريق واحداً من أصغر الفرق عمراً في البطولة ومنافساً قوياً على الكأسquot;.
و في نهاية المطاف اكتفت المانيا بالمركز الثالث في جنوب افريقيا، ولكن سياستها في ضخ دماء شابة واعدة من اللاعبين الموهوبين مثل مسعود أوزيل وتوماس مولر، أصبحت نموذحاً جيداً لنجاح الآخرين، ولا سيما فرنسا وايطاليا وانكلترا.
ولكن ماذا عن الصين؟ غيابهم المتكرر عن النهائيات أصعب بكثير لتحديده.
ظهرت الصين مرة واحدة فقط في نهائيات كأس العالم في اليابان وكوريا الجنوبية في عام 2002. وهو عائد ضعيف جداً للدولة الأكبر في العالم من ناحية الكثافة السكانية، لذا مَن أو ما الذي يقع عليه اللوم؟
يقول المعلق الرياضي الصيني وانغ دي زاو: quot;إنها ليست مسألة بهذه البساطة القول إن بعض الناس ينبغي أن يكون مسؤولاً. إنها مسألة الوعي والفهم للمجتمع بأكملهquot;.
وأضاف: quot;المشكلة الرئيسية هي أن السلطات والشعب على حد سواء لهم فهم خاطئ عن الرياضة التي تعتبر مجرد كأداة للكفاح من أجل البلاد. لقد فقدت الرياضة تدريجياً وظيفتها الأساسية في الصين، ولم تعد من أجل التمتع بها. ومن دون مصلحة أساسية للمنتخب الوطني الصيني وسعيه للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، فإنه سيبقى بعيداً أكثر، لأنه بالكاد يوجد دعم لأي قاعدة للبناء عليهاquot;.
والصينيون يعانون أيضاً من وقوعهم في تجمع آسيا حيث تتأهل تلقائياً أربع منتخبات فقط، والتي تكون مضمونة تماماً لليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، واستراليا هذه المرة.
والحقيقة أنه كلما كان أداء الفرق الآسيوية الأخرى أفضل، كلما كان من الصعب أن تتأهل الصين. ولكن الصينيون لم يظهروا خصائصهم الفريدة بعد، فإنهم بحاجة إلى ابداء المزيد من حركة سريعة ورشاقة وذكاء على أرض الملعب. وينبغي لزيادة الوعي عن كرة القدم بين قاعدة لأكثر من بليون نسمة أن تعطي فرصة أيضاً لمواصل الصينيين الكفاح من أجل التأهل إلى مونديال البرازيل 2014.
ومن بين الأبرز الغائبين في نهائيات جنوب افريقيا أيضاً العديد من دول أوروبا الشرقية الذين كانوا يتنافسون على واحداً من المراكز الـ13 في نهائيات كأس العالم.
وربما ستعترف بولندا وأوكرانيا على أن هناك عملاً ينبغي القيام به على أرض الملعب في الوقت الذي يستعدان للمشاركة في استضافة بطولة الأمم الأوروبية لعام 2012 بعد فشل فريقيهما في التأهل لكأس العالم هذه المرة، ولكن سينظران إلى جارتهما سلوفاكيا التي وصلت إلى الدور الثاني في أول مشاركة لها في نهائيات كأس العالم بعد فوزها الشهير على بطل العالم لعام 2006 ايطاليا في مباريات المجموعات، بأنه انتصار جدير بما فيه الكفاية للإلهام في التصفيات المستقبلية.
التعليقات