أحرز الحارس الأسطوري دينو زوف لقب كأس العالم في كرة القدم 1982 مع المنتخب الايطالي في سن الأربعين، ما جعل منه أكبر لاعب متوج في تاريخ البطولة. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، تحدث زوف عن استعداداته لمتابعة مونديال روسيا 2018 الذي يقام بين 14 حزيران/يونيو و15 تموز/يوليو، والذي سيغيب عنه أبطال العالم أربع مرات للمرة الأولى منذ 60 عاما.
* سؤال: كيف اختبرت الملحق الأوروبي ضد السويد؟
زوف: في منزلي، مع عائلتي. كان صعبا، بالتأكيد، بعد 60 عاما من التواجد الايطالي الدائم في المونديال. نستعرض المنتخبات المشاركة وبعض الألقاب التي أحرزناها، تاريخنا. بالنسبة إليّ، الحارس الذي أمضى فترة طويلة في التشكيلة، الأمر مؤلم. ان تضطر ايطاليا لمتابعة مونديال لن تكون حاضرة فيه، ليس أمرا طبيعيا. هذه لن تشبه كأسا للعالم، الا انها تبقى كأسا للعالم. الناس في ايطاليا متعلقون جدا بكرة القدم وسيتابعونها رغم كل شيء. الا انه سيكون من الصعب رؤية، مثلا منتخبا عاديا يشارك، بينما نحن الذين دون اسمنا في تاريخ كرة القدم مع أربعة ألقاب، حرمنا من ذلك".
* سؤال: ماذا تمثل كأس العالم في حياتك؟
زوف: بالنسبة إلي، هي أكبر شيء، المطلق، الفرحة الأكبر. بلوغ القمة في مجالك، في سن الأربعين، كحامل لشارة القائد... كانت فرحة، قمة مسيرتي لأن المونديال هو قمة كرة القدم.
* سؤال: ماذا يعني لك ان تكون ايطاليا في المرتبة 20 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)؟
زوف: غير مشاركة في كأس العالم، في المركز العشرين في التصنيف العالمي... لا أحب التحدث عن الحقبة التي كنت فيها، الا اننا كنا دائما في المراكز الأولى. هذه إشارة سيئة بالنسبة الى كرة القدم الايطالية.
* سؤال: الا ان الأندية تقدم أداء جيدا...
زوف: نعم، لكن مع العديد من اللاعبين الأجانب. في أي حال، المنتخب يحتاج الى إعادة بناء، وثمة شبان واعدون، الا ان عددهم ليس كبيرا. ثمة جيل انتهى وعلينا ان نبدأ بالايمان بالمستقبل. في 2006، أحرزت ايطاليا كأس العالم (في ألمانيا) بصعوبة، بأهداف من لا شيء، بعد ركلة ركنية... إلخ. الا انها كانت تحظى بجيل كبير. أنا أيضا، كمدرب، حظيت بجيل كبير عام 2000، وكان يجدر بنا ان نتوج بلقب بطولة الأمم الأوروبية. حاليا، علينا الانتظار والعمل على الناشئين. الناشئون هم المستقبل.
* سؤال: يتردد غالبا ان ايطاليا مهووسة بالتكتيك، وان الناشئين لا يركزون بما يكفي على المهارة التقنية...
زوف: التقنية، التكتيك، الجانب البدني، يجب تطوير كل ذلك لدى الناشئين. لكن بالأخص، وحتى سن معينة، يجب ترك الحرية لهم. أحيانا لدي انطباع اننا نؤهل الشبان كما نربي الدجاج في مزرعة. على الطفل ان يتطور، لا ان يبدأ مع قواعد صارمة. علينا ان ندفعهم للعب أكثر، بما في ذلك في المدرسة. كم مرة في الأسبوع يمكن للطفل ان يذهب الى أكاديمية كرة القدم؟ مرة، مرتان، لأن ثمة دروس (...) الأمر بات أصعب بكثير مما مضى.
* سؤال: هل تعتقد ان الوضع تغير مقارنة مع الحقبة التي لعبت خلالها؟
زوف: لم نكن الأفضل الا اننا كنا نعمل بطريقة مختلفة، لكن الظروف كانت ملائمة أكثر. لم يعد في امكاننا ان نرسل فتى للعب في الحديقة او في الشارع لساعات. ولا يمكننا ان نقارن بين لعب كرة القدم ثلاث ساعات في المدرسة، ومزاولتها لسبع ساعات أو 14 أو 21 ساعة. في أيامي كنا نلعب ثماني ساعات يوميا، من الأولى بعد الظهر حتى موعد العشاء.
* سؤال: الا ان وضع كرة القدم في ايطاليا ليس مهددا...
زوف: ايطاليا هي بلد كرة قدم لان تقليد (اللعبة) موجود. هذا يعود الى زمن بعيد، أحرزنا كأس العالم، بطولة أوروبا. هذه لعبة بسيطة، شعبية، تتمتع بكل ما يلزم لتبقى رياضة ذات قيمة.
التعليقات