اعتبر غي دروت، عضو اللجنة الأولمبية الدولية ووزير الرياضة الفرنسي السابق، ان ثمة ضرورة لـ"إعادة ابتكار" نموذج الألعاب الأولمبية بعد أزمة فيروس كورونا المستجد التي دفعت الى تأجيل أولمبياد طوكيو 2020، معتبرا ان مشروع باريس 2024 "عفا عليه الزمن" وبات "بعيدا عن الواقع".

وجاء موقف دروت، العداء السابق المتوج بذهبية سباق 110 م حواجز في أولمبياد مونتريال 1976، في مقال نشره موقع إذاعة "فرانس إنفو" الفرنسية الأحد.

وكتب دروت إن "الأزمة التي نمر بها لها تأثير طويل الأجل على حياتنا اليومية، وطريقة عيشنا، واقتصادنا، وعقدنا الاجتماعي، وخياراتنا الاجتماعية. لا يمكن ولا يجب أن تظل دون تأثير على الحاجة الملحة لنا لإعادة ابتكار أنفسنا".

وتابع "الألعاب الأولمبية والبارالمبية ليستا استثناء من هذا السياق الجديد. هما بحاجة أيضا إلى إعادة ابتكار نفسيهما".

وتسبب وباء "كوفيد-19" الذي أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص في العالم، بشلل شبه تام في النشاط الرياضي، فعلق غالبية المنافسات في الفترة الراهنة، ودفع الى تأجيل أحداث كبرى كانت مقررة في صيف العام الحالي، أبرزها أولمبياد طوكيو الذي أرجئ الى صيف العام 2021.

ورأى دروت الذي تولى منصب وزير الرياضة بين العامين 1995 و1997 في عهد الرئيس الراحل جاك شيراك، أن الاستجابة للواقع الذي فرضه فيروس كورونا المستجد، لا يجب ان تقتصر على تأجيل موعد دورة الألعاب الصيفية.

وتساءل "هل يمكن ترجمة الاستجابة لهذه الأزمة بمجرد تأجيل المواعيد، من دون أن يعاد التفكير في نموذج الألعاب، سواء اقتصاديا وتنظيميا؟".

وأضاف "إن مشروع +باريس 2024+ الجميل الذي قمنا بإعداده وتقديمه في مرحلة الترشيحات، أصبح الآن باليا، وعفا عليه الزمن، وبعيدا عن الواقع".

وتابع "هو لم يعد يلامس الواقع. وإذا كان علينا الابقاء على روحيته دون احداث أي تغيير، فيجب إعادة النظر بالقدرات، واعادة التركيز على الأساسيات. الضرورة الأولى هي إعادة تقييم الميزانية لما ستكلفه دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024".

وواصل دروت "الألعاب لن تكون في الغد كما كانت عليه بالأمس. علينا أن نقبل ونتخيل نموذجا جديدا معا".

وتابع "نحن بحاجة إلى إعادة التفكير بسبل تكييفها (الألعاب الأولمبية)، للحفاظ على أهميتها لعالم متغير. ولن يكون في الإمكان إقامتها بأي ثمن، بانفصال عن الواقع، على +هامش+ العالم".