قبل أربع سنوات، كان الأولمبياد الشتوي في مدينة سوتشي الروسية مسرحا لأكبر عملية غش في تاريخ الرياضة، مع كوكتيلات من "الستيرويد" وعينات من البول مهربة سرا.

في شتاء 2014، كان النظام الرسمي للتنشط الروسي في أوجه، قبل أن يتم كشفه لاحقا بتقارير دولية مدوية. ترجمه مختبر موسكو في اشراف مديره السابق غريغوري رودتشنكوف، بمئات النتائج الايجابية لفحوص المنشطات، قبل تزويرها وتبييضها في بيانات الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، بحسب تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين الذي كلف بالتحقيق.

من الصعب القيام بذلك على شواطىء البحر الاسود خلال ألعاب سوتشي، نظرا للأعين المفتحة من المراقبين الدوليين. لكن رودتشنكوف قال "نحن غشاشون من المستوى العالي"، وذلك في فيلم عنه أعد الاميركي براين فوغل.

وبسب فشل التلاعب بالنتائج، تعين عليهم الغش في الفحوص والمحتوى الفعلي للعينات، من خلال التزود عكس التيار بعينات بول "نظيفة" من الرياضيين المعنيين بالبرنامج.

أبقي على عينات خالية من مزيج الستيرويد المنشطة، المجهزة من قبل الدكتور رودتشنكوف، بجوار مختبر سوتشي لمكافحة المنشطات، داخل مبنى لجهاز الأمن الفدرالي الروسي (اف اس بي)، حسب ما يروي العالم الروسي الذي تحول من كونه أحد العناصر الرئيسيين في هذا النظام، الى كاشف فضيحته ولاجىء في الولايات المتحدة.

- جهاز الامن في عين الفضيحة -

داخل مبنى شغله خبراء مكافحة المنشطات من جميع أنحاء العالم، حصل التلاعب ليلا. كانت العينات "أ" المقرر تحليلها فورا، تمرر من ثقب بين غرفة وأخرى حيث يتواجد رودتشنكوف صاحب اليد الخفيفة. أما العينات "ب" المقرر حفظها أو فتحها في حال وجود أي نتائج مشبوهة للعينة "أ"، فكانت تستبدل من قبل عملاء جهاز الامن الفدرالي، حسب ما يروي رودشتنكوف الذي وثقت شهادته في تقرير ماكلارين ثم تقرير شميدت الذي طلبته اللجنة الاولمبية الدولية.

يبقى عائق وحيد: كيفية فتح وإعادة إغلاق زجاجات منيعة، بأنظمة أمن مختلفة، من دون كسرها؟ وضع جهاز الامن خطة من دون ترك أي أثر للعين المجردة. في المجلد الثاني من تقريره، أشار ماكلارين الى ان 44 زجاجة من العينة "ب" قام بفحصها، عانت من خدوش ومن علامات تغيير.

ونفت موسكو دوما وجود نظام تنشيط ممنهج من الحكومة، متهمة رودتشنكوف بانه المسؤول الوحيد لمخالفات مختبر موسكو.

وأدت الفضيحة الى ابعاد اللجنة الاولمبية الدولية الرياضيين الروس عن اولمبياد بيونغ تشانغ الشتوي الذي ينطلق هذا الاسبوع في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، لكنها قبلت مشاركة 169 رياضيا تحت مسمى "رياضيون اولمبيون من روسيا"، اصبح عددهم 168 بعد تضامن متزحلقة على الجليد مع زملائها.

في المقابل، بيضت محكمة التحكيم الرياضي في لوزان صفحة 28 رياضيا من اصل 43 موقوفين مدى الحياة من قبل اللجنة الاولمبية الدولية، في خطوة انتقدتها الحركتان الاولمبية ومكافحة المنشطات. وقد استعادت روسيا تسعا من ميداليتها الـ13 التي سحبت منها والمركز الاول في ترتيب الدول في اولمبياد سوتشي.