ربما تكون بطولات فريق بريطانيا للسباحة في أوليمبياد طوكيو 2020 قد ألهمت بعض مشجعيهم للنزول من على الأريكة، والإمساك بنظارة السباحة والنزول إلى أقرب حمام سباحة محلي.
لكن ما الذي يفصل بين البطل الأوليمبي وغيره من البشر؟
وفقًا لعالم النفس الرياضي، بيل بيسويك، المكلف برعاية آدم بيتي فإن الإجابة هي القوة العقلية.
عمل بيل بيسويك مع آدم بيتي، بطل سباحة الصدر البالغ من العمر 26 عامًا، منذ أن كان عمر الأخير 17 عامًا ويقول إن عقلية آدم الجانحة نحو الفوز هي أفضل ما رآه.
وقال بيل لبي بي سي إن هناك عاملين رئيسيين لكي تصبح بطلاً: القدرة الجسدية وامتلاك الرغبة في "المنافسة والتدريب والفوز كل يوم".
وأضاف: "يمكنك التطور بموهبة أقل وسلوك رائع، ولكن لا يمكنك التطور بسلوك سيء".
آدم، من أوتوكسيتر بمقاطعة ستافوردشاير، هو أحد أسرع السباحين في التاريخ وفاز بأول لقب أوليمبي له في ريو 2016.
لم يقترب أحد من الرقم القياسي العالمي الذي حققه، وهو 56.88 ثانية.
يقول بيل إن آدم يتبع طقوسًا ذهنية للدخول إلى منطقة السباحة، قبل جلسات التدريب في السادسة صباحًا والسادسة مساءً كل يوم.
ويضيف الطبيب النفسي أنه يحرص على التوقف قبل أن يدخل المسبح، ويركز على "التدريب مثل البطل".
ويضيف بيل: "يضع معاييره في تلك اللحظة. هذه هي الطريقة التي يبني بها الرياضي القوة العقلية".
فاز آدم بأول ميدالية ذهبية لفريق بريطانيا في طوكيو 2020 في سباق 100 متر صدر، يوم الإثنين، ليصبح أول سباح بريطاني يدافع عن لقب أوليمبي.
قد يكون المزيد من الميداليات في الطريق، لأنه سيكون أيضًا جزءًا من سباقات التصفيات المختلطة 4 × 100 متر يوم الخميس، وسباق 4 × 100 متر متنوع للرجال في اليوم التالي.
وتعتبر ميداليته الذهبية إنجازًا كبيرًا بشكل خاص، بالنظر إلى الاضطراب الذي أحدثه وباء كورونا في التدريب. في بعض الأحيان أثناء الإغلاق، لم يكن آدم قادرًا حتى على التدريب في حمام السباحة.
يقول بيل: "ربما كان الأمر أكثر صعوبة لو لم يكن آدم قد تدرب على أنه عندما تحدث الانتكاسات، فإننا نتعامل معها".
وتابع: "لم يقتصر الأمر على تعامله مع تأجيل الألعاب الأوليمبية والتغييرات في جدول تدريبه، بل تعامل أيضًا مع الألعاب الأولمبية التي تقام في بيئة فريدة وغريبة للغاية".
إنه يشير إلى ما يحدث لجميع الرياضيين في طوكيو، حيث لا توجد حشود من الجماهير ولا يوجد دعم مباشر من عائلته، وتجرى اختبارات منتظمة للكشف عن كوفيد 19 فضلا عن فترات العزلة.
يرفض بيل أن ينسب إليه الفضل الكامل بشأن عقلية الفوز للنجم، ويقول إن مدربة السباحة الخاصة بآدم، ميل مارشال، "مثالية بالنسبة له".
ميل هي نفسها سباحة أوليمبية سابقة، وهي تدرب آدم منذ أن كان في الرابعة عشرة من عمره.
التقيا في نادي السباحة بمدينة ديربي، حيث بدأ التدريب بعد أن أوصاه بذلك صديق للعائلة.
يقول بيل: "لقد جاء للسباحة في الوقت المناسب تمامًا"، مضيفًا أن كريس سبايس من هيئة السباحة الوطنية قد خلق "بيئة جماعية رائعة" للعمل.
وانضم كريس لهيئة السباحة البريطانية في عام 2013، كمدير للأداء الوطني للمساعدة في تحسين نجاح السباحة البريطانية في البطولات الكبرى.
يقول بيل: "كانت لندن 2012 بمثابة دورة ألعاب أوليمبية مخيبة للآمال بالنسبة للسباحة. لقد وضعني في مسؤولية تغيير البيئة من عقلية الضحية إلى عقلية المقاتل".
"لم تكن الهيئة في حالة جيدة، لكننا أنشأنا بيئة تدريب مثالية وإحدى النتائج العظيمة هي أننا أنتجنا آدم بيتي".
التعليقات