وأخيرا اقتنص البرازيليون لقبهم الاولمبي الضائع من داخل معبدهم الكروي "ماراكانا"، عندما قادهم الولد الذهبي نيمار الى الفوز على المانيا بركلات الترجيح 5-4 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي، السبت في نهائي مسابقة كرة القدم للرجال في العاب ريو دي جانيرو الاولمبية.

 وطردت البرازيل قسما من شياطينها على ارضها، فبعد خسارتها المؤلمة امام الاوروغواي 1-2 في المباراة الحاسمة لمونديال 1950 في الملعب المهيب قبل تجديده، ثم سقوطها المفجع امام المانيا بالذات 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014 في بيلو هوريزونتي، اكملت مجموعة القابها بذهبية بحثت عنها في 13 مشاركة اولمبية من دون جدوى.
 
صحيح ان منافسات الاولمبياد تضم لاعبين تحت 23 سنة مطعمين بثلاثة من الكبار، الا ان الفوز البرازيلي بلسم جراح الكاريوكا، ومنحهم الميدالية الذهبية الالذ طعما في هذه الالعاب، فاضافوها الى كأس العالم وكوبا اميركا وكأس القارات.
 
قبل ريو 2016، افلتت الذهبية من البرازيل ثلاث مرات في النهائي، فخسرت في لوس انجليس 1984 امام فرنسا صفر-2، وسيول 1988 امام الاتحاد السوفياتي 2-1 بعد التمديد، ثم في النسخة الماضية في لندن 2012 امام المكسيك 1-2 عندما كان نيمار في صفوفها، لكن النهائي الرابع تحقق في عقر دارهم وملعبهم الذي تحول اخيرا من نقمة عليهم الى نعمة.
 
- نيمار قلب الفريق -
 
كان نيمار العقل الهجومي للبرازيل، فبعد نصف نهائي كأس العالم عندما غاب عن مواجهة المانيا الكارثية لاصابته بظهره في مباراة كولومبيا، ثم غيابه عن خسارة ربع نهائي كوبا اميركا 2015 امام البارغواي بركلات الترجيح، ورفض برشلونة مشاركته مع بلاده في كوبا اميركا الاخيرة مع بلاده خوفا من اجهاده، بحث مهاجم برشلونة الاسباني عن ثأر شخصي.
 
كان له ما اراد على ملعب منح فيه البرازيل سابقا لقب كأس القارات 2013 عندما سجل احد اهداف الفوز على اسبانيا (3-صفر).
 
وسجل نيمار هدف الافتتاح من ركلة حرة رائعة ثم انتظر حتى اللحظة القاتلة ليجسد دور البطل الكبير بترجمة ركلة الترجيح الحاسمة.
 
ودخلت البرازيل المباراة النهائية وشباكها لم تهتز ولو لمرة واحدة، فيما سجل هجومها 12 هدفا.
 
والتقى الفريقان 3 مرات في الاولمبياد: ربع نهائي 1952 عندما فازت المانيا 4-2، الدور الاول في 1984 حيث فازت البرازيل 1-صفر، ونصف نهائي 1988 عندما فازت البرازيل بركلات الترجيح 3-2 بعد تعادلهما 1-1.
 
بدورها فشلت المانيا في التتويج الاولمبي من اول نهائي لها، اذ غابت منذ 1988 وخرجت فائزة للمرة الاولى من الدور نصف النهائي الذي سقطت فيه مرتين في السابق عام 1964 عندما خرجت على يد تشيكوسلوفاكيا (1-2) وعام 1988 حين خاض مشاركته الاولمبية الاخيرة وخرجت على يد البرازيل بالذات بركلات الترجيح.
 
وفشلت المانيا ان تكون ثاني منتخب فقط يتوج بطلا للعالم ثم بطلا اولمبيا بعدها بعامين، وذلك الى جانب ايطاليا التي احرزت كأس العالم عام 1934 على ارضها ثم بالذهبية الاولمبية عام 1936 في برلين.
 
- تقدم برازيلي والالمان يفرضون ركلات الحظ -
 
معظم الكرات البرازيلية مرت في الشوط الاول بلاعب الوسط المخضرم ريناتو اوغوستو، فيما حاول الاخوان زفن ولارس بندر قطع الكرات وايصالها الى سيرج غنابري وديفي سيلكه.
 
ومن احداها هيأ غنابري الكرة ليوليان براندت على حافة المنطقة، فاطلقها لولبية رائعة هبطت على عارضة الحارس ويفيرتون، تابعها بنظره تنقذ مرماه من هدف الماني محقق (10).
 
ورد نيمار بتمريرة في عمق الدفاع الى دوغلاس سانتوس عسكها عرضية بيسراه الى لوان تابعها في الدفاع المتربص (14).
 
وكانت البرازيل الطرف الاكثر استحواذا للكرة في اول ثلث ساعة، وحاولت مرارا اختراق المنطقة الالمانية، فجربت مجددا من ركنية تابعها الدفاع رودريغو كايو بجانب القائم الايمن لمرمى الحارس تيمو هورن (23).
 
وبعد عدة ركلات ثابتة للمضيف، نفذ نيمار ركلة حرة بالغة الروعة في المقص الايمن لمرمى هورن بمساعدة العارضة مفتتحا التسجيل ومطلقا عاصفة تشجيع جنونية في ملعب تبلغ سعته 78 الف متفرج واكثريته الساحقة داعمة للفريق الاصفر (27).
 
احتفل نيمار، مهاجم برشلونة الاسباني، امام الجماهير الهائجة بفتح يديه على طريق العداء الجامايكي الاسطوري اوساين بولت الذي كان حاضرا بين الجماهير.
 
بسرعة كبيرة، حاولت لاعبو المدرب هورست هروبيش الرد ، وحصلت على فرصتين في غاية الخطورة الاولى من ضربة حرة من الطرف الجانبي الايسر للمنطقة ارتدت من ماركينيوس والعارضة الى ركنية، وبعدها انقذ الحارس ويفيرتون مرماه ببراعة منقذا سيليساو من هدف التعادل (31).
 
استمر النحس الالماني مع العارضة، فمن ضربة حرة لبراندت تابعها سفن بندر بمضايقة من ريناتو اوغوستو حرمت المانشافت من التعادل (35).
 
امتصت البرازيل ردة فعل الالمان بعد الهدف الاول، نيمار يطالب الجماهير، المشتعلة اصلا، بمزيد من التشجيع، فنجح ابناء المدرب روجيريو ميكال بالدخول الى غرف الملابس متقدمين 1-صفر.
 
في بداية الشوط الثاني، كانت المانيا الافضل، فاستحوذت الكرة حتى الدقيقة 59 عندما وصلت عرضية جيريمي توليان من الجهة اليمنى الى القائد مكسيميليان ماير الخالي من الرقابة داخل المنطقة، فسددها بيمناه ارضية الى يمين الحارس الذي اهتزت شباكه لاول مرة في الدورة.
 
انتفضت البرايل، ومن انطلاقة سريعة لريناتو اوغوستو على الجهة اليمنى سددها غابرييل جيزوس المندفع من الخلف قريبة جدا من القائم الايسر (65).
 
وبدأت الاجواء تغلي في اخر ثلث ساعة في ظل رغبة برازيلية بعدم الدخول في وقت اضافي ومع فورة هجومية من دون نجاعة، من بينها تسديدة من خارح المنطقة لنيمار جاورت القائم الايمن (77).
 
تسرع بعدها لوان بالتسديد بين يدي الحارس والمرمى مكشوف امامه (78)، تبعه مهاجم بالميراس الواعد غابريل جيزوس، الذي سيلتحق بمانشستر سيتي الانكليزي عام 2017، بكرة ارضية خارج الخشبات (80).
 
اطبقت البرازيل بشكل رهيب على الالمان في اخر ربع ساعة، وكان الحارس هورن متيقظا دوما لسد اي فراغ دفاعي، الى ان انتهى الوقت الاصلي بالتعادل 1-1.
 
بدأ الشوط الاضافي الاول مع تغيير برازيلي بدخول رافينيا الكانتارا بدلا من جيزوس غير الموفق (95)، تباطأ بعدها لوان المنفرد من منتصف الملعب في ترجمة كرته امام الدفاع الالماني المرتد، رد عليها لاعب باير ليفركوزن براندت بكرة طائرة رائعة من داخل المنطقة علت العارضة البرازيلية (97).
 
وندرت الفرص في الشوطين الاضافيين تحسبا لاي خطأ دفاعي وبسبب الارهاق، لكن نيمار لعب مطلع الثاني بينية وصلت الى فيليبي اندرسون المنفرد سددها في الحارس (106).
 
وفي ركلات الترجيح افتتح ماتياس غينتر لالمانيا وكاد يصدها ويفيرتون 1-صفر، ثم عادل ريناتو اوغوستو 1-1. وتقدم سيرج غنابري بكرة كاد يصدها ايضا ويفيرتون 2-1 ثم عادل ماركينيوس 2-2. ومنح يوليان براندت التقدم لالمانيا 3-2 ثم عادل رافينيا بيسراه ارضية 3-3.
 
مرة جديدة تقدمت المانيا عبر نيكلاس سويلي انقض عليها ويفيرتون 4-3 قبل ان يعادل لوان 4-4.
 
واهدر نيلز بيترسن الركلة الاخيرة لالمانيا صدها ويفيرتون، قبل ان يفجر نيمار فرحة لا توصف في الملعب مسجلا هدف الفوز (5-4).
 
* مثل البرازيل: ويفيرتون- زيكا ورودريغو كايو وماركينيوس وريناتو اوغوستو ودوغلاس سانتوس ولوان وغابرييل بربوزا (فيليبي اندرسون 69) ونيمار وغابرييل جيزوس (رافينيا الكانتارا 95) ووالاس
 
+ مثل المانيا: تيمو هورن- جيريمي توليان ولوكاس كلوسترمان وماتياس غينتر ونيكلاس سويلي وزفن بندر (ماكس كريستيانسن 115) ومكسيميليان ماير ولارس بندر (غريشا برومل 68) وديفي سيلكه (نيلز بيترسن 76) ويوليان براندت وسيرج غنابري.
 
شاهد ملخص المباراة و ركلات الترجيح