يبدو باريس سان جرمان مع نجمه البرازيلي نيمار مرشحا فوق العادة للاحتفاظ بلقبه في الدوري الفرنسي لكرة القدم الذي ينطلق الجمعة، بعد سيطرته الكاسحة على النسخة الأخيرة، فيما يظهر ليون ومرسيليا وموناكو كالعادة بين أبرز منافسيه.

هيمن الفريق المملوك قطريا وصاحب القدرة المالية الكبيرة على المنافسات المحلية للموسم الماضي، فتوج بلقب الدوري، الكأس وكأس الرابطة، وافتتح موسمه بفوز كبير بتشكيلة رديفة على موناكو 4-صفر في كأس الأبطال في مدينة شينزين الصينية الأسبوع الماضي.

ولم يخسر سان جرمان سوى 3 مباريات الموسم الماضي في الدوري الذي توج به قبل خمس مراحل على نهايته رسميا، متفوقا بـ13 نقطة على موناكو. امتلك أقوى هجوم (108 أهداف) وافضل دفاع (29)، ليغرد خارج السرب ويستعيد اللقب الذي خسره أمام موناكو في 2017.

لكن بعد فشله المستمر في منح اللقب القاري الأول لجماهيره وإدارته القطرية التي اشترته في 2011، أجرى فريق العاصمة نفضة نسبية في صفوفه، فتخلى عن مدربه الإسباني أوناي ايمري وجلب الألماني توماس توخل مدرب بوروسيا دورتموند السابق.

وعبر توخل الذي يختتم المرحلة الأولى على أرضه ضد كاين الأحد، عن اهتمامه بخط دفاعه الذي يضم البرازيليين تياغو سيلفا وماركينيوس والدولي الشاب بريسنيل كيمبيمبي "أنا قلق قليلا في ما يخص الدفاع.. إذا لعبنا بثلاثة في الخلف فهذا يعني انني بحاجة لقلب دفاع إضافي".

- بوفون الضيف الجديد -

كما تعاقد النادي الذي تأسس عام 1970 مع الحارس الإيطالي المخضرم جانلويجي بوفون (40 عاما) من يوفنتوس الإيطالي، احتفظ بلاعب وسطه أدريان رابيو المطارد من برشلونة الإسباني، فيما تخلى عن لاعب وسطه البديل الأرجنتيني خافيير باستوري إلى روما الإيطالي مقابل 28,6 مليون دولار أميركي وخسر لاعب وسطه المعتزل الإيطالي تياغو موتا.

والأهم لسان جرمان، المتوج 7 مرات باللقب في 1986 و1994 وبين 2013 و2016، احتفاظه بنجمه الأول البرازيلي نيمار الذي غاب عن الأشهر الأخيرة من الموسم الماضي بسبب جراحة في مشط قدمه، في ظل الأخبار عن رغبة ريال مدريد الإسباني بضمه.

ويتوقع أن يشكل نيمار ثنائيا ضاربا مع نجم مونديال روسيا الأخير الشاب كيليان مبابي، فضلا عن النجاعة التهديفية للأوروغوياني ادينسون كافاني الباحث عن لقب الهداف للموسم الثالث تواليا، لتعزيز حظوظ الفريق في المسابقة القارية الأولى التي ودعها سان جرمان أمام ريال مدريد في دور الـ16، ولم يبلغ دورها النصف نهائي في العهد القطري.

وسيكون التركيز كبيرا على مبابي الذي سيبلغ العشرين في كانون الأول/ديسمبر المقبل، اذ سجل 13 هدفا و7 تمريرات حاسمة بعد انتقاله من موناكو الموسم الماضي، وساهم بشكل فاعل في إحراز فرنسا لقبها الثاني في المونديال بعد 1998.

وأشاد بوفون بموهبة زميله الجديد الذي يصغره بنحو 20 عاما "من الواضح أنه يملك شيئا مختلفا عن الآخرين. آمل في أن يبقى متواضعا ويحتفظ برغبة التقدم وتقديم التضحيات. إذا نجح بذلك، سيترك بصمة في تاريخ كرة القدم ويكتب صفحات رائعة في هذه الرياضة".

أما أغلى لاعب في العالم ونجم برشلونة الإسباني السابق نيمار (19 هدفا و13 تمريرة حاسمة في 20 مباراة الموسم الماضي) الذي تعرض لانتقادات كبيرة في المونديال بسبب تمثيله المسرحي الزائد، فبدا متفائلا "نتوقع موسما ناجحا مع الكثير من الألقاب، وبالطبع نتوقع التتويج بدوري الأبطال، أهم مسابقة في العالم".

- موناكو يتخلى عن وسطه -

ولدى المنافسين، تجرد موناكو من نجوم وسطه الدولي توما ليمار المنتقل الى أتلتيكو مدريد الإسباني بصفقة خيالية، البرازيلي فابينيو الراحل إلى ليفربول الإنكليزي والبرتغالي جواو موتينيو المنتقل إلى وولفرهامبتون واندررز الانكليزي.

ويعد لاعب الوسط الروسي ألكسندر غولوفين من أبرز القادمين إلى الدوري بعد تعاقده مع الإدارة الروسية لموناكو، بصفقة مقدرة بثلاثين مليون يورو، وذلك اثر تألقه في مونديال 2018.

ويملك غولوفين (22 عاما) حسا تهديفيا ويأمل في ترك بصمة مع موناكو وصيف الموسم الماضي، بعد بروزه في السنوات الماضية محليا في صفوف سسكا موسكو، لكنه تعرض لإصابة بكاحله ستبعده على الأرجح عن مواجهة مضيفه نانت السبت.

واحتفظ موناكو بمهاجمه الكولومبي المخضرم راداميل فالكاو صاحب 18 هدفا الموسم الماضي، فيما جلب المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم العاجي جان-أود أهولو.

وإلى موناكو، يبدو ليون صاحب ستة ألقاب متتالية بين 2002 و2008 والعائد إلى دوري الأبطال، من المنافسين خصوصا إذا احتفظ بنجمه الدولي نبيل فقير المطلوب من ليفربول الإنكليزي بعد تسجيله 18 هدفا في 30 مباراة الموسم الماضي.

وعزز فريق المدرب برونو جينيزيو دفاعه بضم المميز ليو دوبوا من نانت واحتفظ بمهاجمه الهولندي ممفيس ديباي صاحب 19 هدفا الموسم الماضي.

أما مرسيليا، حامل اللقب تسع مرات ورابع الموسم الماضي، فيعول على نجمه دميتري باييت الغائب عن المونديال بسبب الإصابة ومهاجمه الدولي فلوريان توفان صاحب 22 هدفا الموسم الماضي.

ويفتتح مرسيليا الذي يخوض الدوري الاوروبي وموسمه الـ69 في الدرجة الأولى، الدوري الجمعة عندما يستضيف تولوز، علما بان المدرب رودي غارسيا عزز صفوفه بقلب الدفاع الكرواتي الشاب دويي تشاليتا-سار الذي كان بديلا في رحلة بلاده نحو وصافة مونديال روسيا.

- تبديلات المدربين -

وأجرت عدة أندية تغييرات على صعيد المدربين، فترك الإيطالي كلاويدو رانييري نادي نانت لحساب البرتغالي ميغل كاردوسو، واستقدم نيس الجنوبي، ثامن الموسم الماضي، بطل العالم السابق باتريك فييرا (42 عاما) مدرب نيويورك سيتي أف سي الأميركي سابقا.&

ويطمح نيس الى المشاركة القارية والحفاظ على هدافه المشاغب الإيطالي ماريو بالوتيلي (18 هدفا في موسم 2018)، لتعويض رحيل العاجي جان ميشال سيري إلى فولهام الإنكليزي والحسان بليا إلى بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني.

ويعود رينس، حامل اللقب 6 مرات في الخمسينيات، إلى الدرجة الأولى بعد غياب سنتين اثر تصدره دوري الدرجة الثانية بفارق 15 نقطة عن نيم الصاعد بعد غياب 25 عاما، لكنه خسر العديد من نجومه على غرار هداف الدوري تيوسون سيباتشو المنتقل إلى رين.

ويتأهل بطل الدوري ووصيفه مباشرة إلى دوري الأبطال للموسم المقبل، فيما يخوض الثالث الدور التمهيدي الثالث، إلا بحال تتويج أحد المتأهلين إلى دوري الأبطال بلقب الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، فيما يتأهل الرابع إلى الدوري الاوروبي ويخوض الخامس الدور التمهيدي الثاني من المسابقة الرديفة. ويهبط متذيل الترتيب ووصيفه الى الدرجة الثانية ويخوض الثامن عشر ملحقا مع فريق من الدرجة الثانية.