ينطلق عصر اليوم الجمعة قطار دوري كرة القدم العراقي المسمى (دوري النخبة) بنسخته التي تحمل الرقم (39) بمشاركة 18 فريقاً فقط ، وهي المرة الأولى منذ تسع أعوام على الأقل التي يلعب فيها هذا العدد بعد أن دخلت المنافسة المحلية المهمة في العديد من التجارب التي باءت جميعها بالفشل ، لاسيما تلك التجربة التي اعتمدت على تقسيم الفرق إلى مجموعتين (شمالية وجنوبية) ، ما عدا الموسم الأخير الذي لعبت فيه الفرق بطريقة المجموعة الواحدة على مرحلتين .


عبدالجبار العتابي - إيلاف :فبعد ثمانية مواسم من إقامة الدوري بنظام المجموعات ،عاد في الموسم الماضي بصيغة الدوري المعروفة في كل إنحاء العالم بعشرين فريقاً ليتم تقليصه هذا الموسم إلى 18 وهو رقم يسعى إتحاد الكرة العراقي إلى اعتماده وتثبيته، فيما هناك آراء تدعو إلى تقليصه إلى ستة عشر فريقا كعدد نهائي ، وتعلل هذه الآراء ذلك مناجل الحصول على دوري قوي يفرز النجوم ويحقق رغبة التنافس الحقيقي ، ولا بد من الإشارة أن الموسم الحالي سيشهد دخول الاحتراف بشكل واسع بعد أن عاش موسمين أخيرين خجولين إذ إن تجربة الاحتراف لم تكن ذات فاعلية ولا لافتة للانتباه .

وتسعى الفرق البغدادية بالتحديد إلى إعادة الهيبة لأسمائها التي فقدت بريقها ولم تستطع أن تفوز بدرع الدوري ولا التنافس عليه بتلك القوة التي كانت عليها والتي استحقت بسببها لقب (الفرق الجماهيرية) ، بعد أن سيطرت الفرق الشمالية المتمثلة بنادي اربيل الذي فاز باللقب أربع مرات ونادي دهوك الذي فاز بلقب واحد ،ويمكن الإشارة الى ابرز تلك الفرق التي حفظ لها الزوراء هيبة الكرة البغدادية وقد فاز ببطولة الموسم ما قبل الأخير ، ففرق الشرطة كانت أخر موعد له مع الدرع قبل 14 عاما وتحديدا في موسم1997 ndash; 1998 ، وفريق الطلبة في موسم 2001- 2002 أما فريق القوة الجوية فكان موسمه 2004 ndash; 2005،بل أن تراجعا كبيراً أصاب اغلب الفرق وعانت كثيرا من غياب النجوم واللاعبين الماهرين ، ويحاول الإتحاد العودة بالدوري العراقي الى المنافسات الحقيقية والندية ما بين الفرق ، لاسيما أن عدداً من المحترفين ضموا إليه هذا الموسم ومنهم : الدوليان السوريان فراس الخطيب ومعتز كيلوني ورجا رافع والمصري محمد شوقي ، فراس الخطيب (زاخو) وبعض اللاعبين الأفارقة .
ويعد نادي الزوراء الرياضي الأكثر فوزاً باللقب المحلي برصيد 12 لقبا ويليه في المركز الثاني فريقاً القوة الجوية والطلبة مناصفة بخمسة ألقاب ومن ثم يأتي فريق اربيل بأربعة ألقاب ثم الرشيد (الكرخ) بثلاثة ألقاب ، وبعدها يحل فريق الشرطة الذي حصل على لقب الدوري مرتين وتتساوى أندية الجيش والميناء وصلاح الدين والجيش ودهوك بعد إحراز لقب الدوري حيث حصل كل من هذه الأندية على اللقب المحلي مرة واحدة،وقد مر الدوري العراقي بمراحل عديدة إلى أن استقر على صيغته الأخيرة بالأسلوب المتعارف عليه للدوري أسما ومضمونا ، فقد كانت مراحله عبارة عن أشكال مختلفة وأعداد متباينة من الفرق المشاركة من بدايته التي اشتركت فيها 10 أندية في موسمه الأول 1974 -1975وبين 36 في الموسم2009 ndash; 2010 .
وإذ لم تكن الكرة العراقية حديثة العهد وان تأخر فيها اإطلاق الدوري الرسمي لظروف معينة إلا أنها كانت حاضرة بالطبع منذ وقت بعيد لاسيما أن هناك العديد من الأندية قد تأسست ، فضلاً عن أن انضمام العراق للإتحاد الدولي للفيفا لم يكن جديد عهد بل كان في وقت لا بأس به قياساً للظروف التي يمر بها العراق ، لذلك يمكن النظر رسمياً إلى إقامة الدوري مع إنطلاق بطولة كأس الإتحاد في موسم 1957-1958 أو بطولة دوري بغداد التي إنطلقت في موسم1961 - 1962 ويعدها بداية الدوري ، ولكن أن الاتحاد العراقي لكرة القدم أكد في اجتماعه في 18 آب/ أغسطس عام 1974 أن الموسم الكروي 1974 - 1975 سيكون هو الموسم الأول في تاريخ الدوري العراقي، على الرغم من إقامة دوري المؤسسات الذي أقيمت نسخة واحدة منه موسم 1973 ndash; 1974 ، وهو ما جعل البعض يطلق عليه ( المرحلة الانتقالية) على طريق إقامة الدوري لعموم العراق ، وقد شاركت في النسخة الأولى من بطولة الدوري 10 أندية هي (نادي الطيران) الذي مثله لاعبو فريق القوة الجوية ولم يتأثر بأي شيء وكان التغيير الوحيد الذي طال الفريق هو الأسم حيث ضم نادي الطيران جميع لاعبي فريق القوة الجوية بطل دوري فرق المؤسسات في الموسم الذي سبقه ، (نادي الصناعة) وضم فرق وزارة الصناعة وأبرزها فريق الكهرباء و(نادي البلديات) الذي ضم لاعبي فريقي المصلحة وإسالة الماء ، و(نادي النقل) الذي ضم أندية وزارة النقل وأبرزها فريق السكك، و(نادي المواصلات) الذي ضم فرق وزارة المواصلات ومنها فريقا البريد البغدادي والميناء البصري ، وهو ربما اغرب فريق في تشكيلته التي ضمت لاعبين من بغداد والبصرة التي تفصل بينهما مسافة تتجاوز الـ 500 كم ،و(نادي الشرطة) و(نادي الجيش) وثلاثة أندية من المحافظات هي : السماوة وبابل والرافدين الديواني.
وكان يوم الرابع من تشرين الثاني/ أكتوبر عام 1974 هو بداية أول دوري لكرة القدم في العراق ،وطوال سنوات إقامته مر الدوري بمعوقات من أبرزها أن البطولة لم تكتمل في ثلاثة مواسم ،ففي موسم 1984 - 1985 كان سبب عدم اكتمال البطولة انشغال المنتخب الوطني العراقي بتصفيات كأس العالم التي تأهل على أثرها إلى نهائيات المكسيك 1986 ، وكذلك في موسم 2002 - 2003 بسبب اندلاع الحرب، وسقوط النظام السابق ودخول القوات متعددة الجنسية إلى العراق ، وكذلك لم تكتمل النسخة التالية في موسم 2003- 2004 لأسباب إدارية وتنظيمية لانشغال المنتخبات والأندية العراقية بمشاركات خارجية كثيرة عقب عودتها مجدداً في مشاركات جديدة مثل البطولات العربية وكذلك إنطلاق التصفيات الأولمبية وتصفيات كأس العالم وغيرها مما حتم على الإتحاد العراقي إلغاء بطولة الدوري لتتفرغ المنتخبات والأندية للمشاركات الخارجية.
سيفتتح الموسم الجديد بإقامة ثماني مباريات في الدور الأول ،حيث سيحتضن ملعب الشعب الدولي اللقاء الذي سيجمع القوة الجوية مع منافسه الكهرباء في لقاء صعب على الطرفين وكلاهما يبحث عن البداية الموافقة عبر حصد النقاط الثلاث .
ويشد بغداد الرحال صوب مدينة كربلاء المقدسة لملاقاة فريقها في مهمة يطمح فيها كربلاء لكسب تلك المواجهة مستفيدا من عاملي الأرض والجمهور غير أن المهمة لا تبدو سهلة للفريق المضيف في ظل تحضيرات الفريق الضيف .
ويضيف نفط الجنوب على ملعبه منافسه الزوراء في مهمة محفوفة بالمخاطر ولاسيما أن الكتيبة الزورائية ستفتقد إلى أهم عنصرين وهما الأرض والجمهور فضلاً على غياب المدرب راضي شنيشل نظرا لانشغاله بدورة تدريبية في الإمارات فيما سيلعب منافسه بمساندة جمهوره وملعبه .
وتستكمل يوم السبت بقية مباريات الدور الأول حيث سيواجه النجف على ملعبه منافسه النفط في مباراة سيكون عنوانها الأبرز النقاط الثلاث حيث يعول غزلان البادية على استثمار عاملي الأرض والجمهور لخطف الفوز الثمين الذي سيكون بمثابة الدافع الكبير لتجاوز الحالة المعنوية والنفسية التي تمر بها الكرة النجفية في الوقت الحاضر فيما سيكون هذا الأمر دافعاً معنوياً للفريق الضيف لتحقيق الفوز والعودة مظفراً بنقاطها الكاملة .
وسيحل الطلبة ضيفا ثقيلاً على منافسه الميناء بتشكيلته الجديدة ومدربه الجديد في أول مهمة واختبار له في دوري النخبة في حين يأمل سفانة الجنوب انتزاع النقاط الكاملة بفضل مساندة جمهوره الوفي الذي يعد اللاعب رقم (12) في تشكيلته .
وسيكون ملعب الصناعة مسرحاً للقاء الذي سيجمع أهل الدار مع منافسه الشرطة في لقاء سيكون عامرا بالإثارة والندية من خلال مايضمه الفريقان من عناصر جيدة خلال الموسم الجاري .
وسيقابل السليمانية الضيف الجديد على دوري النخبة منافسه المصافي في مهمة تبدو متكافئة للطرفين وكلاهما يبحثان عن الطريق الذي يوصلهما إلى نيل النقاط الثلاث.
وسيحل دهوك ضيفا على منافسه كركوك في مهمة سهلة على الفريق الضيف في ظل الأجواء النفسية التي يمر بها الفريق المضيف بسبب تأخر إدارة كركوك في تسليم الجزء الأول من عقود لاعبيه .
ملاحظة: قررت لجنة المسابقات في إتحاد الكرة تأجيل مباراة أربيل مع زاخو نظراً لارتباط الأول بمنافسات كأس الاتحاد الآسيوي وملاقاة منافسه تشنبوري التايلندي .