عاد حامل اللقب البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس بقوة الى منافسات بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، محققا الأحد فوزه الثاني تواليا في جائزة اسبانيا الكبرى، ليوسع الفارق في صدارة الترتيب العام مع الالماني سيباستيان فيتل سائق فيراري الى 17 نقطة.

وأحرز هاميلتون لقب المرحلة الخامسة من البطولة، والتي أقيمت على حلبة كاتالونيا، وقدم عرضا يظهر عودته بقوة الى الميدان بعد تفوق فيتل في المراحل الأولى، لكن الألماني اكتفى بالحلول رابعا للمرة الثانية تواليا أيضا.

وهيمن هاميلتون بطل العالم أربع مرات، على السباق من البداية مع انطلاقه في المركز الأول، الى حين عبوره خط النهاية. ومنح زميله الفنلندي فالتيري بوتاس فريق مرسيدس، ثنائية في السباق على غرار ثنائية الانطلاق بعد تفوقهما في التجارب الرسمية، بينما حل سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن في المركز الثالث.

وحقق هاميلتون الفوز الـ 64 في مسيرته من أصل 213 سباقا شارك بها، بعدما حقق المركز الأول عند الانطلاق للمرة 74 في مسيرته.

وقال هاميلتون عبر جهاز الاتصال الداخلي مع فريقه لدى عبوره خط النهاية "عمل رائع! (...) اليوم شعرت بهذا التعاضد مع السيارة الذي لم أشعر به حتى الآن هذه السنة، وعلينا ان نكرر القيام بذلك".

والمفارقة ان فيتل بات يبتعد بعد السباق الخامس، بفارق 17 نقطة عن هاميلتون، وهو الفارق نفسه الذي صنعه الالماني بطل العالم أربع مرات، بعد المراحل الثلاث الأولى من البطولة هذه السنة، اذ توج بالسباقين الأولين في استراليا والبحرين، قبل ان يؤول السباق الثالث لصالح سائق فريق ريد بول الاسترالي دانيال ريكياردو.

- "نتيجة جيدة" لمرسيدس -

وكان فيتل قادرا على تهديد هاميلتون، لاسيما بعد تمكنه من تجاوز بوتاس عند المنعطف الأول بعد الانطلاق وانتزاع المركز الثاني، الا انه أخطأ بقرار الدخول الثاني الى حظيرة فريقه أثناء وجود افتراضي لسيارة الأمان، ما كلفه مركزين.

وقال بوتاس بعد السباق "بالطبع أردت ان أنافس على الفوز، الا ان هذه نتيجة جيدة لصالح الفريق".

ووسعت مرسيدس أيضا الفارق في صدارة ترتيب الصانعين (153 نقطة مقابل 126 لفيراري)، لاسيما في ظل انسحاب زميل فيتل الفنلندي كيمي رايكونن من سباق الأحد بسبب مشكلة في المحرك.

وحل ريكياردو في المركز الخامس متقدما على الدنماركي كيفن ماغنوسن سائق هاس، والاسباني كارلوس ساينز سائق رينو، ومواطنه بطل العالم مرتين فرناندو ألونسو سائق ماكلارين.

ولم يتمكن سوى 14 سائقا من أصل 20 من إكمال السباق حتى النهاية.

وحقق هاميلتون انطلاقة سلسلة حافظ فيها على المركز الأول، بينما ضغط فيتل بشكل كبير على بوتاس وتمكن من انتزاع المركز الثاني. الا ان سيارة الأمان اضطرت للتدخل منذ اللفة الأولى بعد الحادث الكبير الذي شمل ثلاث سيارات تعود للفرنسي رومان غروجان (هاس) ومواطنه بيار غاسلي (تورو روسو) والالماني نيكو هولكنبرغ (رينو).

ووقع الحادث بعد خروج سيارة غروجان عن السيطرة عند المنعطف الثالث، وخروجه لبعض الشيء عن الحلبة وعودته الى منتصفها، ليصطدم به غاسلي وهولكنبرغ بشكل مباشر بعدما عجزا عن تفاديه.

واحتاج غروجان الى البقاء بعض الوقت على جانب الحلبة، مبقيا على خوذته وجالسا بهدوء على درج، الى ان تم نقله الى المركز الطبي للخضوع لبعض الفحوص على اثر الصدمة القوية التي تلقاها جراء اصطدام سيارتين به. الا انه قام بالمشي بنفسه دون أثر لإصابة ظاهرة.

وخرجت سيارة الأمان من الحلبة في اللفة السابعة، ما أتاح لهاميلتون توسيع الفارق عن فيتل، بينما بدت سيارة مرسيدس أفضل أداء مع تمكن بوتاس من الاقتراب من الالماني. وبحلول اللفة العاشرة، بدأ هاميلتون بتحطيم الرقم القياسي للحلبة خلال السباق، علما ان أسرع لفة اليوم آلت في نهاية المطاف الى ريكياردو مع 1:18,441 دقيقة.

وأوصل هاميلتون الفارق في اللفة 17 الى سبع ثوان، من دون ان تغيير في ترتيب ملاحقيه المباشرين فيتل الثاني وبوتاس الثالث.

وبعد مرور 40 لفة من أصل 60، انسحب سائق فورس انديا الفرنسي استيبان أوكون بسبب مشكلة في المحرك، ما دفع مفوضي السباق الى اعتماد دخول افتراضي لسيارة الأمان. وبقي هاميلتون المتصدر على الحلبة متقدما على فيتل بفارق 12 نقطة، بينما دخل الأخير الى حظيرة فريقه لتبديل الاطارات، الا انه بدا أبطأ من المعتاد، وخرج في المركز الرابع.

ومع استئناف السباق في اللفة 43، كان هاميلتون يحظى بفارق مريح عن بوتاس وصل الى 15 ثانية، بينما ثبت فيرشتابن موقعه في المركز الثالث، على رغم تعرض جناح سيارته الأمامي لضرر بسيط في بداية السباق بعد احتكاك، الا ان فريقه طلب منه مواصلة السباق.