بغداد : بعد تحقيقه أربعة ألقاب قياسية في تاريخ مشاركاته في كأس العرب لكرة القدم، يعود المنتخب العراقي إلى المسابقة التي تستضيفها الدوحة، على وقع تراجع مستوياته ونتائجه المخيبة التي يمرّ بها.

يعود منتخب "أسود الرافدين" إلى كأس العرب قادماً من الدور الحاسم لتصفيات مونديال قطر 2022 الذي تضاءلت فيه تماما آماله في خطف احدى بطاقتي التأهل المباشر. ويحتل العراق المركز الخامس قبل الأخير بأربع نقاط في المجموعة الآسيوية الاولى.

ودفعت النتائج المخيبة المدرب الهولندي ديك أدفوكات إلى الاستقالة من منصبه الثلاثاء الماضي، قبل أيام من بطولة كان يريد التعويل عليها بظهور أفضل قد يخفّف من كاهل الضغوطات الراهنة.

وقال أدفوكات قبل استقالته "هناك لاعبون شباب، ونطمح للظهور بمستوى أفضل في استحقاقنا المقبل في بطولة كأس العرب"، بحثاً عن تخفيف موجة الانتقادات الحادّة.

ويلعب العراق في مجموعة أولى تضمّ قطر والبحرين وعمان، تحت اشراف المدرب المونتينيغري جيليكو بتروفيتش.

وعن أولويات الاتحاد العراقي واهتمامه بالمشاركة في كأس العرب في ظل تداعيات واضحة، ذكر المتحدث الرسمي للاتحاد أحمد الموسوي لفرانس برس أن "طموح الاتحاد أن يبلغ المنتخب المربع الذهبي للبطولة".

وحول موجة الانتقادات التي يواجهها الاتحاد، أوضح "من حقّ الجماهير ووسائل الاعلام أن تبدي استياءها من الوضع الذي يمرّ به المنتخب الآن، ونأمل في أن يحقّق تطوراً تدريجياً".

زعامة عربية

أربعة ألقاب حصدها العراق من خمس مشاركات حفلت بها مسيرته في بطولة كأس العرب، كانت كفيلة لتجعله يتربع على عرش زعامتها.

أحرز أوّل ألقابه في النسخة الثانية عام 1964 في الكويت بقيادة المدرب الراحل عادل بشير، وكان الجناح الطائر هشام عطا عجاج أحد أفذاذ تلك البطولة.

احتفظ بلقبه على أرضه في 1966 بعهدة المدرب بشير أيضاً، بالفوز على سوريا 2 في المباراة النهائية.

عاد بعد 19 عاماً شهدت توقف البطولة ليحرز ثالث القابه في الطائف في 1985، بتشكيلة رديفة قادها أنور جسام. وشهدت عمّان التي استضافت نسخة 1988 آخر ألقاب العراق بقيادة الراحل عمّو بابا.

ومن أبرز نجوم تلك النسخة، الراحل أحمد راضي والمدير الاداري للمنتخب المقال أخيراً الدولي السابق باسل كوركيس.

وفي مشاركته الأخيرة عام 2012، حلّ العراق ثالثاً، بعد خسارته أمام المغرب 1 2 في نصف النهائي.

تحدّ استثنائي

قبل نسخة 1985، أصدر رئيس الاتحاد آنذاك عدي صدّام حسين أمرا لجسام بالذهاب بمنتخب رديف شُكّل قبل فترة وجيزة، بعدما كان المنتخب الأوّل منشغلا بالتحضيرات لمونديال المكسيك 1986.

يسترجع جسام ذاكرته بنشوة "البطولة كانت تحديا لي، تم استدعاء لاعبين بشكل سريع، والتحدي الاكبر كان أمام المنتخب السعودي بطل آسيا انذاك الذي لم يعير اهتماما لنا".

وأضاف "استثمرنا هذه النقطة نفسياً فمنع لاعبونا السعوديين من المبادرة بالتسجيل وساهم ذلك بارباكهم وتمكنا من الفوز والوصول الى النهائي ثم احراز اللقب".

وعن سرّ نجاح الكرة العراقية في تلك الحقبة، يقول جسام "كان هناك من يضع خططا للعمل الناجح لأمد بعيد، وادارة كرة القدم ليس كل شخص يتمتع بأسرارها".

ومن أبرز اللاعبين الذين ظهروا في تلك البطولة المهاجم المونديالي عناد عبد ومدرب المنتخب الأردني الحالي عدنان حمد.

أوزيبيو العرب

شكّلت بطولات كأس العرب محطات مهمة لعدد من النجوم، على غرار عناد عبد المكنّى "أوزيبيو العرب".

عانى الهدّاف المرعب مزاحمة أبرز مهاجمي العراق حسين سعيد وفلاح حسن وأحمد راضي، ليجد له مكانا في صفوف المنتخب، إلا أن نسخة 1985 كانت بوابة تاريخية لمجد كروي.

بتشكيلة رديفة، كان عبد أحد صناع انجاز التتويج ليحجز بطاقة المشاركة في مونديال 1986.

يقول عبد البالغ راهناً 67 عاما لفرانس برس "هناك مناسبات مهمة في كرة القدم تشكّل أحياناً انعطافات ومحطات تاريخية خصوصاً أمام اللاعب المجتهد الذي لا يعرف اليأس، وبطولة كأس العرب 1985 في الطائف كانت لي محطة لمجد كروي".

وأضاف عبد، السائق المجتهد أيضا لسيارة أجرة تؤمن متطلبات أسرته: "كان الشرف لي التواجد في نهائيات كاس العالم ضمن منتخب العراق، وبطولة كأس العرب أوصلتني إلى ذلك".

وأشار المهاجم السابق لأندية الرشيد والأمانة والتجارة وصلاح الدين إلى أن "علاقة لاعبي كرة القدم مع اللعبة في تلك الحقبة تستند على حب حقيقي لكرة القدم قل نظيره، إظهار المواهب هو كل شيء".