مع تفاعل أزمة التحكيم في مصر بعد التداعيات واسعة النطاق التي تبعت لقاء الزمالك الأخير أمام نادي مصر المقاصة ضمن منافسات الدوري المحلي، والتي انتهت بهزيمة الأبيض بهدف نظيف، بعد الهجوم اللاذع الذي شنه مسؤولو الزمالك على حكم اللقاء، ياسر محمود، بسبب الأخطاء التي رؤوا أنها ساهمت في خسارة فريقهم للقاء، ومن ثم فقدان 3 نقاط في ظل المنافسة المحتدمة مع الغريم التقليدي الأهلي، أضحت الوضعية غاية في الصعوبة على مسؤولي الاتحاد المصري لكرة القدم وكذلك لجنة الحكام، لاسيما بعد أن بدأت تطالب أصوات كثيرة بضرورة جلب حكام أجانب لاستكمال المسابقة، بعد تهديد الزمالك بإمكانية الانسحاب من المسابقة.

وبالفعل، باتت البطولة الآن على المحك في ظل حالة الاحتقان الجماهيري، وتعصب التصريحات من جانب المسؤولين، وتشوش الرؤية داخل الاتحاد المصري، في ظل الورطة التي يواجهها سمير زاهر في الأساس والتي تتعلق بمطالب سحب الثقة من مجلسه.

وبالتزامن مع إعلان الحكم ياسر محمود عن اعتزاله التحكيم، بصورة نهائية، بسبب ما تعرض له من هجوم عنيف من قِبل الجمهور الأبيض، بدأت تتسرب أخبار من داخل أروقة الاتحاد المصري لكرة القدم مفادها أن quot;الجبلايةquot; ( مقر الاتحاد ) تدرس مع لجنة الحكام إمكانية استقدام حكام عرب من دول قريبة مثل قطر وتونس والمغرب لإدارة المباريات المتبقية في المسابقة لأندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي والاتحاد السكندري، لمواجهة أزمة نقص السيولة المالية لاستقدام حكام أجانب.

وجاءت تلك الأخبار كمحاولة من جانب المسؤولين لتهدئة الأوضاع، في أعقاب التطورات المتلاحقة التي تبعت لقاء الزمالك الأخير أمام نادي مصر المقاصة.

وفي الوقت الذي أجمع فيه عدد من خبراء التحكيم على أنه لا يمكن إعادة مباراة بسبب خطأ تحكيمي، لا تزال هناك مخاوف من احتمالية إلغاء المسابقة المحلية، في ظل حالة الاحتقان التي تهيمن بشكل موحش على المشهد الرياضي في مصر خلال الأسابيع الأخيرة.

وفي وقت تعج فيه وسائل الإعلام، بمختلف أشكالها، سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة، بتصريحات انفعالية من مسؤولين أو إداريين أو نقاد أو حتى جماهير، بعد موجة الجدل التي بدأت وسرعان ما اشتعلت في أعقاب الأحداث الأخيرة، نتيجة للأداء التحكيمي المهتز، بات الهاجس الأمني صداعاً يؤرق مسؤولي الجبلاية الآن، مع اقتراب الدوري من مراحله الأخيرة، واحتدام المنافسة في المقدمة بين القطبين الأهلي والزمالك، ومن خلفهما النادي الإسماعيلي، وكذلك اشتعال الصراع بين أندية القاع للهروب من فخ الهبوط. وهو ما جعل الاتحاد المصري يلجأ إلى السلطات الأمنية لإبلاغها بكل ما يستجد من أحداث، وناشد في السياق ذاته أيضاً جماهير مختلف الأندية لعدم الانسياق وراء محاولات إشعال الفتنة.