باريس: دفع الأسترالي مايكل ماسي ثمن الأحداث المثيرة للجدل التي حصلت في الجولة الختامية من بطولة الموسم الماضي للفورمولا واحد في أبوظبي، وذلك بإقالته من منصبه كمدير للسباقات في قرار يتضمن أيضاً تغييراً في طريقة إدارة السباقات.

وجاء خبر إقالة ماسي من منصبه على لسان رئيس "فيا" الجديد الإماراتي محمد بن سُليّم الذي قال "أوّد أن أبلغكم أنه سيتم تشكيل فريق جديد لإدارة السباقات ابتداءً من تجارب برشلونة (23-25 شباط/فبراير الحالي)"، مضيفاً "سيتولى نيلز ويتيتش وإدواردو فريتاس بالتناوب منصب مدير السباقات، على أن يساعدهما هيربي بلاش كمستشار أوّل دائم".

ودفع ماسي، ابن الـ44 عاماً والذي عُرِضَ عليه منصب آخر في "فيا" وفق ما أفاد الأخير، ثمن ما حصل في الجولة الختامية من العام الماضي حين توج سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن باللقب بتجاوزه سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون في الأمتار الأخيرة بعد قرار سحب سيارة الأمان واستئناف السباق رغم بقاء لفة واحدة فقط.

ووجد ماسي نفسه في موقف صعب بعد الذي حصل ووجهت إليه الكثير من الانتقادات، لاسيما من فريق مرسيدس ومديره النمسوي توتو وولف.

وخسر هاميلتون فرصة كتابة التاريخ في الفئة الأولى وفك ارتباطه مع الألماني ميكايل شوماخر عبر تحقيق لقبه الثامن، فيما توج فيرستابن بلقبه الأول.

وأجرى الاتحاد الدولي "تحليلاً تفصيلياً وتوضيحياً" للأحداث المثيرة للجدل، حسبما أعلن في منتصف كانون الأول/ديسمبر موضحاً "ستتم مناقشة هذا الموضوع مع جميع الفرق والسائقين للاستفادة من هذا الموقف وتقديم إيضاحات للمشاركين ووسائل الإعلام والجماهير حول القوانين المعتمدة"، والهدف هو "التوصل إلى استنتاجات قبل بداية موسم 2022" في البحرين في 20 آذار/مارس.

المجلس العالمي للسيارات

وتم اتخاذ هذا القرار من قبل المجلس العالمي للسيارات بناءً على اقتراح من رئيس "فيا" السابق الفرنسي جان تود وقبل انتخاب خلفه بن سُليّم.

وذكّر المجلس العالمي أن "الظروف التي أحاطت باستخدام سيارة الأمان في أعقاب حادث السائق نيكولاس لطيفي والاتصالات ذات الصلة بين إدارة السباق والفرق ولّدت عدم فهم وردود فعل قوية من قبل فرق الفورمولا واحد والسائقين والجماهير".

وأضاف أنّ هذا الجدل "يلطخ صورة البطولة والاحتفال بالشكل المناسب بأوّل لقب للسائقين الذي فاز به ماكس فيرستابن (ريد بول)، وباللقب الثامن توالياً للصانعين لمرسيدس".

ويبدو أن نتائج التحقيق دفعت بالاتحاد الدولي الى تغيير طريقة إدارة السباقات في البطولة، مع حظر الاتصال بين مدير السباق ومديري الفرق خلال السباقات.

وكشف بن سُليّم أنه سيتم اتخاذ تدابير لتخفيف الضغط على مدير السباق، موضحاً "أولاً، ومن أجل مساعدة مدير السباق في عملية اتخاذ القرار، سيتم إنشاء غرفة تحكم افتراضي بالسباق. مثل حكم الفيديو المساعد (في أيه آر) في كرة القدم. سيتم وضعها في أحد مكاتب الاتحاد الدولي للسيارات لتقديم المساندة من خارج الحلبة".

وتابع بطل الشرق الأوسط السابق للراليات "من خلال الاتصال في الوقت الفعلي مع مدير السباق في فيا، سيساعد ذلك في تطبيق اللوائح الرياضية باستخدام أحدث الأدوات التكنولوجية".

وأشار الى أن طريقة التواصل مع مدير السباق ستكون مختلفة من الآن فصاعداً، مضيفاً "ستُحذف الاتصالات اللاسلكية المباشرة اثناء السباق والتي تبثها جميع التلفزيونات على الهواء مباشرة، من أجل حماية مدير السباق من أي ضغوط وتمكينه من اتخاذ قراراته بسلام".

وتابع "لا يزال من الممكن طرح الأسئلة على مدير السباق، وفقاً لعملية محددة جيداً وغير تدخلية".

وتعرض ماسي لانتقادات شديدة بعد طلبه من سيارة الأمان الانسحاب من الحلبة مع بقاء لفة واحدة فقط على نهاية سباق أبوظبي.

ودخلت سيارة الأمان بعد حادث تعرض له سائق وليامس الكندي نيكولاس لطيفي قبل خمس لفات على النهاية حين كان هاميلتون متصدراً بفارق مريح وفي طريقه للفوز باللقب.

سيارة الأمان

وأدى دخول سيارة الأمان الى تقليص الفارق الزمني بين هاميلتون وفيرستابن الذي استفاد من توقف السباق لاستبدال إطاراته بالنوع الليّن، ما سمح له بعد إعطاء الضوء الأخضر لإكمال السباق مع بقاء لفة واحدة على نهايته بتجاوز سائق مرسيدس الذي عانى من إطاراته المتآكلة.

ولم يكن السماح بإكمال السباق رغم بقاء لفة واحدة القرار الجدلي الوحيد الذي اتخذه ماسي في مرسى ياس، بل بدا متردداً جداً في اتخاذ القرار بشأن تجاوز السيارات المتأخرة لسيارة الأمان والاصطفاف خلفها بحسب مركزها الحقيقي.

وكشف بن سُليّم بأنه سيتم اصلاح القانون المتعلق بتجاوز السيارات المتأخرة لسيارة الأمان قبل إعادة انطلاق السباق، موضحاً "سيتم إعادة تقييم إجراءات التجاوز خلف سيارة الأمان من قبل اللجنة الاستشارية الرياضية للفورمولا واحد، على أن يتم تقديمها في الاجتماع المقبل للجنة فورمولا واحد قبل بداية الموسم".

وفي مقطع فيديو نشره "فيا"، أكد بن سُليّم أن خطته حظيت بموافقة المدير التنفيذي للفورمولا واحد الإيطالي ستيفانو دومينيكالي، وموافقة مديري الفرق خلال اجتماع لجنة الفورمولا واحد في لندن.