تراهن الأندية الأوروبية الكبيرة على الساعات الأخيرة التي تسبق إغلاق سوق انتقالات اللاعبينلإتمام العديد من صفقاتها المتعثرة رغم أن الحديث عنها بدا قبل أشهر ، حيث يرتقب الإعلان عن مغادرة البرازيلي كاكا لريال مدريد ورحيل المغربي مروان الشماخ لارسنال في اتجاه آخر.
وربما يتم الإعلان عن انتقالات أخرى لم تكن متوقعة أو حتى مدرجة لا من قبل الأندية ولا من قبل اللاعبين المعنيين بها بل يفرضها الوكلاء الذين يجيدون مفاوضات الرمق الأخير مثلما حدث في مثل هذه الفترة من أغسطس عام 2002 في الدوري الايطالي حيث انتقل وقتها الأرجنتيني هرنان كريسبو من لازيو روما إلى مواطنه انتر والمدافع الايطالي اليساندرو نيستا من لازيو إلى ميلان و البرازيلي رونالدو من انتر إلى ريال مدريد.
وهو السيناريو الذي اعتادت عليه الأندية الأوروبية مع حلول كل ميركاتو شتوي أو صيفي.
ورغم قدرة الأندية الأوروبية على حسم الصفقات التي تريدها في وقت مبكر إلا أن تفضيلها للساعات الأخيرة للبت فيها مرده أسباب فنية وأخرى مالية تتعلق بالطرفين معاً خاصة بالنسبة للاعبين الذين لم تنتهِ عقودهم و يرغبون في الرحيل.
أي ناد يرغب في انتداب لاعب غير حر من الناحية القانونية مجبر على انتظار الساعات الأخيرة أملا في تخفيض سعر الانتقال لأنه يعلم جيدا بأن اللاعب المعني سيضغط على إدارته بشتى الطرق لإجبارها على تركه يرحل وعدم المبالغة في مطالبها المادية.
كاكا... هل سيعود لميلان مرة أخرى؟ |
وفي ظل الأزمة المالية التي تعانيها أندية القارة العجوز فان الخوف من الرحيل المجاني يربك حسابات الأندية المتوسطة على غرار توتنهام أو ليل التي تعتمد على بيع نجومها لإنعاش خزائنها المتعثرة لذلك فهي مضطرة إلى التخلي عنهم بمقابل وبعد مفاوضات تحفظ حقوقها المادية بدلا من تركهم يرحلون دون المرور عليها ، وهذا ما يخدم الأندية الكبرى على غرار ريال مدريد أو برشلونة أو انتر ، التي تمتلك باعا طويلا في التفاوض وتعرف جيدا من أين تؤكل الكتف خاصة عندما تتأكد من الرغبة الجامحة التي تحدو اللاعب في اللعب لها.
وفي الجهة المعاكسة فان النادي صاحب ملكية اللاعب فانه يستعمل المناورة لبيع لاعبه المطلوب بأكبر مبلغ ممكن ، فإدارته تراهن على الوقت وعلى قيمة اللاعب في السوق للرفع منها خاصة إذا لم تكن له وجهة محددة يفضلها ويفاضل بين العروض حسب عائداتها ، ويزداد موقفها قوة في التفاوض في حال أبدى اللاعب بعض الليونة في إمكانية تجديد عقده مما يجعل الأندية الراغبة في انتدابه في موضع حرج يفرض عليها الرضوخ.
كما انه لا يمكن إغفال العامل الفني في تأخر بعض الانتقالات ذلك أن انطلاق بطولات الدوري المحلية والقارية قبل انقضاء أجل انتقالات اللاعبين يفسح المجال لتعطيل صفقات وتسريع أخرى ، فأي لاعب يتم إدراج اسمه في اللائحة الأوروبية يجعل من الصعب على أي ناد انتدابه ما دام انه لن يستفيد من خدماته في المسابقات القارية ، والعكس يحدث في حال خلو اللائحة من اسم اللاعب لان ذلك في أعراف الانتقالات يعني بأن ناديه قد وافق على تسريحه.
كما أن المباريات الأولى للدوريات قد تأتي بمفاجآت غير سارة كإصابة بعض اللاعبين أو ظهور اختلالات في مراكز معينة تجبر المدرب على طلب الدعم من إدارته وعدم انتظار الميركاتو الشتوي ، لان ذلك من شأنه أن يؤثر سلباً على نتائج النادي الذي يصبح مضطراً لإتمام أي صفقة مهما غلا سعرها.
كما أن المباريات الأولى تكشف بشكل صريح و رسمي عن اللاعبين غير المرغوب فيهم والمطالبين بإيجاد أنديةلإنتدابهم سواء بنظام الإعارة أو المقايضة أو حتى التسريح المجاني للتخلص من دفع رواتبه دون فائدة فنية منه ما دام لا يدخل في الخيارات التكتيكية لمدربه.
التعليقات