لم يتطرق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وعمدة لوس انجليس اريك غارسيتي مباشرة الى التنافس على استضافة أولمبياد 2024 عشية تقديم ملف باريس ولوس انجليس أمام اللجنة الأولمبية الدولية، واكتفيا بالحديث عن القيم الأولمبية في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها العالم.

وسافر ماكرون وغارسيتي الى لوزان حيث مقر اللجنة الأولمبية الدولية من أجل تقديم دعمهما لملفي باريس ولوس انجليس المرشحتين الوحيدتين في السباق على استضافة اولمبياد 2024.

وتعتبر باريس المرشحة الأوفر حظا لتنظيم اولمبياد 2024، لكن هناك توجه لكي يخرج الطرفان فائزين في عملية التصويت من خلال حصول الطرف الخاسر على حق تنظيم نسخة 2028.

والمدينتان هما المرشحتان الوحيدتان لاستضافة نسخة 2024، والتي من المقرر ان تختار اللجنة مدينتها المضيفة خلال اجتماع جمعيتها العمومية في ليما في 13 أيلول/سبتمبر. الا ان باخ، وسعيا لعدم خسارة مدينتين مرشحتين من هذا الحجم، دفع في اتجاه اعتماد تصويت مزدوج لاختيار مدينتين مضيفتين لأولمبيادي 2024 و2028، وهو ما ستصوت عليه اللجنة الثلاثاء.

والمح القيمون على ملف لوس انجليس أنهم منفتحون على فكرة استضافة نسخة 2028، وذلك خلافا لمسؤولي ملف باريس الذين تمسكوا باستضافة نسخة 2024 حصرا، وفي حال حصلت العاصمة الفرنسية على مبتغاها ستحيي بذلك الذكرى المئوية لدورة 1924 التي أقيمت على أرضها، علما انها استضافت ايضا دورة عام 1900.

ولم يتطرق ماركون أو غارسيتي مباشرة الى المنافسة على استضافة نسخة 2024، بل كان تركيزهما منصبا على الحاجة الى قيم الحركة الأولمبية في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها العالم.

وقال ماكرون بعد لقائه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ "في عالم محطم تتجدد فيه التوترات، نحن بحاجة الى قيم السلام والتسامح التي تعكسها وتجسدها بقوة الحركة الأولمبية".

وزار ماكرون والسيدة الأولى بريجيت ورئيسة بلدية باريس آن هيدالغو إضافة الى مسؤولين كبار آخرين عن ملف باريس، المتحف الأولمبي في لوزان بصحبة باخ.

وأكد الرئيس الفرنسي أنه يمثل فريق باريس المدعوم بـ"الوحدة الكاملة للبلاد".

ومنذ وصوله الى السلطة، دافع ماكرون بشدة عن الملف الباريسي. وبعد 5 ايام فقط على انتخابه وحتى قبل تنصيبه، اتصل الرئيس الفرنسي برئيس اللجنة الاولمبية الدولية لتأكيد التزام فرنسا "لصالح ترشيح" باريس لاولمبياد 2024.

وفي 16 ايار/مايو الماضي وقبل يومين على تنصيبه، استقبل ماكرون لجنة التقييم التابعة للجنة الاولمبية الدولية التي جاءت الى باريس لزيارة المواقع المستقبلية التي ستحتضن الالعاب في حال فوز العاصمة الفرنسية.

وخلال اليومين الاولمبيين في 23 و24 حزيران/يونيو الماضي، خلع ماكرون سترته ليتبادل بعض الكرات على ملعب صغير مؤقت لكرة المضرب وضع على جسر الكسندر الثالث، بالاضافة الى قيامه بذلك على كرسي متحرك

أما بالنسبة لعمدة لوس انجليس، فوعد بدوره باعادة الألعاب الأولمبية الى الولايات المتحدة ومدينته بشكل خاص، مجددا في الوقت ذاته دعمه لخطة التصويت المزدوج على أولمبيادي 2024 و2028.

وقال غارسيتي للصحافيين بحضور باخ "أمامنا مهمتان: الأولى إعادة أميركا الى الألعاب الأولمبية والألعاب الأولمبية الى أميركا، والثانية اعادة الألعاب الأولمبية الى لوس انجليس".

ورافق باخ عمدة لوس انجليس والمروجين لملف ترشح المدينة، وبينهم نجم سباقات السرعة السابق العداء مايكل جونسون، في جولة ايضا على المتحف الأولمبي قبل وصول مسؤولي ملف العاصمة الفرنسية برئاسة ماكرون. 

ولم يتطرق غارسيتي مباشرة الى المعركة على استضافة نسخة 2024 لكنه أشار أنه ورئيس ملف لوس انجليس كايسي فاسرمان "يرحبان" بخطوة التصويت المزدوج.

وأشار أن في إمكان لوس انجليس التي استضافت الألعاب عامي 1932 و1984، "أن تكون المدينة الأولمبية المثالية"، مضيفا "في هذه اللحظة الصعبة التي يعيشها العالم، حيث لا شيء مضمون، لنجلب ما نحن واثقون بأنه حقيقي وجيد وهو الحركة الأولمبية".