الدوحة: يتعيّن على منتخب قطر أن يحظى بـ"نضارة ذهنية" إذا أراد الذهاب بعيداً في كأس العالم 2022 على أرضه، بحسب ما قال المدرب الفرنسي لوران بلان في حديث خاص لوكالة فرانس برس، معتبراً أنّ مستقبل اللعبة حيث يدرّب نادي الريان في الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز "يمرّ عبر الجيل الصاعد".

سيخوض المنتخب القطري كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، كمضيف للنهائيات الأولى في الشرق الأوسط بدءاً من تشرين الثاني/نوفمبر 2022. لم يكتفِ بإعدادٍ إقليمي أو قاري، بل وسّع مشاركاته لكأس أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" 2019 والكأس الذهبية لمنطقة كونكاكاف 2021 وتصفيات أوروبا المؤهّلة إلى المونديال من دون أن تحتسب نتائجه رسمياً.

وفيما عانى "العنابي"، بطل آسيا 2019، في المباريات الأخيرة ومُني بهزائم قاسية، قال بلان "مستوى كأس العالم مرتفع جداً. لقد استعدّ القطريون جيداً منذ فترة طويلة. من المهمّ أن يحظوا بنضارة ذهنية. آمل أن يقدّموا بطولة جيدة".

خسر فريق المدرّب الإسباني فيليكس سانشيس أمام صربيا وإيرلندا صفر-4، والبرتغال مرتين صفر-1 وصفر-3.

وبرغم تتويج قطر بكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخها قبل سنتين، إلّا أنّ الأندية المحلية عانت هذا الموسم في دوري أبطال آسيا، فودّع السد والدحيل والريان باكراً من دور المجموعات.

وفيما رأى بلان (55 عاماً) أنّ الدوري القطري يضم "لاعبين محليين جيدين وأجانب جيدين جداً"، قال إنّ "المشكلة الوحيدة تكمن في أنّ اللاعبين المحليين المميّزين موجودون في نفس الأندية. أعتقد أنّه يجب دعوة اللاعبين القطريين البالغين بين 7 و12 سنة إلى الملاعب لممارسة اللعبة. مستقبل اللعبة في قطر يمرّ عبر الجيل الصاعد".

تابع مدرّب منتخب فرنسا بين 2010 و2012 وباريس سان جرمان (بين 2013-2016) "هناك أجانب جيدون، وإذا حفّز قدومهم اللاعبين المحليين على ممارسة الكرة يكون أمراً جيداً. آمل مع كأس العالم أن يصبح الدوري أكثر إثارة للاهتمام".

"نحن بحاجة إلى الوقت"

وفيما سرق الريان الأضواء في الآونة الأخيرة، لضمّه صانع اللعب الكولومبي خاميس رودريغيس لاعب ريال مدريد الإسباني السابق ولاعب الوسط ستيفن نزونزي بطل العالم مع فرنسا، رأى بلان أنّ هذا الأمر لا يعرّضه للضغوط من أجل تحقيق نتائج إيجابية "كلا، أريد اللاعبين الجيدين في فريقي وهذا الأمر لا يضع الضغوط عليّ. طبعاً سيتم اعتبارنا الفريق الأفضل، وهذا ما نريده. الموسم الماضي قدّمنا بطولة جيدة جداً (المركز الثالث)، لكن هذه السنة بدأنا بشكل سيئ".

أردف بطل العالم مع بلاده في 1998 "حصلنا على لاعبين مميزين على غرار ستيفن وخاميس رودريغيس وأحمد ياسر، لكن في وقت متأخّر، إذ كانوا مصابين نوعاً ما وخاميس عائد إلى الملاعب، نحن بحاجة إلى الوقت".

لكن بلان تعرّض لانتقادات في الآونة الأخيرة، بسبب تراجع الريان إلى المركز السادس في الدوري المحلّي وعدم فوزه سوى مرة يتيمة في ست مباريات.

يأمل في التعويض يوم الجمعة عندما يلاقي السد مع نجومه ومدرّبه الإسباني تشافي هرنانديس في نهائي مسابقة كأس الأمير، أولى المباريات على استاد الثمامة المونديالي.

تابع قلب دفاع برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنكليزي السابق "نحن مدركون لصعوبة المهمة، لأنّ السد فريق جيد جداً في قطر. لم يخسر منذ سنة ونصف السنة. يملك لاعبين جيدين ومدرّباً جيداً. لم ننجح في الآونة الأخيرة (بتحقيق الفوز)، لكن يجب التأكّد من أنّ اللاعبين مستعدّون للفوز. الفوز بكأس الأمير هام لجماهير الريان".

ورفض بلان التعليق على تقارير صحافية أوروبية تربطه بتدريب برشلونة أو مانشستر يونايتد "لقد قاتلت هنا لجلب لاعبين جيدين. أستمتع بالتدريب في قطر، قد يستمر الأمر سنة، سنة ونصف، سنتين، شهرين، لا أعلم. هذه مغامرة إنسانية أعيشها مع أصدقاء ولاعبين فرنسيين أو ناطقين بالفرنسية. ليس نقصاً في الطموح لكنه واقع. لا يهمني الآن سوى التواجد في قطر".