باريس: لا يتخطى أصابع اليد عدد اللاعبين الذين كانوا أنداد السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافايل نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش على مدى العقدين الماضيين، غير أن الإسباني الموهوب كارلوس ألكاراس يهدد بقلب النظام الراسخ لكرة المضرب بعد صعوده المذهل إلى النجومية.

بات ألكاراس الذي بلغ التاسعة عشرة من عمره الخميس الماضي، أول لاعب يفوز على نادال وديوكوفيتش على الملاعب الترابية في البطولة نفسها، في طريقه إلى حصد ثاني ألقابه بدورات الماسترز ألف نقطة في مدريد، وفي خلال خمسة أسابيع فقط.

وإذ يبدو أن قدره سيقوده إلى العظمة، أوفى الإسباني بوعده حتى الآن، ووصفه الألماني ألكسندر زفيريف آخر ضحاياه في نهائي دورة مدريد بأنه "أفضل لاعب في العالم الآن".

أصبح ألكاراس أصغر لاعب يبلغ ربع نهائي بطولة أميركا المفتوحة في أيلول/سبتمبر الماضي، قبل أن يظفر بأول لقب له في دورات الماسترز في ميامي في أوائل نيسان/أبريل. وحده مواطنه نادال كان قد فاز بلقبين مماثلين في سن أصغر.

قال ألكاراس الأحد قبل أن انسحابه من دورة روما ليريح كاحله قبل انطلاقة بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) في 22 أيار/مايو "أود أن أقول إن هذا أفضل أسبوع في حياتي".

يعرف ألكاراس الذي يدربّه الإسباني خوان كارلوس فيريرو المصنف أول عالمياً سابقاً وبطل رولان غاروس 2003، أن الطريق أمامه طويلة.

قال عنه فيريرو بدهشة "إنه يتقدم بسرعة كبيرة. يتسلّق السلّم أربع درجات بأربع. فوزه بهاتين المباراتين (أمام نادال وديوكوفيتش) سيساعده على الاعتقاد بأنه يستطيع تحقيق أشياء عظيمة".

غير أن الإسباني الشاب اعتبر أنه "لا يزال يتعين عليّ أن أتحسّن في كل شيء. لدي تسديدات جيدة جداً، ولكن يمكن تحسينها ويمكن أن تكون أفضل بكثير".

وُلد ألكاراس في العام 2003، قبل شهرين فقط من فوز فيدرر بأول بطولة كبرى له في ويمبلدون.

ولكن ربما ليس مستغرباً أن يكون مواطنه نادال، حامل الرقم القياسي بعدد البطولات الكبرى (21)، هو مثله الأعلى.

ألكاراس

قال ألكاراس الذي تلقى تهنئة عبر الهاتف من ملك إسبانيا فيليبي السادس بعد فوزه في ميامي "لطالما نظرت بإعجاب إلى رافا، كنت أشاهد دائماً لحظاته ومبارياته الكبيرة وتعلمت الكثير من ذلك".

قبل عام، احتل ألكاراس المركز 120 في التصنيف عندما ظهر للمرة الأولى في دورة مدريد. تقدّم سريعاً على مدى 12 شهراً، ليصل اللاعب اليافع إلى المركز السادس والأعلى له في مسيرته حتى الآن.

كان أكثر الحاصدين للألقاب الفردية (4) في دورات رابطة اللاعبين المحترفين العام الحالي، وكذلك انتصاراته في 28 مباراة.

قال عنه زفيريف "إنه لأمر رائع لكرة المضرب أن يكون لدينا نجم جديد مماثل سيفوز بالعديد من البطولات الأربع الكبرى، وسيكون المصنف أول عالمياً".

مُلهم

أعرب اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس، وصيف فرنسا المفتوحة العام الماضي، عن انبهاره بأداء ألكاراس، مدركاً تماماً أنه يمثل عقبة كبيرة أخرى في سعيه لتحقيق المجد في البطولات الأربع الكبرى.

وقال اليوناني البالغ 23 عاماً والذي يُعدّ في طليعة الجيل الوريث لـ"الثلاثة الكبار"، إن ألكاراس "يلهمني كثيراً. أريد حقاً أن أكون مثله. أنا أنظر إليه بإعجاب. أعرف أنه في مرحلة مبكرة من مسيرته. يمكنني رؤيته يصبح كبيراً في وقت قصير جداً. أود حقاً الوصول إلى المستوى الذي هو عليه الآن. أعتقد أنه أحد أفضل اللاعبين في العالم".

وأشار تسيتسيباس إلى أن الضجة التي أثيرت حيال ألكاراس، قد تثير غضب بعض المخضرمين في الرياضة، لكن نادال أصرّ على أنه سعيد بمواطنه.

وقال نادال الذي فاز بأول بطولة كبرى له في رولان غاروس عام 2005، بعد يومين من بلوغه التاسعة عشرة من عمره، إن "الجميع يعرف مقدار الثقة التي يتمتع بها (ألكاراس) الآن، والمستوى الذي يمكن أن يصل إليه. أنا سعيد من أجله. سعيد لأننا نمتلك لاعباً رائعاً في بلدنا لسنوات عدة مقبلة".

انضم المصنف أول عالمياً ديوكوفيتش في روما الاثنين، إلى جوقة المادحين قائلاً عن ألكاراس "إنه مختلف بالتأكيد".

وأضاف "حتى الآن، هو أفضل لاعب في العالم، بلا شك، هذا العام. بالنسبة إلى رولان غاروس هو بالتأكيد أحد المرشحين الكبار"

قال نادال إنه من الطبيعي أن يكون ألكاراس لافتاً للانتباه، معتبراً أنه "شاب وجديد، وكل الأشياء الجديدة أكثر إثارة من الأشياء القديمة بلا شك".