كشف النقاب عن تفاصيل تقديم نادي فولهام دعوى قضائية ضد السير ديف ريتشاردز،من أجل عزله من منصبه رئيساً لمجلس إدارة الدوري الممتاز الانكليزي لكرة القدم، أو على الأقل فرض حظر عليه من مشاركته في سوق الانتقالات.

وقد تبين ان الرئيس التنفيذي للدوري الممتاز ريتشارد سكوادمور أكد بداية الأسبوع الحالي في رسالة بالبريد الالكتروني إلى كل الأندية الأعضاء في هذا الدوري أن quot;فولهام طلب من محكمة أن تصدر أمراً قضائياً يمنع الرئيس (ريتشاردز) من القيام بأي دور في سوق انتقالات اللاعبين، أو، بدلاً من ذلك، أن تقيل المحكمة الرئيس من مجلس إدارة الدوري الممتازquot;.

وتعتبر خطوة المساهمين في فولهام هذه بادرة غير عادية وغير مسبوقة للجوء إلى المحكمة العليا ضد ريتشاردز، الذي من المفروض أن دوره ينبغي أن يمثل مصالحهم بوصفه راعياً لإدارة أندية منظمته. وكان فولهام قد هاج غضباً بسبب مساهمة ريتشاردز في انتقال مهاجم انكلترا من بورتسموث إلى توتنهام في الصيف الماضي.

ووفقاً للبريد الالكتروني لسكودامور فإنه ليست هناك أي مخالفة من حقيقة مشاركة ريتشاردز. وأشار سكودامور أن الدوري الممتاز أجرى تحقيقاً بالموضوع ولم يجد أي مخالفات قام بها رئيس الدوري الممتاز. وخلص تقرير التحقيق أن تصرفات ريتشاردز لم تكن على حساب فولهام.

ومع ذلك، فإن النادي اللندني لم يكن راضياً من نتائج التحقيق، وفي 27 نيسان الماضي قدم التماساً إلى محكمة الشركات، مؤكداً في ادعائه أن تدخل ريتشاردز ساعد في اقناع كراوتش للتخلي عن تعهده بالانضمام إلى فولهام بصفقة قدرت بـ11 مليون جنيه استرليني لمصلحة توجهه إلى توتنهام في آب 2009 بتسعة ملايين استرليني.

وعلى رغم أن ريتشاردز لم ينف اجراء محادثات مع صديقه الحميم بيتر ستوري، الرئيس التنفيذي في بورتسموث آنذاك، إلا أنه نفى أن يكون قد سعى في مساعدة توتنهام على حساب فولهام.

يذكر أن ريتشاردز سبق أن صان بورتسموث، الذي كان قد وقع تحت ضغط مصلحة الضرائب والجمارك بسبب ديونه التي قدرت بملايين الجنيهات الاسترلينية، فلذلك سعى للحصول على أموال نقدية من بيع مهاجمه. وبالفعل فقد دفع توتنهام إلى بورتسموث اجمالي المبلغ 9 ملايين استرليني دفعة واحدة، ولكن سيكون على المحكمة اختبار الطريقة التي نسق فيها فولهام مع بورتسموث بدفع مبلغ شراء كراوتش.

ويعتقد فولهام أن تصريحات هاري ريدناب، المدير الفني لتوتنهام، في ذلك الوقت قد تساعده في الفوز بقضيته، حيث أن ريدناب كان قد ادعى أن ناديه كان بعيداً من أن يعقد صفقة مع كراوتش ما لم تحصل مساهمة ريتشاردز في المفاوضات. بالإضافة إلى أن فولهام كان قد أكد على موافقته على صفقة الـ11 مليون استرليني مع بورتسموث لشراء خدمات كراوتش، ولكنه ذهل عندما وقع مهاجم ليفربول السابق لتوتنهام بمبلغ 9 ملايين استرليني.

وقبل أربعة أيام فقط من انتقال كراوتش إلى وايت هارت لين قال ريدناب: quot;كنت أرغب بالحصول على كراوتش كثيراً، ولكنني لا أعتقد بأن هذا الشيء سيتحقق، إذ أن ساندرلاند وفولهام مهتمين أيضاً بتوقيع صفقة المهاجم، فقد تحدثت إلى رئيس النادي حول الموضوع الذي شعر بأن الصفقة تبدو مكلفة للغايةquot;.

وعلى رغم أن فولهام زعم أن ريتشاردز اتصل بكراوتش وحثه على الانتقال إلى توتنهام، إلا أن سكودامور ادعى أن تدخل رئيس الدوري الممتاز في الموضوع جاء بناء على طلب من بورتسموث. وهذا الادعاء يتعارض مع التأكيدات الضمنية للرئيس التنفيذي السابق لبورتسموث ستوري الذي قال آنذاك إنه لا يعرف شيئاً عن مساهمة ريتشاردز.

ويريد فولهام الآن أن يعرف كيف طلب بورتسموث من ريتشاردز المساهمة في الصفقة، إذ يقول النادي إنه كان لا ينبغي عليه المشاركة في عملية انتقالات اللاعبين، ويدعي في إلتماسه إلى محكمة الشركات أنه عومل بطريقة غير عادلة من قبل ريتشاردز والدوري الممتاز.

وإذا استجابت المحكمة لطلب فولهام بإزالة ريتشاردز من منصبه، فقد يكون ذلك تحولاً زلزالياً في كرة القدم الانكليزية. ويمكن القول إنه بعد 11 عاماً من رئاسته للدوري الممتاز فإن ريتشاردز (66 عاماً) استطاع أن يبني له قاعدة عريضة في اللعبة. ويشغل الرئيس السابق لنادي شيفيلد وينزداي أيضاً منصب نائب رئيس اتحاد كرة القدم ورئيساً لإدارة منتخب انكلترا وعضواً في اللجنة الدولية لاتحاد الكرة. وهذه المجموعة من الاهتمامات قد تجذب التدقيق المتزايد التي لا يمكنه من الدفاع عنها إذا ما تمت إطاحته من الدوري الممتاز.