لندن (أ ف ب) - أعلن نادي ليفربول متصدر ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم الإثنين، تراجعه عن طلب فرض بطالة جزئية على موظفيه بسبب فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد انتقادات واسعة طالته جراء هذه الخطوة.

ووجد النادي نفسه محط انتقادات في الأيام الماضية، حتى من لاعبين سابقين في صفوفه، جراء الخطوة التي كانت تعني انه سيستفيد من دعم حكومي لتغطية الجزء الأكبر من رواتب الموظفين من غير اللاعبين، بينما يواصل دفع الرواتب الباهظة لهؤلاء بشكل كامل.

وكتب الرئيس التنفيذي للنادي بيتر مور في رسالة مطولة الى المشجعين نشرت على موقع ليفربول الالكتروني "نعتقد اننا توصلنا الى الخلاصة الخاطئة في الأسبوع الماضي (...) ونحن نأسف لذلك بشدة".

أضاف "كانت نوايانا، ولا تزال، ضمان ان يتوافر لكل القوة العاملة، أكبر قدر ممكن من الحماية من التذبذب و/أو خسارة المداخيل في هذه الفترة غير المسبوقة (...) لذا نحن ملتزمون العثور على وسائل بديلة للعمل في ظل توقف مباريات كرة القدم، وضمان ألا نتقدم بطلب الاستفادة من خطة الدعم الحكومية".

وبحسب هذه الخطة، تتكفل الحكومة البريطانية بدفع 80 بالمئة من أجور الموظّفين التي تصل إلى 2500 استرليني (نحو 3 آلاف دولار) شهرياً كحدّ أقصى، وذلك لتتمكن الأندية من الإبقاء عليهم في الوضع الراهن، مع تراجع إيراداتها بشكل حاد في ظل توقف المباريات.

ويأتي ذلك في ظل تجاذب بين أندية الدوري الإنكليزي الممتاز والسلطات المحلية من جهة، وممثلي اللاعبين من جهة أخرى، بشأن خفض رواتبهم في الفترة الحالية مع تراجع إيرادات المباريات وحقوق البث التلفزيوني.

وعمدت أندية عدة في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، الى الاتفاق مع اللاعبين على خفض الرواتب في ظل تعليق المباريات. وتبقى إنكلترا الوحيدة بين البطولات الوطنية الخمس الكبرى، التي لم تطبق فيها إجراءات مماثلة، باستثناء طلب الدعم الحكومي لدفع رواتب موظفين.

وبينما وجه مور التحية الى كل موظفي النادي الشمالي، شدد على انه "في إطار روحية الشفافية علينا ان نكون واضحين أيضا، وعلى رغم اننا في كنا في موقع صحي (ماليا) قبل هذه الأزمة، توقفت إيراداتنا (في الوقت الراهن)، بينما لا تزال مصاريفنا مستمرة. وكما معظم القطاعات في المجتمع، ثمة عدم يقين وقلق بشأن حاضرنا ومستقبلنا".

وتابع "كأي صاحب عمل يهتم بموظفيه في الفترة الراهنة، يواصل النادي التحضير لمجموعة من السيناريوهات المختلفة، بشأن متى يمكن لعجلة كرة القدم ان تعود الى الدوران كما كانت عليه قبل الجائحة"، مشيرا الى ان هذه السيناريوهات "تراوح من الأفضل الى الأسوأ وكل ما بينهما".

وأبدت العديد من أندية كرة القدم حول العالم خشيتها من الأثر المالي السلبي لتوقف المباريات، لما يعنيه ذلك من شح كبير في الإيرادات، يضاف إليه عدم يقين بشأن الظروف الصحية الراهنة، ومتى ستتيح استئناف المنافسات المعلقة منذ منتصف آذار/مارس تقريبا.

وأفادت دراسة لشركة "كاي بي أم جي" الرائدة عالميا في مجال المحاسبة الشهر الماضي، ان أندية البطولات الخمس الكبرى تواجه خسائر تراوح ما بين 3,54 وأربعة مليارات يورو من حقوق البث التلفزيوني والعائدات التجارية والتسويقية، بحال لم تتمكن من استكمال مباريات الموسم.

وعلقت منافسات الدوري الإنكليزي بعد المرحلة التاسعة والعشرين، حيث كان ليفربول متصدرا بفارق 25 نقطة (ومباراة أكثر) عن بطل الموسمين الماضيين مانشستر سيتي. ويجد الفريق الأحمر نفسه أقرب من أي وقت للتتويج بلقب البطولة المحلية الذي يغيب عن خزائنه منذ ثلاثة عقود.