أعلن السير البريطاني برادلي ويغينز حامل اللقب غيابه عن سباق فرنسا الدولي للدراجات الهوائية بسبب اصابة في ركبته.
ويغينز (33 عاما) لن يكون بمقدوره الاستعداد للسباق الشهير الذي ينطلق في 28 حزيران/يونيو المقبل، بسبب التهاب في ركبته اليسرى يعيقه منذ عدة اسابيع، بحسب ما اكد دايف برايلسفورد رئيس فريق سكاي.
واستشار ويغينز اخصائيين اول من امس الاربعاء ونصح بالابتعاد عن دراجته لخمسة ايام، ما يعني انه لن يكون جاهزا لسباق سويسرا في 8 حزيران/يونيو وبالتالي عدم خوض المنافسات الكافية فبل سباق فرنسا، علما بانه انسحب من سابق ايطاليا الاخير بسبب التهاب في صدره.
وقال ويغينز لموقع فريقه: quot;انها خيبة امل كبيرة ان اغيب عن السباق. اردت بكل قوتي ان اكون هناك، من اجل الفريق والجماهير لكن هذا لن يحصلquot;.
ويعود الغياب الاخير لحامل لقب بسبب الاصابة الى العام 1986 عندما انسحب الاميركي غريغ لوموند، وذلك في رياضة سيطر عليها في السنوات الاخيرة التعاطي الفاضح للمنشطات.
ودخل ويغينز التاريخ بعد ان اصبح في 2012 اول بريطاني يتوج بطلا لسباق فرنسا، متقدما على مواطنه كريستوفر فروم والايطالي فينتشنزو نيبالي والبلجيكي يورغن فان در برويك والاميركي تيجاي فان غاررن.
وخلف ويغنز الملقب quot;ويغوquot; الاسترالي كادل ايفانز الذي اكتفى في نسخة 2012 باحتلال المركز السابع بعد ان اصبح في 2011 اول استرالي يتوج بلقب بطل هذه الدورة.
ويعتبر الفوز بسباق فرنسا الشهير انجازا هاما بالنسبة لرجل عاش طفولة صعبة للغاية في ظل غياب والده الذي كرس حياته للخمر فكانت نهايته على يد الكحول عام 2008، ما ولد عند برادلي ضغينة ضد والده لكن ذلك لم يؤثر على حياته العائلية اذ انه اب متفان يقدر الامور البسيطة quot;مثل الذهاب الى السوبرماركت وشراء الخبز والحليبquot;.
ولد ويغينز في غنت البلجيكية، لكنه ترعرع في لندن على موسيقى الروك الخاصة بفرقة quot;اوايزيسquot; وهو يحلم بالفوز بالقميص الاصفر لسباق فرنسا بعد ان افترق والداه.
وضع ويغينز خلفه مصاعب الطفولة وسعى الى السير على خطى مثاله الاعلى الدراج الاسباني ميغيل ايندوراين الذي توج بطلا لسباق فرنسا من 1991 حتى 1995، وكانت خطوته الاولى في quot;هيرن هيل فيلودرومquot;، المنشأة التي استضافت اولمبياد 1948.
وفي عمر ال18 اصبح ويغينز بطل العالم للشباب وبعد عامين فاز بميداليته الاولمبية الاولى من اصل سبع، اربع منها ذهبية، وكان ذلك في اولمبياد سيدني 2000، واخرها في لندن 2012 في سباق ضد الساعة، ليصبح البريطاني الاكثر تتويجا في الالعاب الاولمبية متخطيا اسطورة التجذيف ستيف ريدغريف الذي يملك 6 ميداليات بينها 5 ذهبيات.
واحرز ويغينز ذهبيتين في سباق المطاردة فردي وفرق في بكين 2008 وذهبية المطاردة فردي في اثينا 2004 وفضية الفرق في العام ذاته وبرونزية السباق ذاته في سيدني 2000 وبرونزية ماديسون في اثينا 2004.
المشاركة الاولى لهيغينز في سباق quot;احلامهquot;، اي سباق فرنسا الدولي، كانت مخيبة للغاية اذ اكتفى عام 2006 بالمركز ال124 ولم تكن مشاركته في العام التالي افضل بكثير اذ اضطر للانسحاب وفريقه بعد ان اكتشف المنظمون ان زميله كريستيان موريني تناول المنشطات.
ومع اقتراب موعد اولمبياد بكين 2008، عاد ويغينز للتركيز على سباقات السرعة ضد الساعة واثمر ذلك عن نيله ذهبيتي المطاردة الفردية لمسافة 4 كلم، ومطاردة الفرق، لكن في سباق الطرقات وصلت مسيرته الى حائط مسدود.
لكن نقطة التحول كانت عام 2009 عندما انضم لفريق quot;غارمينquot; اذ خرج من الظل وانهى السباق الفرنسي بالمركز الرابع ما دفع فريق quot;سكايquot; الى السعي جاهدا من اجل التعاقد معه وهذا ما حصل في 2010 الا ان النتيجة الاولية لهذه الشراكة كانت مخيبة لانه انهى سباق 2010 في المركز الثالث والعشرين، ثم تلقى ضربة اضافية عام 2011 عندما فقد السيطرة على دراجته في المرحلة السابعة وخرج من السباق.
لكن هذه الانتكاسات جعلت من ويغينز اكثر عزما وساهمت في ان تجعله اكثر اصرارا على تحقيق الحلم الذي راوده منذ الطفولة وقد نجح العام الماضي في تحقيق ما ارده منذ 20 عاما.















التعليقات