لا يحبذ ماوريسيو بوكيتينو مقارنة أسلوبه الضاغط بما يتبعه يورغن كلوب، لكن الأرجنتيني مدرب توتنهام يتشارك مع ليفربول ومدربه الألماني أكثر من حب المطاردة، في سعيهما لاحتلال موقع بين كبار الأندية الأوروبية.

مع بيع اللاعبين وتلاشي الإيرادات، تم تكليف بوكيتينو وكلوب بإعادة توتنهام وليفربول إلى السكة الصحيحة.

هذا الموسم نجح ليفربول في تثبيت موقعه بفارق 26 نقطة عن "سبيرز"، مكملا ما بدأه في نهاية الموسم الماضي عندما بلغ نهائي دوري الأبطال حيث أوقفه ريال مدريد الإسباني. الآن حان الوقت كي يتمثل توتنهام اللندني، بالنجاح الذي حققه ليفربول الشمالي.

عندما عُيّن بوكيتينو مدربا في 2014 كان وقع قدومه أقل صخبا من وصول الهولندي لويس فان غال إلى مانشستر يونايتد، لكنه يدين بالفضل... لليفربول. أذل الفريق الأحمر توتنهام 5-صفر في عقر داره السابق "وايت هارت لاين"، ما وضع حدا لمشوار مدربه البرتغالي أندريه فياش بواش، ثم هزمه برباعية نظيفة في "أنفيلد" ما أكد عدم تثبيت خلفه تيم شيروود.

مع قدوم بوكيتينو، كان الجناح غاريث بايل قد رحل الى ريال مدريد، ومعه 100 مليون يورو من صفقته التي توزعت على سبعة لاعبين جدد، ودع أربعة منهم النادي مع نهاية الصيف الثاني لبوكيتينو في لندن.

قال المدرب الأرجنتيني في كانون الثاني/يناير الماضي "عندما وصلت إلى توتنهام، عرفت تماما ان التحدي سيكون صعبا. كان النادي في مستوى مختلف. لم يؤمن أحد بنا، لم يؤمن أحد بنجاعة طريقتنا".

- هدم وإعادة بناء -

كان ليفربول يتحسر في تلك الحقبة على خسارة هدافه الأوروغوياني لويس سواريز الى برشلونة الاسباني وتبدد 81 مليون من يورو من صفقة انتقاله، ما ترك كلوب أمام ورشة مماثلة في 2015 لدى قدومه من بوروسيا دورتموند الألماني.

أسماء مثل الإيطالي فابيو بوريني ومواطنه ماريو بالوتيلي، الأوروغوياني سيباستيان كواتيس، الإسباني ياغو أسباس، البلجيكي كريستيان بنتيكي أصبحت من تاريخ ليفربول، فيما تخلى توتنهام عن البرازيلي باولينيو، البلجيكي ناصر الشاذلي، الإسباني روبرتو سولدادو، الفرنسي اتيان كابوي، الروماني فلاد كيريكيش والتوغولي إيمانويل اديبايور.

بعد الهدم حان وقت البناء. جلب بوكيتينو أمثال ديلي آلي، إريك داير، البلجيكي توبي ألدرفيرلد والكوري الجنوبي سون هيونغ مين، فيما عزز كلوب تشكيلته بالسنغالي ساديو مانيه، المصري محمد صلاح والهولندي جورجينيو فينالدوم.

شذّب كل فريق تشكيلته قطعة قطعة، وأصبح كلاهما معتادا على التأهل إلى دوري أبطال أوروبا. وفيما اقترب توتنهام من لقب الدوري المحلي في 2017 وراء تشلسي، تأخر لاحقا بفارق 23 و27 نقطة عن مانشستر سيتي البطل.

قال بوكيتينو هذا الأسبوع "علينا أن نخطو هذه الخطوة. نحن مقتنعون أنه بمقدورنا الاستمرار بهذه العملية، يمكننا رفع توتنهام إلى صفوة الأندية العالمية".

بدوره، كان ليفربول يرفع منسوب قوته. مدعما بميزانية أكبر ومتحررا من القيود المالية المفروضة على توتنهام لبناء ملعبه الجديد، تحين كلوب الفرصة. في كانون الثاني/يناير 2018، باع البرازيلي فيليبي كوتينيو لبرشلونة مقابل نحو 160 مليون يورو واستخدم المال لتعزيز دفاعه بالتعاقد مع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك من ساوثمبتون.

- إظهار الإيمان -

بعد خسارة نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد، استغل فترة الانتقالات الصيفية لضم الحارس البرازيلي المميز أليسون بيكر وعزز وسطه بمواطنه فابينيو والغيني نابي كيتا.&

هذه المرة تخلى ليفربول عن لاعب نجم، وعوضه بالعديد من المواهب.

قال كلوب هذا الشهر "عندما سمعت أولا انه (كوتينيو) يريد الذهاب الى برشلونة، لم اتخيل اننا سنكون أقوياء الى هذه الدرجة من دونه. لكننا نجحنا، وكان الأمر جيدا للطرفين".

حتى الفوز بدوري الابطال لن يضمن مستقبل جواهر توتنهام، إذ لم يلتزم صانع لعبه الدنماركي كريستيان إريكسن والمدافع الدرفيرلد بتمديد عقديهما.

لكن حتى بحال رحيلهما، يتعين على توتنهام الاستلهام من ليفربول لتقوية مركزي الظهير الأيمن والأيسر، وسطه الدفاعي وهجومه. سيضطر رئيس النادي دانيال ليفي للإجابة على طلبات بوكيتينو المتكررة لإظهار الإيمان.

إيمان قوي يحظى به لاعب إسبانيول السابق من قبل لاعبيه.

وبهذا المعنى، يمكن أن يوفر نهائي دوري الابطال بين توتنهام وليفربول السبت علاجا للاعبي شمال العاصمة بتعزيز نضوجهم عبر ترجمة عقلية مدربهم الجريئة.

قال المدافع داني روز هذا الأسبوع "ليس أنني لم أصدقه. انما لم أكن افهمه". بالنسبة لتوتنهام قد تشكل هذه المباراة فرصة توضيح أمور كثيرة.