الدوحة : رُبّ ضارة نافعة. بانسحاب أستراليا خشية من تداعيات كورونا، اقتحمت قطر عالم الفورمولا واحد بعد انتظار طويل، في سباق سيشهد "مفاجآت" ويمنح السائقين "حرية التعبير عن آرائهم" بشأن قضايا جدلية، بحسب ما صرّح مسؤول رياضي لوكالة فرانس برس.

منذ إعلان استضافتها لكأس العالم لكرة القدم عام 2022، كانت قطر عرضة لحملة انتقادات واسعة من منظّمات حقوقية عدّة على خلفية التعاطي مع العمال الأجانب الآتين من قارتي إفريقيا وآسيا للعمل في بناء مرافق وملاعب المونديال.

وفي هذا الإطار ومع توقع تجدّد هذه الأصوات تزامناً مع استضافة الجائزة الكبرى في 21 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل على حلبة لوسيل، قبل عام تماماً من افتتاح المونديال، أكّد عبد الرحمن المناعي رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية أنه "يسعدنا دعم السائقين للتعبير عن آرائهم عبر منصاتهم. لا نعتبرها مشكلة في قطر لأنهم أحرار في قول ما يريدون قوله".

ويُعدّ بطل العالم سبع مرات البريطاني لويس هاميلتون صوتاً صارخاً في دعم حركة "حياة السود مهمة"، فيما يقف بطل العالم أربع مرات الألماني سيباستيان فيتل إلى جانب قضايا اجتماعية متنوّعة.

يردف المناعي من مكتبه في أحد أبراج الدوحة "لطالما كانت قطر منفتحة... على النقد. تعمل قطر خلال السنوات القليلة الماضية على تحسين الأمور عندما يتعلق الأمر بقضايا العمل. لقد أحرزنا تقدماً جيداً. بالطبع، إنه ليس نظاماً مثالياً بعد، لكن انفتاحنا وشراكتنا مع الكثير من الوكالات الدولية ساعد في إجراء تحسينات".

واعتبر أن ذلك يأتي في إطار القيم والثقافة القطرية التي تحترم ثقافة الآخرين "لدينا قيمنا وثقافتنا الخاصة (... ومثلاً) لن نستخدم الشمبانيا أو الكحول خلال الاحتفال بتتويج الأبطال على المنصة".

"مفاجآت"

وفي خطوة يؤكّد أنها امتداد طبيعي في بلد مضيف لأحداث رياضية عدة، تعهّد المناعي بـ"مفاجآت" في السباق المقبل.

دخلت قطر على خط الاستضافة عقب قرار أستراليا الانسحاب من الروزنامة على خلفية تداعيات فيروس كورونا، حيث ستكون الإمارة الصغيرة على موعد مع التاريخ في 21 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل كرابع دولة عربية تستضيف جولة عالمية بعد كل من البحرين منذ (2004) وأبوظبي (2009) والسعودية هذا العام أيضاً (5 كانون الأوّل/ديسمبر).

يضيف المناعي "لسنوات عديدة، استضفنا جولة من بطولة العالم للدراجات النارية موتو جي بي وبسبب ذلك بات لدينا العديد من الدراجين الشبان ينافسون على أعلى المستويات".

ويؤكد أنه "من دون استضافة موتو جي بي (...) لا أعتقد أننا كنا سنحصل على ذلك" في إشارة إلى شرف استضافة الفئة الأولى لسيارات المقعد الأحادي.

وكانت قطر أعلنت الاتفاق مع المشرفين على البطولة العالمية بإقامة جائزة قطر الكبرى على مدى عشر سنوات، حيث ستعمل في عام 2023 على بناء حلبة جديدة بالكامل، على أن يغيب السباق في 2022 تزامناً مع استضافة كأس العالم.

يعتبر المناعي أن هذا السباق وغيره في المنطقة سيكون "وسيلة لإلهام الشباب لدخول هذه الرياضة وممارستها"، لافتاً إلى أن تحديد موعد السباق من قبل منظمي فورمولا 1 والاتحاد الدولي للسيارات (فيا) "كانت صدفة محظوظة للغاية أن تصادف في نفس اليوم، بعد عام واحد من الآن، مع (موعد) كأس العالم".

وتابع "نحاول تعظيم المناسبة وإضافة المزيد إلى حدث الفورمولا واحد. أعتقد أننا سنرى بعض المفاجآت الجميلة خلال عطلة نهاية الأسبوع في الفورمولا".

علاقة طويلة الأمد

وفي ما يتعلق بالتعديلات التي ستطرأ عليها لتلائم شروط "فيا"، يقول المناعي إن "حلبة لوسيل هي حلبة دولية تُقام عليها أحداث رياضية عدة سواء كانت دراجات نارية أو سيارات، وقد تمت الموافقة على الحلبة بالكامل من قبل كلا الاتحادين، واحتاجت فقط إلى بعض التغييرات التجميلية لاستضافة فورمولا واحد".

ويضيف مشيراً إلى مسألة التسابق مع الوقت لتجهيز المنشآت المحيطة بالحلبة وأماكن إقامة السائقين والفرق والعاملين "لقد تدخلنا في وقت قصير، وأردنا المساعدة. ولكن في الوقت نفسه، أردنا أيضاً أن تكون لدينا علاقة طويلة الأمد مع الفورمولا واحد".

استقطاب جماهيري

وإذ أن السباقات عادة ما تستقطب نحو 80 ألف مشجع خلال أيام المنافسات الثلاثة، تطرق المناعي إلى القدرة القطرية على الاستقطاب قائلاً إن الدولة الخليجية "تتمتع بقاعدة جماهيرية جيدة للفورمولا، وأيضاً في المنطقة، فهي رياضة تملك شعبية"، متوقعاً أن تكون المدرجات "ممتلئة (...) نتوقع حدثاً كبيراً جداً".

وعن كون قطر ثالث سباق ليلي كامل في الروزنامة بعد سنغافورة والبحرين، والتحديات التي ستواجه الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز من ناحية الاستضافة والتنظيم، يوضح المناعي "إنه إطار زمني ضيق بالنسبة لنا والجميع يعمل بجد لتقديم الحدث بمستوى عالٍ حقًا. عندما يتعلق الأمر بالإضاءة ليلاً قمنا في العام الماضي، بتحديث نظام الإضاءة بحيث أصبح لدينا نظام أفضل بكثير ... وهو أيضاً نظام صديق للبيئة".

وبدأت الدولة الخليجية التي تستضيف مطلع كانون الأول/ديسمبر المقبل كأس العرب لكرة القدم كبروفة لكأس العالم، افتتاحاً تدريجياً لمرافقها بعد إغلاق طويل جراء جائحة كورونا.