جدة: اعتبر رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية الأمير خالد بن سلطان الفيصل في مقابلة مع وكالة فرانس برس أنّ سباق الفورمولا واحد في جدة هذا الاسبوع سيظهر للعالم صورة المملكة الجديدة.

ورفض الأمير دعوات لفنانين عالميين من أمثال جاستين بيبر لإلغاء مشاركاتهم في الحفلات المرافقة للسباق على خلفية سجّل السعودية الحقوقي.

وأعلن الأمير خالد أنّ موقع السباق في مدينة جدة أوشك على الانتهاء قبل الحدث الرياضي الرئيسي ليل الأحد، بعد أكثر من عام بقليل من إعلان المملكة كأحدث مضيف في الخليج لسباقات الفورمولا واحد.

وأوضح الأمير خالد "عندما نثبت خلال أيام أن السباق سيقام في الوقت المحدد له، فإنّ هذا سيكون بمثابة إشارة إلى العالم، من هم السعوديون وما هي إمكانيات المملكة العربية السعودية".

وأضاف "نستطيع أن نقول أنّ الحلبة أصبحت جاهزة بنسبة 95 بالمئة، وبقيت نسبة 5 بالمئة وهي عبارة عن أشياء بسيطة من الترويج إلى التشجير والتزيين. كل ما يتعلق بالسباق انتهى" العمل به.

وتابع المسؤول السعودي "الحمدلله نحن مرتاحون وفي وضع جيد جدا".

وقد يُتوّج السائق الهولندي ماكس فرستابن (ريد بول) بلقب السائقين هذا الأسبوع في السعودية، وهي واحدة من أربع دول في الخليج الغني بمصادر الطاقة

تستضيف سباقات فورمولا واحد هذا العام، الى جانب البحرين وقطر (المدرجة حديثاً أيضاً على الروزنامة) وأبوظبي.

نهضة رياضية

والسباق هو من بين العديد من الأحداث الكبرى التي وجدت طريقها في الآونة الأخيرة إلى المملكة، بعد ملاكمة الوزن الثقيل والجولات الأوروبية للغولف، في وقت تواجه اتهامات بـ"الغسيل الرياضي" لصرف النظر عن السجل الحقوقي.

وقد دعت أرملة الكاتب السعودي جمال خاشقجي، خديجة جنكيز، بيبر إلى مقاطعة السباق في جدة على خلفية تورّط عناصر سعوديين في عملية قتل الصحافي في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018.

وحثّت في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الفنان الشهير على ألا يغني "لقتلة حبيبي جمال".

لكن الأمير خالد قال إنّ السعودية ليست بحاجة إلى المغني الكندي (27 عاما) للترويج لها، موضحا "الذي يبيّض سمعة المملكة ليس مغنياً، بل قيادتها وشعبها. لا يمكن تلميع صورة مغايرة للواقع".

وتابع "هناك أناس كثر، مغنّون وممثلون، لم يأتوا من قبل، لكن عندما شاهدوا الواقع والحقيقة بأعينهم قالوا نعم سنأتي لأنّه أصبح لدينا فكرة عن كل ما يحدث في المملكة".

وشرعت المملكة في سلسلة من الإصلاحات في ظل حكم القائد الفعلي للبلاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إذ رفعت الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة وأعادت افتتاح دور السينما في عام 2018.

انفتاح

والفورمولا واحد جزء من حملة لإظهار وجه أكثر انفتاحاً حيث تحاول أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم جذب الشركات الأجنبية بينما تعمل على تنويع اقتصادها، رغم الانتقادات التي توجّهها جماعات حقوقية بشأن معدّلات الاعدام المرتفعة وملاحقة المعارضين.

واعتبر الأمير أنّ السعودية "دائما محاربة، منذ سنوات وهي محاربة لاسباب سياسية"، مضيفا "هناك أناس لا يريدون نجاح المملكة".

وتابع "هناك من يريدون أن تبقى المملكة متأخّرة ويقولون انها ضد حقوق الانسان (...). لا أحد كامل، وحتى الدول الكبرى المتمسكة بالحرية وحقوق الانسان عندها ما يكفيها في هذا المجال من انتقادات".

وقال الأمير خالد "نحن واثقون في أنفسنا، والحرب ستستمر ونحن سنستمر في طريقنا، والباب مفتوح للجميع من أجل زيارتنا ومعرفة من نحن".

وتوقّع رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية أن يصل عدد المشجّعين خلال السباق إلى 40 ألف متفرج، بما في ذلك 8 آلاف من الخارج.

وأكّد "لا قيود على اللباس"، لكن "نتوقّع من الناس أنّ يحترموا المكان الذي يأتون إليه كما هو الحال في أي مكان خارج المملكة"، مضيفا "لا أحد سيرتدي ملابس سباحة في الحلبة مثلاً".