فرض الإنكليز قبضتهم الكروية على القارة العجوز بفوز ليفربول بدوري أبطال أوروبا، وسبقه تشيلسي المتوج بلقب يوروبا ليغ، والمفارقة أن الليفر فعلها على حساب توتنهام، فيما حصد بلوز لندن بطولتهم من آرسنال الذي يستقر في عاصمة الضباب أيضاً، أي أن رباعي النهائي في البطولتين القاريتين الأكبر إنكليزي خالص، مما يعني أن الكرة الأوروبية أصبحت في القبضة الإنكليزية،&في الوقت الذي يسير الإنكليز في طريقهم لطلاق سياسي بالخروج من الاتحاد الأوروبي، حتى لو حدث ذلك بدون إتفاق وفقاً لما تعلنه الصحافة اللندنية.

نحن أكبر من أوروبا

"الطلاق السياسي" الذي صوت عليه البريطانيون عام 2016 أتى على خلفية نزعة الإستقلالية الإنكليزية، وجاء الإكتساح الكروي في الظرف الراهن، وكأنه إشارة توحي بأن الإنكليز ليسوا في حاجة إلى أوروبا، أو أنهم أكبر من القارة بكاملها،&&فقد تسبب دوريهم القوي في جعلهم يفرضون سيطرتهم على البطولات القارية، وهي المرة الأولى في تاريخ كرة القدم بأوروبا التي تشهد تأهل 4 أندية من دولة واحدة لنهائي دوري الأبطال، ويوروبا ليغ، ولم تفعلها الأندية الإسبانية في أوج تألقها وسيطرتها على البطولات القارية في السنوت العشر الأخيرة.

الإنجليز يتجاوزون الطليان

وبعد فوز ليفربول بدوري الأبطال ارتفع رصيد الأندية الإنكليزية في البطولة إلى 13 لقباً، حيث تتفوق على نظيرتها الإيطالية بفارق لقب واحد، بينما يسيطر الإسبان على قمة قائمة الأندية الأكثر فوزاً بالبطولة برصيد 18 مرة، وفيما يخص ليفربول فقد أكد أنه وجه الإنكليز القوي في أوروبا، حيث رفع رصيده إلى 6 بطولات في دوري الأبطال، مما جعله يفض الشراكة مع برشلونة وبايرن ميونيخ ولكل منهما 5 بطولات، ولا يتفوق على الليفر سوى الميلان الفائز بدوري الأبطال 7 مرات، وريال مدريد المتربع على عرش أوروبا بـ 13 بطولة.

البريميرليغ الأقوى والأغنى

تبلغ القيمة السوقية للاعبي الدوري الإنكليزي في الوقت الراهن ما يقرب من 9 مليارات يورو، في حين تبلغ قيمة الدوري الإسباني وهو الأقرب له 5.6 مليار يورو، والإيطالي 4.9 مليار يورو، والألماني 4.5 مليار يورو، في حين لا تتجاوز القيمة السوقية للدوري الفرنسي 3.4 مليار يورو، مما يؤكد أن البريميرليغ يحلق بعيداً عن بقية دوريات القارة الأوروبية من حيث القيمة المالية والسوقية لنجومه.

كما يتميز الدوري الإنكليزي بالتنافسية الكبيرة بين الأندية، ولا يشهد سيطرة لقوى كروية بعينها مثل بقية بطولات الدوري، حيث يسيطر الريال وبرشلونة على المشهد في إسبانيا، ويواصل البايرن فرض قبضته في ألمانيا، في حين يفرض اليوفي هيمنته المطلقة على الدوري الإيطالي، وهو ما لا يحدث في إنكلترا، فقد فشلت جميع الأندية المتوجة بلقب البريميرليغ في السنوات العشر الأخيرة في الحفاظ على اللقب في الموسم التالي، ولم يفعلها سوى مان سيتي بعد فوزه بلقبي 2018 و 2019.