لندن : يقف ليستر سيتي الطامح لصناعة التاريخ في نهائي كأس انكلترا لكرة القدم في وجه المدرب الالماني توماس توخل الساعي للفوز بلقبه الاول في عهده القصير مع تشلسي عندما يلتقي الفريقان السبت على ملعب "ويمبلي" في العاصمة لندن.

يخوض توخل مغامرة ممتعة منذ وصوله على رأس الجهاز الفني للنادي اللندني مطلع العام، بعد قيادته الفريق الى نهائي دوري ابطال اوروبا والكأس المحلية وأعادته الى أحد المراكز الاربعة الاوائل في الدوري الممتاز.

إلا ان المهمة ستكون صعبة امام الفريق الذي يتقدمه بنقطتين في ترتيب الدوري الممتاز بقيادة المدرب الايرلندي الشمالي براندن رودجرز.

إذ يلهث ليستر لتحقيق لقبه الاول على الاطلاق في أعرق وأقدم مسابقة كرة القدم بعد بلوغه النهائي للمرة الاولى منذ العام 1969، علمًا انه اكثر الاندية وصولا الى نهائي الكأس من دون الفوز بها (اربع مرات).

في المقابل، حقق البلوز هذا الإنجاز ثماني مرات في تاريخه، آخرها عام 2018 امام مانشستر يونايتد. حل وصيفًا الموسم الماضي لغريمه ارسنال وسيخوص السبت النهائي الرابع له في المسابقة في آخر خمس سنوات، بعد ان خسر ايضًا امام المدفعجية في نهائي العام 2017.

بعد أن تغلب على كبار المدربين منذ وصوله الى تشلسي أمثال الاسباني بيب غوارديولا، مواطنه يورغن كلوب، البرتغالي جوزيه مورينيو، الارجنتيني دييغو سيميوني، الفرنسي زين الدين زيدان والايطالي كارلو أنشيلوتي، سيواجه توخل رودجرز لأول مرة كمدرب للبلوز.

وسيتجدد اللقاء بين ثالث ورابع ترتيب البرميرليغ الاسبوع المقبل في المرحلة ما قبل الاخيرة من الدوري على ملعب "ستامفورد بريدج" في مباراة بالغة الاهمية في سباق الامتار الاخيرة للمراكز المؤهلة الى دوري الابطال.

بعد قيادته باريس سان جرمان الفرنسي الى لقب الدوري مرتين والى نهائي دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى في تاريخه الموسم الماضي قبل ان يسقط امام بايرن ميونيخ الالماني، غادر توخل العاصمة بعد توتر العلاقة مع المدير الرياضي البرازيلي ليوناردو، ليبدأ حقبة جديدة في لندن.

نجح في معالجة العقم التهديفي رغم وجود العديد من اللاعبين المميزين في خط المقدمة من خلال التركيز على الانضباط الدفاعي والجهد على ارض الملعب، حيث أعاد تنشيط فريق كان يقدم نتائج سيئة في الوقت الذي غادر فيه فرانك لامبارد.

"إرث مذهل"

وساهم توخل في عودة الفرنسي نغولو كانتي الى مستواه المعهود واستخرج الافضل من لاعب الوسط الايطالي جورجينيو والمدافع الالماني انتونيو روديغر، فيما بات تأثير الواعد مايسون ماونت اكبر كل أسبوع.

إلا أن خسارة تشلسي على ارضه في الدوري الاربعاء امام ارسنال، الثالثة فقط في 26 مباراة في جميع المسابقات منذ وصول توخل، أظهرت مرة أخرى اهمية ايجاد حل سريع لخط الهجوم المؤلف من الالمانيين تيمو فيرنر وكاي هافيرتس، المغربي حكيم زياش والاميركي كريستيان بوليسيك.

وأكد توخل بعد المباراة انه يتحمل مسؤولية الهزيمة بعد التغييرات العديدة التي اجراها على التشكيلية الاساسية التي بدأت في الفوز على مانشستر سيتي نهاية الاسبوع الفائت.

وقبل أسبوعين مصيريين في الدوري ضد ليستر واستون فيلا، ونهائي دوري الابطال امام مانشستر سيتي في 29 الشهر الحالي، علمًا انه اقصى الاخير من نصف نهائي الكأس هذ العام حارمًا إياه من إمكانية تحقيق رباعية تاريخية، ستترقب الجماهير التشكيلة التي سيدفع بها توخل في النهائي.

سبق أن أكد مشاركة الحارس الاسباني كيبا اريسابالاغا أساسيًا على حساب الحارس الاول السنغالي إدوار مندي كما هي الحال في المسابقة "سيبدأ نهائي الكأس، نثق به ويستحق ذلك، لهذا السبب وضعناه في التشكيلة الاساسية".

ولا يغيب سباق مراكز دوري الابطال عن ذهن رودجرز ايضًا، لكن ما من شك ان التركيز سينصب على صناعة التاريخ في ويمبلي.

وقال "لقد استحقينا ان نكون في النهائي والفرصة سانحة لصناعة تاريخنا. نشعر أنه لدينا فرصة حقيقية وإذا تمكنا من الارتقاء الى مستوانا فلدينا فرصة كبيرة".

اما على الصعيد الشخصي، بعد قيادته سلتيك الاسكتلندي الى لقبين في الدوري ومثلهما في الكأس، يأمل مدرب ليفربول وسوانسي السابق، الفوز بأول ألقابه في انكلترا امام زهاء 21 الف مشجع سيُسمح لهم بحضور النهائي في اختبار من الحكومة البريطانية لعودة المشجعين الى الملاعب بعد تحسن الظروف الصحية جراء جائحة فيروس كورونا.