طغت التوترات في غرفة تغيير الملابس لمانشستر سيتي على ما كان يمكنه الإيطالي روبرتو مانشيني من تقديمه وبالتالي الفوز بالبطولات، إلا أن هذه التوترات تسببت بدلا من ذلك إلى إقالته مطلع هذا الأسبوع ،حيث أشيرت أن ابرز الأسباب كان صداماته مع اللاعبين في النادي وأيضا نشر الغسيل أمام الإعلام والتمييز بين اللاعبين إضافة إلى عحزه عن تحقيق أي بطولة هذا الموسم.
روميو روفائيل ndash; quot;إيلافquot;: ادعى مصدر موثوق داخل استاد الاتحاد الأربعاء أن روبرتو مانشيني، الذي استبعد يوم الاثنين، كافح ليبقي علاقاته جيدة مع بعض اللاعبين، حتى الذين جبلهم إلى مانشستر سيتي.
وعلى رغم أن الايطالي أنهى 35 عاماً من جفاف السيتيزين للبطولات بعد مجد كأس الاتحاد الانكليزي في أيار 2011، إلا أنه زُعم أن التصدع ظهر بينه وبين اللاعبين حتى قبل تلك اللحظة التاريخية.
وقال العضو السابق في الطاقم الفني ستيفن عزيز لصحيفة quot;الصنquot; الانكليزية الأربعاء إن مانشيني كان quot;متكبراً وجاهلاً ومغروراً وأنانياًquot;. في الوقت نفسه ذكر مصدر آخر للصحيفة ذاتها، طلب عدم نشر اسمه، أن اللاعبين كانوا عاقدي العزم للتغلب على الصعوبات، ولكن الحقيقة، أن جائزة كأس الاتحاد لم تستطع أن تخفي التصدعات التي ظهرت منذ فترة طويلة.
وبالعودة إلى عام 2011، وفي الأيام التي سبقت المباراة النهائية لكأس الاتحاد، أصر مانشيني على اللاعبين بالحضور إلى استاد الاتحاد قبل أقل من ساعة من انطلاق مباراة البريمير ليغ أمام ليفربول. وعندما حاول عدد قليل من اللاعبين الكبار، بما فيهم حارس مرمى جو هارت، مناقشة المسألة مع المدير الفني واقتراحهم بالوصول في وقت أبكر من أجل الإعداد بشكل اسلم، فإنه لم تكن هناك آذان صاغية. وكان هذا الوضع صعباً على اللاعبين، خصوصاً آدم جونسون وجيروم بواتينغ، حتى أن الأول غادر الملعب بمجرد انتهاء المباراة وبعد ملاسنات وقنوط لفترة قصيرة جداً في غرفة تغيير الملابس.
وعلق المصدر على الحادث بقوله: quot;تحت إدارة مانشيني، تحول آدم من اللاعبين الانكليز الدوليين إلى لاعب جزئي في نادٍ في الصحراء الدولية. أما جيروم فقد ذُهل عندما طلب منه المدير الفني أن يكون ضمن تشكيلة الفريق المشاركة في يوروبا ليغ، وذلك بعد ساعات قليلة من ولادة زوجته لتؤام في المانيا. إلا أن جيروم بقي على مقاعد البدلاء من دون أن يتم استخدامه. أما بالنسبة إلى جيمس ميلنر فقد سحبه مانشيني بعنف عندما بدا اللاعب يائساً لاستبداله، وكرر الايطالي انتقاداته أمام وسائل الإعلامquot;.
وكان اللاعبين يستغربون دائماً من سياسة مانشيني لانتقادهم مراراً وتكراراً بشكل فردي أمام الكاميرات. ومن غير المستغرب أن يتقبل اللاعب انتقادات رئيسه، لأن اللاعبين المحترفين اكتسبوا الخبرة من ذلك. ولكن، يتساءل المصدر: quot;لماذا يظهر يقوم بنشر الغسيل على الملأ؟quot;، كان مانشيني يوحي quot;إما أنا أو أنتمquot;.
انزعج الايطالي من حارس مرماه هارت في أواخر كانون الأول وألقى اللوم عليه لعدم قيامه بترتيب خط دفاعه بشكل صحيح عندما سجل روبن فان بيرسي هدف فوز مانشستر يونايتد من ركلة حرة في الدقائق الأخيرة من مباراة الدوري الممتاز. ولكن إذا نظر أي مراقب إلى الهدف فإن بالكاد يكون جو هارت هو السبب الرئيسي. فيما أكد المصدر أن العلاقة بينهما كانت قد تدهورت كثيراً خلال هذا الموسم.
وكرر الايطالي انتقاده لأداء هارت في مؤتمره الصحافي عقب الهزيمة أمام ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، ولكن الأسوأ كان الشجار الذي حصل في غرفة تغيير الملابس في أعقاب مباراة ديربي مانشستر. وعلى رغم أن اللاعبين قد اعتادوا على نقاشات حادة، إلا أنهم ذهلوا من تفكير مانشيني.
ولكن في حين أن مانشيني اختلف مع العديد من اللاعبين الخيرين، فإنه تساهل مع اللاعب المشاغب ماريو بالوتيلي، تاركاً بقية اللاعبين يشعرون بالإحباط.
وادعى المصدر: quot;كانت المعاملة التفضيلية لماريو بالوتيلي مثيرة للسخرية حقاً، وأصبح اللاعبون الآخرون يشمئزون من ذلك. أعرف أن ماريو حتى أنه كان يدخن في غرفة تغيير الملابس أو الاستحمام حال يتم استبداله خلال المباراة، على رغم أن التدخين محظور داخل الملعبquot;.
وأضاف: quot;كان أنصار النادي يعتقدون بأن سبب اختفاء ماريو داخل النفق هو انزعاجه من استبداله، والحقيقة أنه لم يكن ينتظر ليشعل سيجارة. كان يحضر متأخراً دائماً، لاعب فوضوي، يحاول العثور على حجج لمجادلة زملائه في الفريق، وغالباً ما كان سيئاً اثناء التدريب... تغاضى مانشيني عن كل هذا، لأن ماريو كان الولد الذهبي ويشير إليه باسم quot;ابنيquot;.
ومعتقدات مانشيني الغريبة تركت اللاعبين أيضاً في حيرة من أمرهم، إذ يقول المصدر: quot;لقد حظر اللون الارجواني من مركز التدريب بعد هزيمة كأس الدوري أمام استون فيلا، لأنه، بكل بساطة، يرتدي اللاعبين الملابس الرياضية بهذا اللون قبل انطلاق مباراةquot;.
وعلى رغم كل هذه التوترات، إلا أن مانشيني جلب كأسي الاتحاد والدرع الخيرية ولقب البريمير ليغ إلى استاد الاتحاد خلال السنوات الثلاث من وجوده مع مانشستر سيتي. وقبل ذلك فاز بسبعة ألقاب في أربع سنواتعندما كان مدرباً لأنتر ميلان. وعلى رغم أسلوبه المثير للجدل، إلا أنه ينبغي ألا يواجه أي صعوبات لوظيفة مماثلة في أوروبا.
ومايزال أنصار السيتيزين يشعرون بخيبة أمل لرحيل الايطالي، حيث كانوا يرددون باسمه لفترة طويلة وبصوت عالٍ خلال مباراة فوز النادي 2- صفر على ريدينغ في البريمير ليغ مساء الثلاثاء. في حين قال كيفين باركر، الأمين العام لأنصار مانشستر سيتي لصحيفة quot;الصنquot;: جميعنا سمعنا الشائعات والقصص حول ما يدور من التعاسة والنزاع بشكل خاص في معسكر تدريب النادي. كمشجعين مصلحتنا هي نجاح فريق كرة القدم، وبإدارة روبرتو كنا قد حصلنا على هذا النجاحquot;.
وأضاف: quot;عندما تنتظر الجماهير لفترة طويلة مثلنا لحصول أنديتها على جائزة، فإنه عندما جلب مانشيني ثلاثة ألقاب في غضون ثلاث سنوات، فبالتأكيد جلب معها السعادة لأنصار مانشستر سيتي... اعتقد بأنهم (المسؤولين) يبحثون عن السلام والوئام والسعادة في معسكر النادي، وهذا يشير إلى أنه بإدارة مانشيني لم يكن هو الحالquot;.
التعليقات