يقف التاريخ إلى جانب إيطاليا في تاريخ لقاءاتها مع ألمانيا في البطولات الكبرى (كأس العالم او كأس أوروبا) حيث تواجه المنتخبان 7 مرات جاءت نتيجتها في مصلحة الأزوري.

وكان اول لقاء في بطولة كبرى في كأس العالم 1970 في مكسيكو حيث تواجها في الدور نصف النهائي في مباراة اعتبرت الاجمل في تاريخ النهائيات وانتهت في مصلحة ايطاليا 4-3 بعد التمديد. اما اخر مواجهة فكانت ايضا في مونديال 2006 في المانيا وفي الدور نصف النهائي ايضا وفازت ايطاليا 2-صفر بعد التمديد.

مباراة الغد ستكون الثامنة بين المنتخبين في بطولة كبرى علما بان اخر لقاء ودي بينهما اقيم في شباط/فبراير عام 2011 وانتهى بتعادلهما 1-1.

وهنا ابرز المواجهات بين المنتخبات في البطولات الكبرى:

17 حزيران/يونيو 1970:

ايطاليا - المانيا الغربية 4-3 بعد التمديد (نصف نهائي كاس العالم في مكسيكو)

اطلق على هذه المباراة التي اقيمت على ملعب ازتيكا الشهير في مكسيكو سيتي امام اكثر من 102 الف متفرج لقب quot;مباراة القرنquot;. تقدمت ايطاليا معظم فترات المباراة بواسطة روبرتو بوننسينيا الذي جاء هدفه في الدقيقة الثامنة، لكن كارل هاينتس شنيلينغر الذي كان يلعب في الدوري الايطالي في ذلك الوقت ادرك التعادل لالمانيا بشكل دراماتيكي في الدقيقة الاخيرة ليفرض التمديد. ثم تقدمت المانيا عبر المدفعجي غيرد مولر (95)، لكن تارسيسيو بورغنيتش عادل لايطاليا بعد اربع دقائق، ثم تقدمت ايطاليا مجددا 3-2 عبر لويجي ريفا (104). وابى المنتخب الالماني الاستسلام فسجل له مولر التعادل 3-3 (110) لكن الكلمة الاخيرة كانت لايطاليا التي حسمت المباراة الشهيرة في مصلحتها بهدف لولدها الذهبي جاني ريفيرا بعد دقيقة واحدة. وخسرت ايطاليا امام البرازيل في المباراة النهائية 1-4.

14 حزيران/يونيو 1978:

المانيا الغربية -ايطاليا صفر-صفر (الدور الثاني بنظام المجموعة)

خاضت المانيا غمار كأس العالم في الارجنتين وهي حاملة اللقب، لكن تعادله مع ايطاليا سلبا في بوينس ايرس جاء قبل تعادلهما في المباراة الثانية مع هولندا، ثم الخسارة المفاجئة امام جارتها النمسا 2-3 وخروجها.

وشهدت المباراة مع ايطاليا بالذات خوض حارس مرمى المانيا الهشير سيب ماير مباراته الرقم 16 في نهائيات كأس العالم وكان ذلك رقم قياسي في تلك الفترة، لكن فريقه فشل في تسجيل في مرمى نظيره الشهير دينو زوف.

وبحسب النظام القديم لنهائيات كأس العالم، حلت المانيا ثانية في الدور الاول في مجموعتها، ثم خرجت من الدور الثاني (نظام المجموعات ايضا) بحلولها ثالثة، في حين انهت ايطاليا البطولة في المركز الرابع بخسارتها مباراة المركز الثالث امام البرازيل.

11 تموز/يوليو 1982

ايطاليا - المانيا الغربية 3-1 (نهائي كأس العالم 1982)

دخلت المانيا المباراة النهائية بعد ان خاضت مباراة دراماتيكية في نصف النهائي ضد فرنسا قلبت فيها تخلفها في الوقت الاضافي 1-3 الى تعادل 3-3 ثم الى فوز بركلات الترجيح. بيد ان ايطاليا حسمت المباراة النهائية التي اقيمت على ملعب سانتياغو برنابيو بسهولة حيث تقدمت بثلاثة اهداف نظيفة بواسطة باولو روسي وماركو تارديللي واليساندرو التوبيلي، علما بان انطونيو كابريني اهدر ركلة جزاء عندما كانت النتيجة لا تزال صفر-صفر. ورد المنتخب الالماني بهدف شرفي لبول برايتنر في اواخر المباراة. لكن ايطاليا نجحت في احراز الكأس للمرة الثالثة في تاريخها والاولى بعد 48 عاما.

19 تموز/يوليو 1996

المانيا - ايطاليا صفر-صفر (دور المجموعات في كأس اوروبا 1996)

كان حارس مرمى المانيا اندرياس كوبكه (مدرب حراس المنتخب حاليا) نجم المباراة بعد ان تصدى لركلة جزاء نفذها جانفرانكو زولا بعد مرور 9 دقائق في مدينة مانشستر لينتزع بطاقة التاهل الى الدور الثاني في حين خرجت ايطاليا بعد خسارتها امام تشيكيا 1-2. ثم تغلبت المانيا على كرواتيا في ربع النهائي وعلى انكلترا في نصف النهائي قبل ان تحرز لقبها الاخير الكبير بفوزها على تشيكيا في النهائي بالهدف الذهبي لاوليفر بيرهوف (2-1).

4 تموز/يوليو 2006

المانيا - ايطاليا صفر-2 بعد التمديد (نصف نهائي كأس العالم)

انتهى حلم المانيا باحراز اللقب العالمي على ارضها في دورتموند بخسارتها امام ايطاليا صفر-2 بعد التمديد. كان المنتخب الايطالي الطرف الافضل لكنه لم يتمكن من التسجيل في الوقت الاصلي. ومرر اندريا بيرلو الذي يتألق في البطولة الحالية تمريرة رائعة باتجاه فابيو غروسو الذي استدار على نفسه واطلقها بعيدا عن متناول الحارس ينز ليمان، قبل ان يضيف المخضرم اليساندرو دل بييرو الهدف الثاني اثر هجمة مرتدة سريعة ليسدد في الزاوية البعيدة. ثم توجت ايطاليا باللقب بفوزها على فرنسا بركلات الترجيح في المباراة النهائية على الملعب الاولمبي في برلين.

المواجهات المتوقعة

في ما يلي بعض المواجهات الثنائية المنتظرة في مباراة المانيا وايطاليا ضمن نصف نهائي كأس اوروبا 2012 لكرة القدم الخميس:

مسعود اوزيل (المانيا) - اندريا بيرلو (ايطاليا)

اذا كان هناك من معركة منتظرة في هذه المباراة ستكون بين صانعي اللعب. الفارق بين الاثنين، ان اوزيل يلعب وراء رأس الحربة ماريو غوميز، في حين يلعب بيرلو اكثر دور قائد الاوركسترا في عمق الوسط الايطالي، ويحرك اللعب من هناك.

لذلك، سيشتبك الاثنان كرويا، عندما يعمل اوزيل على خرق المنطقة التي ينطلق منها بيرلو عادة.

تعد هذه المواجهة بان تكون شيقة بين افضل لاعبين ربما في الدورة حتى الان.

المانيا مرشحة اكثر نظرا لفوزها في اربع مباريات على التوالي، لكن اذا سمحت لبيرلو بفرض ايقاعه على اللقاء، قد تجد نفسها متخلفة في النتيجة في اي وقت.

ينبغي على اوزيل تضييق الخناق على لاعب يوفنتوس وحرمانه من تمرير الكرات الى زملائه.

لكن على لاعب ريال مدريد الاسباني التركيز على مجهوده الهجومي، وهنا سيستمتع اكثر لان بيرلو ليس متخصصا في الرقابة الدفاعية.

توماس مولر (المانيا) - فيديريكو بالزاريتي (ايطاليا)

لا شك بان ايطاليا تعاني من نقص في مركز الظهير الايسر الذي يشغله لاعب باليرمو فيديريكو بالزاريتي. كان بالزاريتي ضعيفا في مباراة انكلترا التي شنت عدة هجمات على منطقته في الشوط الاول.

في المقابل، سيسعى مولر للاستفادة من طاقته الكبيرة واختراق منطقة بالزاريتي لايصال الكرة الى رأس غوميز.

سيحتاج بالزاريتي لدعم دفاعي عندما يكون مولر على طرف الملعب، لكن الاول بامكانه التعويض بسبب مهاراته الهجومية وتقدمه الى الامام.

ماريو غوميز (المانيا) - اندريا بارزاغلي (ايطاليا)

لم يعد هناك من شك حول قدرة غوميز بعدما سجل ثلاثة اهداف في الدور الاول وارتقى الى صدارة ترتيب الهدافين.

ضخم البنية، قوي وقاتل داخل منطقة الجزاء، ويهوى هز الشباك. اللافت في طريقة لعبه انه متحرك اكثر بكثير من المهاجمين اصحاب البنية الضخمة، ويمتلك ضربات رأسية خارقة وقدرة على قراءة المباراة.

عرف بارزاغلي كيف يوقف المهاجمين الكبار على غرار الفترة التي دفع فيها مدرب انكلترا بالعملاق اندي كارول في ختام مباراة ربع النهائي.

ستكون الحال مختلفة مع غوميز، الذي يملك قدرة الاقتراب اكثر من المدافعين والسيطرة على الكرة والتمرير لاحد زملائه.

مانويل نوير (المانيا) - جانلويجي بوفون (ايطاليا)

معركة مماثلة لتلك التي خاضها المخضرم بوفون مع الشاب الانكليزي جو هارت، اذ يبدو نوير احد الشبان القادمين بقوة للمنافسة على لقب افضل حارس في العالم.

اظهر بوفون خبرته في صد ركلة ترجيحية حاسمة لاشلي كول في ربع النهائي، ورد فعل رائع في الشوط الاول امام غلن جونسون، فهو ليس مجرد حارس يصد الكرات، بل قائدا لمنطقة يتوقع ان تكون مزدحمة يوم الخميس.

واذا لم يرتق نوير، الذي يعاني عادة من العرضيات ويتميز بالمواجهات الفردية، ستكون الكفة في مصلحة بوفون صاحب الخبرة الطويلة.