ودع النجم البلجيكي ادين هازار تشلسي الإنكليزي بأفضل طريقة قبل انتقاله المرتقب الى ريال مدريد الاسباني، عندما سجل ثنائية وقاده الى لقبه الثاني في مسابقة "يوروبا ليغ" لكرة القدم على حساب جاره أرسنال 4-1، الاربعاء في المباراة النهائية في العاصمة الاذربيجانية باكو.

وقال هازار بعد المباراة في تصريح لقناة "بي تي سبورت" البريطانية "أعتقد بأنه وداع، لكن في كرة القدم لا أحد يعلم"، في تلميح الى رحيله المرتقب الى ريال مدريد بعد قرابة سبعة أعوام أمضاها في ملعب "ستامفورد بريدج".

وسجل لتشلسي الفرنسي أوليفييه جيرو (49)، الاسباني بيدرو رودريغيز (60) وهازار (65 من ركلة جزاء و72)، ولأرسنال النيجيري أليكس ايوبي (69).

تابع هازار "كنت أحلم باللعب في البريمير ليغ وحققت ذلك مع أحد أكبر الاندية لذا حان الوقت مع تحد جديد".

وجاء الشوط الاول متكافئا بين الطرفين، لكن في الثاني سيطر تشلسي وتقدم بثلاثية نظيفة بفضل تألق هازار وجيرو، قبل ان يحسم المواجهة 4-1.

وهذا اللقب القاري الخامس الكبير لتشلسي بعد دوري الابطال 2012 والدوري الاوروبي 2013 وكأس الكؤوس الاوروبية 1971 و1998، فيما عجز أرسنال عن احراز لقبه القاري الثاني والاول منذ كأس الكؤوس الاوروبية 1994، وبالتالي ضمان تذكرة التأهل الى مسابقة دوري الابطال، ما فتح المجال لليون الفرنسي بالتأهل مباشرة الى دور المجموعات دون الاضطرار لخوض دور تمهيدي.

وبرغم انتقادات لاذعة لمدربه الإيطالي الجديد ماوريتسيو ساري، أنهى تشلسي موسمه بعلامة إيجابية بالتتويج في المسابقة القارية الرديفة، الحلول في المركز الثالث في الدوري المحلي وضمانه المشاركة في دوري الابطال وبلوغ نهائي كأس الرابطة حيث خسر أمام مانشستر سيتي بركلات الترجيح.

- ساري يبتسم وايمري يعجز -

لكن ساري (60 عاما) الذي قاد تشلسي لأن يصبح أول فريق يتوج بطلا لمسابقة "يوروبا ليغ" من دون أن يخسر، خاض ربما مواجهته الاخيرة مع فريق غرب لندن، في ظل تقارير عن افتقاده ثقة غرف الملابس في تشلسي وترشيحه لتولي تدريب يوفنتوس بطل إيطاليا وخلافة ماسيميليانو أليغري.

وكان أرسنال يمني النفس باحراز لقبه القاري الاول منذ كأس الكؤوس الأوروبية 1994 على حساب بارما الإيطالي، لكن نحسه في المباريات النهائية القارية استمر مع خسارة سادسة في سبع مباريات.

وحملت المباراة نكسة مزدوجة لارسنال، فالى خسارته اللقب كان الفوز يتيح له المشاركة في مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل، بعدما اكتفى بالحلول خامسا في الدوري الإنكليزي، خارج المراكز الأربعة المؤهلة.

كما حُرم مدربه الاسباني أوناي ايمري (47 عاما)، القادم من باريس سان جرمان الفرنسي، من احراز لقبه الرابع بعد تتويجه ثلاث مرات مع اشبيلية بين 2014 و2016.

وفشل ارسنال بالثأر لخسارته أمام تشلسي في ربع نهائي دوري الأبطال 2004 (3-2 بمجموع المباراتين).

وكان أول نهائي قاري كبير بين فريقين إنكليزيين منذ 11 عاما بعد خسارة تشلسي أمام مانشستر يونايتد بركلات الترجيح في دوري الأبطال 2008، علما بأن ليفربول وتوتنهام الإنكليزيين يتواجهان السبت في نهائي دوري الأبطال في مدريد.

وكان النهائي الثالث منذ أن حلت "يوروبا ليغ" بدلا من كأس الاتحاد الأوروبي موسم 2009-2010، بين فريقين من البلد عينه (الأول عام 2011 حين فاز بورتو البرتغالي على براغا 1-صفر في دبلن، والثاني بعدها بعام حين تغلب أتلتيكو مدريد الإسباني على أتلتيك بلباو 3-صفر في بوخارست).

- جيرو لا يحتفل -

على الملعب الأولمبي في باكو، بدت المدرجات ممتلئة، بعد جدل كبير حول عدم تمكن ناديي ارسنال وتشلسي من بيع التذاكر المخصصة لهما بسبب المسافة البعيدة بين لندن وباكو (نحو 8 آلاف كلم ذهابا وايابا).

وغاب عن أرسنال لاعب وسطه الأرميني هنريك مخيتاريان، بعدما آثر عدم الانتقال الى أذربيجان في ظل التوتر السياسي بينها وبين بلاده لاسيما النزاع حول إقليم ناغورني قره باخ.

وشارك لاعب الوسط الفرنسي الدولي نغولو كانتي أساسيا بعدما كان الشك يحوم حول مشاركته لاصابته في تمارين نهاية الاسبوع.

وجاءت بداية الشوط الاول لمصلحة ارسنال وحصل على عدة فرص للتسجيل، بيد ان تشلسي امتلك المبادرة في نهايته وكانت فرصه أخطر أمام مرمى "المدفعجية".

وكانت أولى فرص ارسنال من تسديدة لمهاجمه الغابوني بيار ايمريك اوباميانغ لم تكن محكمة من داخل المنطقة بعد تشتيت الحارس الاسباني كيبا&اريسابالاغا عرضية (9).

وطالب ارسنال بعدها بركلة جزاء اثر سقوط المهاجم الفرنسي ألكسندر لاكازيت امام الحارس الاسباني كيبا (18).

وبدت نوايا ارسنال واضحة بهز الشباك، لكن تسديدة لاعب الوسط السويسري غرانيت تشاكا الصاروخية من خارج المنطقة لامست العارضة في اخطر فرص ارسنال في هذا الشوط (27).

وخرج تشلسي من منطقته، وسدد الظهير الايسر البرازيلي ايمرسون بالمييري كرة قوية من داخل المنطقة صدها الحارس التشيكي بتر تشيك ببراعة (34).

لكن الفرصة التالية كانت أقرب من الشباك، من تسديدة للمهاجم جيرو، لاعب ارسنال السابق، لعبها ارضية بيسراه من داخل المنطقة لكن تشيك تعملق وابعدها الى ركنية (39).

وخاض تشيك (37 عاما) مباراته الاخيرة قبل اعتزاله وانتقاله المحتمل لتولي منصب اداري مع فريقه السابق تشلسي الذي ذاد عن مرماه 11 موسما توّج خلالها بـ13 لقبا.

- خماسية في الشوط الثاني -

في الشوط الثاني، بكر تشلسي في كسر التعادل من رأسية متقنة لجيرو بعد عرضية من ايمرسون سكنت الزاوية اليمنى لتشيك (49)، فرفع رصيده الى 11 هدفا في 14 مباراة في صدارة ترتيب الهدافين لكنه لم يحتفل بسبب التسجيل في مرمى فريقه السابق بين 2012 و2018.

ومرة جديدة من قدم ايمرسون جاء الهدف الثاني بمتابعة من الاسباني بيدرو رودريغيز هذه المرة في الزاوية اليسرى البعيدة لتشيك (60).

وقضت صافرة الحكم الإيطالي جانلوكا روكي على ارسنال باحتسابه ركلة جزاء اثر عرقلة من أينسلي مايتلاند-نايلز لجيرو ترجمها هازار ارضية سهلة إلى يمين تشيك (65).

وبعد 133 ثانية من نزوله بدلا من الأوروغوياني لوكاس توريرا، أطلق النيجيري أليكس أيوبي كرة رائعة سكنت المقص الايمن لكيبا في جرعة أمل للفريق الاحمر (69).

لكن هازار كان له رأي آخر عندما سجل ثنائيته ورابع أهداف تشلسي بتسديدة قريبة بعد عرضية مقشرة من جيرو (72).

وأصبح هازار اول لاعب يسجل ثنائية لفريق انكليزي في نهائي بطولة قارية منذ الويلزي مارك هيوز لمانشستر يونايتد ضد برشلونة الإسباني في كأس الكؤوس الأوروبية 1991.

وبات أرسنال أول فريق يتلقى رباعية في نهائي المسابقة منذ ميدلزبره الانكليزي أمام اشبيلية الاسباني (صفر-4) في 2006.

وحاول ارسنال الحد من الخسارة المذلة فيما تابع تشلسي انطلاقاته السريعة، وأهدر الاول فرصة بالغة الخطورة بين لاكازيت واوباميانغ (83)، ثم الشاب جو ويلوك بجانب القائم الايسر (84).

ملخص المباراة: