دفعت تغريدة من المدير العام لفريق هيوستن روكتس دعما للاحتجاجات في هونغ كونغ، نجم الفريق جيمس هاردن الى الاعتذار من الصين خشية خسارة قاعدة جماهيرية ودعم الرعاة، بينما وجدت كرة السلة الأميركية نفسها في موقف دفاعي إزاء سوق أساسية بالنسبة إليها.
وأثارت تغريدة للمدير العام داريل موري انتقادات واسعة في الصين حيث يحظى روكتس بشعبية، لاسيما وأنه سبق له أن ضم في صفوفه النجم المحلي ياو مينغ. وأدى ما أدلى به موري، الى خسارة روكتس عقودا للرعاية في الصين وإعلان وسائل عدة التوقف عن بث مبارياته.
ولم تقتصر ردود الفعل على هاردن، بل شملت أندية أخرى، واستتبعت مواقف من سياسيين أميركيين انتقدوا ردود الفعل الدفاعية حيال الصين.
ومن طوكيو حيث يقوم روكتس بزيارة ترويجية، قال هاردن، أفضل لاعب في دوري المحترفين لعام 2018، "نعتذر. نحن نحب الصين".
وأضاف والى جانبه زميله الجديد راسل وستبروك "نحب اللعب هناك. كل منا يذهب مرة أو مرتين كل عام. يظهرون لنا أفضل دعم ونقدر لهم ذلك".
وكتب موري عبر "تويتر" الجمعة "قاتل من أجل الحرية. قف مع هونغ كونغ"، في دعم للاحتجاجات التي تشهدها الأخيرة منذ نحو أربعة أشهر، للتنديد بتراجع الحريات وتزايد هيمنة بكين على شؤون هذه المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي والمطالبة بإصلاحات ديموقراطية.
وسعى موري بنفسه الإثنين الى التخفيف من وطأة ما أدلى به، من دون أن يبلغ حد الاعتذار الذي تقدم به هاردن. وكتب المدير العام للفريق الذي دافع ياو مينغ عن ألوانه من عام 2002 حتى 2011 قبل أن تجبره الاصابة على اعتزال اللعب، "لم أقصد بتغريدتي أن أتسبب بأي إساءة الى مشجعي روكتس وأصدقائي في الصين".
وتابع "كنت أعبر عن فكرة واحدة، بناء على تفسير واحد لحدث معقد. أتيحت لي منذ التغريدة (الأولى)، العديد من الفرص لسماع وتفهم مقاربات أخرى (...) لطالما قدرت الدعم المهم الذي يوفره مشجعونا ورعاتنا في الصين، وآمل في أن يقدر هؤلاء الذين ثار غضبهم، أن نيتي لم تكن الإساءة إليهم أو سوء تقديرهم".
- رفض "الإساءة" الى الصين والمشجعين -
وتعد السوق الصينية ذات أهمية كبيرة بالنسبة الى دوري المحترفين. وعلى سبيل المثال، من المقرر أن يخوض فريقا لوس أنجليس ليكرز وبروكلين نتس مباريات في مدينتي شنغهاي وشينزين في الأيام المقبلة، ضمن تحضيراتهما لانطلاق الموسم الجديد أواخر الشهر الحالي.
ورأى رئيس نادي نتس، الكندي-التايواني جوزيف تساي، أن ثمة مواضيع التي يُفضَّل عدم التطرق إليها لأنها مثيرة للجدل سياسيا، معتبرا أن "دعم حركة انفصالية في أرض صينية" هو من ضمن هذه المواضيع.
وأكد تساي أنه أمضى فترة طويلة في الصين، ويدرك بالتالي "أن الأذى الذي سببه هذا الأمر (تغريدة موري) سيحتاج الى وقت طويل لمداواته".
وكانت رابطة دوري "ان بي ايه" قد سعت للنأي بنفسها عن موري، وأبدت أسفها لأنه "أساء الى العديد من أصدقائنا ومشجعينا في الصين"، مذكرة بأن الأخير "أوضح أن تغريدته لا تمثل روكتس أو الـ +ان بي ايه+".
أما النسخة باللغة الصينية من بيان الرابطة التي نشرت على موقع "ويبو" للتواصل (الموازي لموقع "تويتر" في الصين)، فذهبت أبعد من ذلك، الى حد التعبير عن "خيبة أمل كبيرة من التعليقات غير الملائمة".
لكن في حين عملت الرابطة على معالجة تبعات تصريحات موري في الصين، وجدت نفسها محط انتقاد في بلادها على خلفية تبريراتها.
واعتبر المرشح الى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة العام المقبل، بيتو أورورك، أن ما قامت به رابطة الدوري "محرج"، معتبرا أن على الـ "ان بي ايه" أن تعتذر عن "تفضيل الأرباح على حقوق الانسان".
أما السناتور تيد كروز، فاتهم أيضا عبر موقع "تويتر" رابطة الدوري الأميركي بأنها "تتراجع بشكل معيب".
- توقف عن بث مباريات -
ودفعت تعليقات موري القناة الرسمية الصينية "سي سي تي في" وشركات أخرى تعرض مباريات الدوري الأميركي عبر خدمات البث التدفقي، الى الإعلان بأنها ستمتنع عن عرض مباريات هيوستن. كما أعلنت شركات راعية مثل "لي نينغ" ومصرف الاستثمار شنغهاي بودونغ، قطع علاقاتها مع الفريق الأميركي على خلفية ما أدلى به مديره العام.
كما أعلنت رابطة دوري كرة السلة الصيني (سي بي ايه) أنها ستقطع علاقاتها مع روكتس على خلفية "التعليقات غير الملائمة" لموري.
وسبق للنادي الأميركي السعي الى تأكيد أن ما أدلى به مديره العام لا تمثل سياسته، وذلك من خلال تغريدة لمالكه تيلمان فرتيتا أشار فيها الى أن موري "لا يتحدث باسم النادي"، وأن الأخير ليس "منظمة سياسية".
لكن هذا الأمر يبدو أنه لم يلق أي صدى في الصين، اذ نشرت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، أن التذكارات الخاصة بفريق هيوستن سحبت من على موقع عملاق التجارة الالكترونية "تاوباو".
التعليقات