هل هناك لاعب كرة قدم حديث رفيع المستوى يحظى بالاحترام والذم بنفس القدر مثل نيمار؟
يعتبر المهاجم البرازيلي من أكثر اللاعبين موهبة في جيله، وهو رمز من رموز بلاده، إضافة إلى أنه أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.
وهو أيضا، في نظر البعض، عديم الجدوى ويصعب إرضاؤه.
هناك شيء يمكن أن يتفق عليه الجميع بالتأكيد وهو أنه حتى بعد إصابته التي أضرت بنادي باريس سان جيرمان، فإنه كان ولا يزال يمثل تهديدا كبيرا لآمال نادي مانشستر سيتي في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا رغم فوز الأخير على الفريق الفرنسي في عقر داره بالأمس في ذهاب نصف نهائي البطولة القارية
وانعكس أداء النجم البرازيلي على أداء فريقه الفرنسي في المباراة التي جرت أمس، حيث كان لباريس سان جيرمان اليد العليا في الشوط الأول في ظل نشاط كبير من قبل نيمار قبل أن يتراجع أداء الفريق مع تراجع أداء نيمار في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل سيتي لهدفين لينتهي لقاء الذهاب بنتيجة 2-1 لصالح الفريق الإنجليزي.
"نيمار الموهبة السحرية"
أدت إصابات الكاحل والفخذ التي تعرض لها نيمار إلى الحد من مشاركته مع باريس سان جيرمان في هذه البطولة، حيث شارك المهاجم البالغ من العمر 29 عاما في 24 مباراة خلال البطولة.
ومع ذلك، فقد تمكن من المساهمة بشكل كبير، حيث سجل 14 هدفا وصنع تسع تمريرات حاسمة.
يمكن القول إن أفضل مباراتين لنيمار في البطولة كانتا في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الشهر، والتي شهدتا فوز باريس سان جيرمان على بايرن ميونيخ، الفريق الذي تغلب عليهم في نهائي الموسم الماضي.
وتألق البرازيلي بشكل رائع في كل من مباراتي الذهاب والإياب. حيث ساهمت تمريراته الحاسمة في الفوز 3-2 في ألمانيا وكان سيحقق المزيد في باريس، إلى جانب الهدفين، لولا الأداء القوي والعرض الرائع من حارس بايرن، مانويل نوير.
وأكثر من ذلك، كانت أخلاقياته في اللعب وطريقة لعبه الجماعي التي كذب بها مزاعم انه يلعب منفردا دائما.
تحدثت بي بي سي الرياضية إلى صحفيي كرة القدم البارزين جيليم بالاج وجوليان لورينز للحصول على أحدث المعلومات عن التصور المتطور باستمرار لأحد أبرز نجوم كرة القدم.
قال كاتب كرة القدم الإسباني، غيليم بالاج لبودكاست دوري أوروبا على بي بي سي "لقد فعل الكثير من الأشياء السحرية".
وأضاف بالاج "نحن في وقت من المتوقع أن يكون فيه اللاعبون روبوتات. لكنك لا تجد ذلك مع نيمار".
وأردف "لم نكن نعرف إلى أين سيذهب، وما الذي سيفعله. لا تجد هذا النوع من الإثارة في كثير من الأحيان".
"تغير النظرة تجاه باريس سان جيرمان"
مثل باقي خصومه، لا يزال باريس سان جيرمان يسعى للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى على الرغم من إنفاقه السخي على اللاعبين منذ أن اشترت شركة قطر للاستثمارات الرياضية النادي عام 2011.
لم يرق صعود النادي المدعوم بالمال إلى الهيمنة على كرة القدم الفرنسية ودوري أبطال أوروبا، للبعض.
لكن وصولهم إلى النهائي العام الماضي، إلى جانب لعب كرة قدم هجومية جذابة، وتوقيعهم مع ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام هذا الموسم، ربما يكون قد أبعد بعضا من الانتقادات الشديدة للنادي ولاعبه الأكثر شهرة.
استفاد باريس سان جيرمان، والمرتبطون به، بالتأكيد من الأحداث التي وقعت في الأيام الـ 11 الماضية المحيطة بدوري السوبر الأوروبي.
فقد عزز رفض النادي الفرنسي الدعوة للانضمام إلى المنافسة الانفصالية صورته عند العديد من المشجعين، في تناقض حاد مع أقرانهم الأوروبيين الـ 12 الذين اجتمعوا لإنفاذ الفكرة.
قال كاتب كرة القدم الفرنسي جوليان لورينز "كان هناك تصور معين حول كل الأموال التي تأتي من الاستحواذ القطري. ونحن نعلم أن أندية كبيرة وتقليدية مثل بايرن ويوفنتوس وريال مدريد تقف ضد باريس سان جيرمان ومان سيتي".
وأكد لورينز أنه "كان هناك دائما نقاش حول الأموال القديمة والأموال الجديدة".
وأضاف "لكنني أعتقد أننا إذا شاهدنا كيليان مبابي ونيمار يلعبان، وخاصة نيمار في هاتين المباراتين ضد بايرن، سترى روح الفريق والروح القتالية التي يتمتعون بها".
وأردف "بوكيتينو مدرب محبوب للغاية. وقد ساعد ذلك أيضا"، مضيفا "ربما يكون باريس سان جيرمان محبوبا أكثر قليلا ويستمتع الناس بمشاهدته. إنهم مسلون للغاية".
وأكد لورينز أنه "داخل النادي يوجد شعور بأن النظرة إليهم تتغير خارج باريس وحتى فرنسا".
"قدسية أوروبا الشمالية"
سيكون هناك دائما من ينتقص من نيمار، خاصة أن البعض يشبهه بأنه مانع للصواعق.
يشعر غيليم بالاج بأن هذا العداء تجاه أمريكا الجنوبية نشأ من تفوق أخلاقي يعتقده مشجعو كرة القدم في هذه القارة.
ويضيف بالاج "يمكنك سماع الأصوات التي تقول" لا، نحن لا نحب باريس سان جيرمان ولا نحب نيمار بشكل خاص. هذا على الرغم من حقيقة أنه كان رائعا وقدم، في نظري، أفضل أداء فردي لهذا الموسم في أول 45 دقيقة ضد بايرن ميونيخ".
يقول غيليم "لقد كان رائعًا للغاية"، ومع ذلك نشرت ذلك على تويتر وحصلت على المزيد من الإجابات قائلة"نعم هو كذلك، لكنه تصنع المبالغة في تعرضه للعرقلة، لقد فعل هذا ، لقد فعل ذلك ".
ويضيف "الكثير من هذه التعليقات يأتي من العالم الأنجلو ساكسوني، على ما أعتقد. إنها قدسية شمال أوروبا".
ويشرح غيليم أن "هذا الشعور بالغضب أقوى من السحر الذي ينتجه شخص مثل نيمار على أرض الملعب. نعم، يمكنك أن تنزعج مما يفعله بعض الناس على أرض الملعب، ولكن لا يوجد أحد مثالي ونيمار ليس مثاليا أيضا".
ويمضي غيليم "ولكن عندما يحصل نيمار على الكرة، يفعل أشياء لا يستطيع فعلها سوى ليونيل ميسي. دعه يكون كما يريد أن يكون، فهو برازيلي. جزء مما يفعله هو أن يكون على خشبة المسرح ويعطينا عرضا. وهذا ما يفعله"
وماذا عن أبشع الجرائم التي يُؤاخذ نيمار عليها دائما - تصنع المبالغة في إدعاء تعرضه للعرقلة؟
يضيف لورينز: "أتذكر عند انتقالي إلى لندن كان الناس يقولون إن اللاعبين الأوروبيين يبالغون في إدعاء تعرضهم للعرقلة دائما، واللاعبون الإنجليز لا يفعلون ذلك .... هذا ليس صحيحا - اللاعبون الإنجليز يبالغون أيضا ورأينا العديد منهم يقومون بذلك.
ويقول لورينز مستغربا "الأمر مقبول أكثر في بعض البلدان. قد يقول بعض الناس "لا يهمني إذا كان يتدحرج على أرض الملعب" لأن الأداء وما يفعلونه على أرض الملعب أمر خارج عن هذا العالم".
وينهي بالقول "لا أعتقد أنه يمكنك تغييرهم ولا ينبغي عليهم أن يشعروا بضرورة التغيير".
التعليقات