برلين: منذ نشأة الكؤوس القارية الأولى للأندية في خمسينيات القرن الماضي وحتى الاعلان عن الدوري السوبر، كانت كرة القدم الأوروبية ممزّقة بين تقاليدها ورغبة الأندية الكبرى في الحصول على المزيد من الأموال.

في وقت شهدت القارة العجوز مسابقات بين مختلف أنديتها، مثل كأس "ميتروبا"، قرّرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية الرياضية اطلاق مسابقة حديثة لكرة القدم الاوروبية عندما اقترحت اطلاق مسابقة كأس أبطال الأندية الأوروبية.

لم يكن الاتحاد الاوروبي للعبة (ويفا) متحمّساً للفكرة وكان مستعدا لترك المبادرة الى الاندية لتنظيم المسابقة.

أمّا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فاعرب عن قلقه من امكانية ازدهار هذه المسابقة من خارج هيكليته الرسمية، فدفع الاتحاد القاري إلى منحها موافقته الرسمية.

انطلقت كأس ابطال الاندية الاوروبية موسم 1955-56 وشارك فيها أندية من 15 دولة بالإضافة الى مقاطعة سارلاند الألمانية التي كانت تحت الحكم الفرنسي. لم تشهد المسابقة مشاركة أي ناد انكليزي التي رفض اتحادها الفكرة من أساسها ومنع تشلسي بطل الدوري المحلي حينها في المشاركة فيها. من بين 16 ناديا شاركت في المسابقة، كان 7 منها بطلا للدوري المحلي في بلاده.

رفض بعض الاندية المشاركة في خوض مبارياتها امثال هولاند سبورت بطل هولندا وابردين بطل الدوري الاسكتلندي، فاستبدلا بناديين من دولتين اخريين. في المقابل، فضّل بعض الدول، اشراك ناد أكبر سمعة من البطل المحلي حينها.

لكن في العام التالي، اجبر الاتحاد القاري جميع الدول على اشراك بطلها فقط في المسابقة.

وسرعان ما انضمّت مسابقة كأس مدن المعارض الى كأس ابطال الاندية الاوروبية، حيث سمح لكل مدينة اشراك فريق مشترك. اصبحت كأس مدن المعارض المسابقة التي شهدت اكبر عدد من المشاركة من الدول الكبيرة، قبل ان يطلق عليها تسمية كأس الاتحاد الاوروبي ثم الدوري الاوروبي حاليا (يوروبا ليغ).

أمّا مسابقة كأس الكؤوس فاستحدثت عام 1960 واستمرت حتى عام 1999.

نجحت الاندية الكبيرة في فرض كلمتها في مطلع التسعينيات. فقد وافق ويفا على استحداث دور المجموعات لضمان خوض المزيد من المباريات اعتبارا من موسم 1991-92. في ذلك الموسم، وبعد خوض الأندية دورين اقصائين، تنافست 8 اندية في مجموعتين من 4 اندية وتأهل صاحب المركز الاول في كل منها الى المباراة النهائية التي جمعت برشلونة الاسباني وسمبدوريا الايطالي وحقق الفريق الكاتالوني باكورة القابه في المسابقة الابرز على الصعيد القاري.

وفي الموسم التالي، اصبحت تسمية دوري ابطال اوروبا رسمية.

ومنذ موسم 1994-95، بات دور المجموعات في مستهل البطولة.

نجحت الاندية الكبرى في تحقيق انتصار جديد عام 1997 عندما سمح للوصيف في ابرز تسع بطولات اوروبية محلية المشاركة ايضا في المسابقة الى جانب ابطال الدوري. ثم في عام 1999، ارتفع عدد الاندية المسموح لها الدفاع عن الوان دولة واحدة الى 4 اندية، واستفادت دول اسبانيا، ايطاليا والمانيا من النظام الجديد في الموسم الاول. كما استحدث دور مجموعات ثان لدور الـ16. أدّى ذلك الى زيادة عدد المباريات وبالتالي مداخيل الاندية. كما أدّى هذا النظام الجديد إلى تحاشي خروج الكبار من الادوار الاولى، لكن بعض المباريات في اواخر دور المجموعات كانت بمثابة تحصيل حاصل ولم تشهد اي اثارة.

تم التخلي عن دور المجموعات الثاني موسم 2002-2003، في حين تم الابقاء على دور المجموعات الاول.

على الرغم من الشعبية الهائلة التي يحظى بها دوري ابطال اوروبا، فان الاندية الكبرى طالبت بالمزيد. اما الحل بالنسبة اليها، فهو استحداث بطولة اوروبية مقفلة او شبه مقفلة. كانت رابطة الاندية الاوروبية القوية التي تسيطر عليها الاندية الكبيرة اول من اشارت الى هذا التهديد.

ادى هذا الضغط الى قيام الاتحاد الاوروبي باجراء اصلاحات على المسابقة الاهم لديه خلال الاسبوع الحالي حيث قرّر مشاركة 36 ناديا في الجولة الاولى على ان يخوض كل ناد 10 مباريات في مواجهة منافسين مختلفين.

واذا كانت اغلبية الاندية المنضمة الى رابطة الاندية الاوروبية التي تضم حوالي 200 ناد اعربت عن موافقتها على خطوة الاتحاد القاري، فان 12 ناديا بينها 6 من انكلترا و3 من كل من اسبانيا وايطاليا اعلنت اطلاقها مشروع الدوري السوبر.