بالكاد ترى مشيرة الحلويات التي ترغب في شرائها بسبب الزحام داخل المحل الذي ذهبت إليه في طريقها لإفطار جماعي مع أصدقائها.
رغم استمرار انتشار فيروس كورونا في مصر ورغم تحذير السلطات من الموجة الثالثة للوباء، يستمر المصريون في عاداتهم الاجتماعية خلال رمضان دون أي توانٍ.
تعيش مشيرة موسى في القاهرة وقد ذهبت لهذا المحل رغم زحامه، لتجد نفسها مضطرة للدخول.
"أقلق وأخاف في الأماكن المزدحمة. لذا أنصرف عن المكان في حالة الزحام الشديد. وفي حالة الضرورة، أحاول الإسراع بعملية الشراء مع الالتزام بمسافة كافية تفصلني عن الموجودين داخله".
هل تعكس إحصاءات وفيات كورونا في مصر الواقع؟
وتشهد مصر ارتفاعا ملحوظًا في الأعداد الرسمية المسجلة يوميًا لإصابات فيروس كورونا، إذ تسجل وزارة الصحة منذ الأيام الأولى من شهر رمضان، أكثر من 800 حالة يوميًا، وسط تصريحات رسمية منذ بداية الوباء تفيد بأن الأعداد الحقيقية أكبر بكثير لأسباب عدة من بينها عدم تلقي عدد كبير من المصابين العلاج في منازلهم بعيدًا عن "كوابيس" المستشفيات الحكومية.
تحذيرات حكومية
تستمر الحكومة المصرية في تحذيراتها للمواطنين لتوخي الحذر وتفادي التجمعات خلال شهر رمضان، ويقول مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، عوض تاج الدين، لبي بي سي نيوز عربي، إن "الموجة الثالثة موجودة في العالم بأكمله، مضيفًا أن مصر تشهد ارتفاعًا في أعداد الحالات التي تُسجل يوميًا منذ شهر".
ويوضح تاج الدين أن الارتفاع في أعداد الحالات "ليس ارتفاعا كبيرا جدا ولكنه ارتفاع واضح وفيه نوع من التكرار بمعنى أنه يزداد كل يوم عن اليوم السابق"، مؤكدًا أن الدولة تتابع هذه الزيادة في الأعداد، في محاولة لتحديدها.
وأشار المستشار الرئاسي إلى الإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات المصرية خلال شهر رمضان، واصفًا إياها بـ "الصارمة".
وقبل بداية الشهر، حظرت الحكومة المصرية إقامة الموائد الرمضانية وسرادقات العزاء والاحتفالات الجماعية إضافة إلى منع الاعتكاف وصلاة التهجد بالمساجد خلال شهر الصيام، وسمحت بإقامة صلاة التراويح في المساجد على ألا تتخطى نصف ساعة، مؤكدة أن ذلك يأتي في إطار الحرص على تجنب بعض الطقوس التي اعتادها المصريون خلال رمضان، والتي من الممكن أن تتسبب في حدوث ارتفاع جديد في أعداد المصابين بالفيروس.
ولكن تظل الإجراءات المفروضة هذا العام أقل حدة من تلك التي فُرضت العام الماضي، إذ شهد رمضان آنذاك منعا تاما لجميع الصلوات داخل المساجد وفرض حظر تجول، ورغم ذلك، بلغت الموجة الأولى للوباء ذروتها في مصر خلال رمضان واستمرت مدة شهر على الأقل.
وحذرت السلطات المصرية من سيناريو مماثل هذا العام إذا لم يلتزم المواطنون بالإجراءات الاحترازية.
كيف ينظر أطباء في مصر إلى لقاح سينوفارم الصيني؟
https://www.youtube.com/watch?v=ma0BCEayNlI
تعايش وتعود
تقارن مشيرة بين أول رمضان في ظل وباء كورونا العام الماضي، ورمضان هذا العام، إذ تعود المصريون هذه المرة على التعايش مع الوباء.
"في العام الماضي كانت هناك حالة ذعر. ظل كل الأهالي في بيوتهم ولم ير أحد الآخر. إنما هذا العام، نضطر إلى الذهاب إلى أعمالنا ودخول أماكن مزدحمة".
رغم ذلك، تؤكد مشيرة أهمية توخي الحذر وخاصة خلال رمضان، فتحكي عن حضورها الإفطار مع الأصدقاء، مؤكدة أن المجتمعيين حريصون على التباعد الاجتماعي.
"نبتعد بالتأكيد عن اللمس خلال السلام، ونحاول قدر الإمكان رغم تواجدنا سويًا الالتزام بالإجراءات الاحترازية للحفاظ على أنفسنا وعلى غيرنا".
ورغم عودة قدر من الأنشطة الاجتماعية المقترنة بشهر رمضان هذا العام، تقول مشيرة إن هاجس الإصابة بفيروس كورونا ما زال يخيم على دائرتها.
"نعم، نحن الآن نزاول الأنشطة الاجتماعية، ولكن بحدود. ليس الأمر مثلما كان في الماضي".
وذكرت وزارة الصحة أن إجمالي العدد الذي سُجل في مصر بفيروس كورونا حتى الثلاثاء، هو 218041 من ضمنهم 164368 حالة شٌفيت، و 12820 حالة وفاة.
التعليقات