بدأ فابيو كابيلو، المدير الفني لمنتخب انكلترا، الموسم الكروي الجديد بإنهاء عصراً مؤلماً، حيث كان هناك الكثير من الحديث خلال هذا الأسبوع في معسكر تدريب انكلترا عن اعتزال اللاعبين، ولكن الكثير من هذه الاعتزالات جاءت طوعية.ثم في مقابلة تلفزيونية التي سبقت المباراة الدولية الودية لانكلترا أمام المجر، أنهى الايطالي الحياة المهنية الدولية لكابتن المنتخب السابق ديفيد بيكهام .

روميو روفائيل من لندن : أجاب كابيلو عن الحياة المهنية المقبلة لبيكهام عما إذا كان من الممكن مشاركة بيكهام في مباريات التأهيلات لنهائيات كأس الأمم الأوروبية لعام 2012، بقوله مع ضحكة مكتومة: quot;لا أعتقد لأنه كبر في السن قليلاً. أقول له شكراً على الدعم الذي قدمه لي خلال نهائيات كأس العالمquot;. وكانت بادرة لطيفة من المدير الفني للاعبه المصاب لمشاركته بطريقة ما في كأس العالم.

وبهذا الحديث أشار كابيلو بصورة غير رسمية إلى نهاية المهمة الدولية للاعب الأكثر مشاركة مع منتخب بلاده على أرض الملعب. وفي اليوم الذي وصل بيكهام إلى ناديه لوس انجيلس غالاكسي بعد قرب شفاءه من تمزق وتر العرقوب، وجد أنه تم وضع نهاية لمهنته الكروية الدولية التي امتدت إلى ما يقارب الـ14 عاماً مشاركاً في 115 مباراة ومسجلاً 17 هدفاً (شارك في 16 من مجموع 21 مباراة تحت إدارة كابيلو).

بيكهام مع المدرب الايطالي كابيلو

وبما أنه بلغ الـ35 عاماً في أيار الماضي، فإن احتمال ظهور بيكهام في يورو 2012 في السن الـ37 كان غير مرجح دائماً، ولكن لم تكن هناك أي شكوك أنه سيترك منتخب بلاده مثلما فعل عدد كبير من اللاعبين في الآونة الأخيرة. ومن المحتمل أنه لا يمانع في الوقوف إلى جانب منتخب بلاده إذا اقتضت الضرورة لمساعدته على أرض الملعب أو خارجه. والسعي بهدوء إلى تحطيم رقم مشاركة حارس المرمى الاسطورة بيتر شيلتون في 125 مباراة دولية.وكان قرار كابيلو منطقياً، كما هو دائماً، ولكن أسلوبه كان هزيلاً الذي ترك تساؤلات كثيرة ودليلاً آخر على أنه يكافح للتواصل مع المشجعين الذين يتابعون فريقه. وإعلانه هذا جاء في اليوم نفسه الذي أكد فيه ماسيمو أليغري، مدرب إيه سي ميلان، أن بيكهام سوف لن يعود إلى سان سيرو لفترة إعارة ثالثة في كانون الثاني المقبل.

يذكر أن صانع ألعاب انكلترا السابق تعرض لتمزق وتر العرقوب عندما كان يلعب لميلان في آذار الماضي. ولكن أليغري قال: quot;إنه سيتعافى من إصابة خطيرة، وفي مثل هذا العمر فإنني اعتقد بأنه من الصعب أن يعود إلى ميلانquot;. وسبق للنادي الايطالي أن ارسل بيكهام إلى فنلندا لإجراء عملية جراحية، ولكن كابتن منتخب انكلترا السابق عاد الآن إلى غالاكسي حيث بقي من فترة عقده معه أكثر من عام. وهدفه العودة إلى الملاعب في الشهر المقبل آملاً عودة متألقة في مباريات الملحق للدوري الأميركي الكروي الكبير، وهذه المرة من دون تشتيت انتباهه من خلال الذهاب والاياب إلى أوروبا لمساعدة منتخب بلاده.

وستكون العلامة المميزة الدائمة لبيكهام مع الأسود الثلاثة هدف التعادل الذي سجله في وقت متأخر جداً في مرمى اليونان من ركلة حرة في تشرين الأول 2001 لتتأهل انكلترا إلى نهائيات كأس العالم في اليابان وكوريا الجنوبية. فقد كانت الركلة العلامة التجارية لبيكهام في أولد ترافورد ndash; الملعب الذي نشأ فيه ndash; وجسد صورته وأنقذ بلاده في وقت الشدة وترك أنصاره يبتهجون بنشوة كبيرة. وأداءه في ذلك اليوم كان استثنائياً وكان في أوج سلطاته، على خلاف نهائيات كأس العالم بعد ثمانية أشهر عندما اصيب بكسر في مشط القدم أثناء الاستعدادات، وبالكاد توجه إلى آسيا سليماً وغير قادر على تقديم أداء يليق بسمعته.

ومع ذلك، يبدو أن بيكهام وضع جانباً لكتابة سيناريو في هوليوود، عندما سجل هدفاً في مرمى الأرجنتين من ركلة جزاء انتقاماً من آلامه في مونديال فرنسا 98 عندما تم طرده بسبب مخاشنته للأرجنتيني دييغو سيميوني قبل أن يتعرض اللاعبين الانكليز العشرة للإقصاء بركلات الجزاء الترجيحية.

بطاقة حمراء لبيكهام في مونديال فرنسا 98

وبعد أربع سنوات، في المانيا 2006، عانى بيكهام مرة أخرى على مسرح أكبر، إذ نادراً ما كان أداءه جيداً قبل أن ينهي البطولة وعيونه تذرف بكاء ثم يعلن استقالته من منصب كابتن المنتخب، وبعدها قال: quot;لقد كان شرفاً وامتيازاً، ولكن هذا هو الوقت المناسب لتقديم استقالتي، خصوصاً نحن ندخل عصراً جديداً باشراف المدير الفني ستيف ماكلارينquot;. وفور احتلال ماكلارين منصبه، قرر استبعاد بيكهام من تشكيلة المنتخب. ولكن على الأقل المدير الفني الجديد هاتفه وحذره من أن نهايته وشيكة. وكان بيكهام على وشك الصعود إلى طائرة في جولة استعدادات لبدء الموسم مع ريال مدريد عندما استلم المكالمة. وكان عمره آنذاك 31 عاماً ولعب بشكل رائع للنادي الملكي تحت إدارة كابيلو الذي فاز بلقب الدوري الاسباني، عندها اضطر ماكلارين إلى استدعائه لمباريات تأهيلات انكلترا لكأس الأمم الأوروبية 2008 التي كانت نتائجها سيئة للغاية.

وعاد بيكهام لمواجهة البرازيل في أيار 2007 متجاوزاً رحلة الـ100 مباراة دولية، وبعدها تخطى سجل الاسطورة بوبي مور الذي شارك في 108 مباراة دولية، وساعياً لتحطيم رقم شيلتون. ولكن ستكون لبيكهام المباراة الرقم الـ116 بعدما أكد كابيلو أنه سيشاركه في مباراة دولية على أرض ويمبلي ليقوم بتوديع أنصاره.

وكان بيكهام في طريقة للعب في نهائيات كأس العالم الرابعة، إلا أنه اصيب في ايطاليا، ولكن هذا لم يمنع كابيلو من أخذه معه إلى جنوب افريقيا عضواً في الجهاز التدريبي. لكن صانع الألعاب لم يكن متأكداً من كيفية اللعب عندما كان يسدد كرات قليلة في مركز التدريب أو تقديم النصائح.

بيكهام يحيي انصاره بعد مباراة ضد بيلاروس

وواحدة من الانطباعات الراسخة هي اليوم المفزع في بومفونتين عندما هاجم بيكهام بشراسة المسؤولين من الأوروغواي عندما تخطت ركلة فرانك لامبارد خط مرمى المانيا التي تغاضى عنها الحكم ومساعديه. وعلى نحو مفاجئ، سلوكه هذا كأنه رجل دولة، فهو مازال يمثل جزءاً رئيسياً في محاولة انكلترا لإستضافة نهائيات كأس العالم لعام 2018.

وفي تحول مفاجئ، أعلن الخميس المالك الشريك لويستهام ديفيد غولد أن هناك دعوة لبيكهام للانضمام إلى النادي اللندني، وأنه يرغب في استخدامه على سبيل الإعارة من لوس انجيلس غالاكسي أو سفيراً للنادي. ولكن غولد استدرك قائلاً إنه لم يتحدث مع اللاعب ولكنه اتصل بممثليه.

وكان آخر ظهور لبيكهام بديلاً في الدقيقة الـ58 ليحل محل ارنون لينون في المباراة ضد روسيا البيضاء في تشرين الأول الماضي. ولكنه سيعود مرة أخرى، ربما مديراً فنياً أو مدرباً... أو ربما تمثالاً أمام استاد ويمبلي!