نيويورك: قاد الإسباني كارلوس ألكاراس والبولندية إيغا شفيونتيك موجة تغيير الحرس القديم في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، آخر البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بقيادة "الثلاثي الكبير" السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافايل نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش والأميركية سيرينا وليامس، وذلك بتتويجهما بلقب نسخة 2022.

قد يعود ديوكوفيتش الذي مُنع من المنافسة في نيويورك بسبب لوائح التطعيم ضد كوفيد-19 التي أصدرتها الحكومة الأميركية للزوار القادمين من الخارج، ليضيف ألقابا إلى مجموعته التي تضم 21 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى العام المقبل.

لكن استمرار غياب فيدرر البالغ من العمر 41 عامًا وخروج نادال، صاحب الرقم القياسي في عدد الالقاب في الغراند سلام (22 لقبا)، من الدور الرابع، يقدّم دليلًا إضافيًا على أن حقبة هيمنة الثلاثي على منافسات الكرة الصفراء تقترب من نهايتها.

في فئة السيدات، شهدت المنافسات رحيل أيقونة بعدما قررت سيرينا، صاحبة الـ40 عاما، الاعتزال مبدئياً بعد وداع عاطفي في نيويورك.

خروج وليامس من الدور الثالث، وهزيمة نادال في دور الـ16، يعني أنه لأول مرة منذ عام 2003 في إحدى بطولات الغراند سلام، لم يشهد ربع نهائي السيدات والرجال تواجد واحد على الأقل من الرباعي وليامس ونادال وديوكوفيتش وفيدرر.

قال النجم السويدي السابق ماتس فيلاندر لشبكة "يوروسبورت" التلفزيونية: "هذا يظهر بالتأكيد أن هناك تغييرًا في الحرس، ومن الواضح أن جزءًا منه يتعلق بالعمر - بالنسبة لروجيه فيدرر".

واضاف "بعض الأمر يتعلق بعدم لعب رافا ما يكفي من المباريات ليكون جاهزًا، وبالطبع، الكثير منها يتعلق بحقيقة عدم السماح لنوفاك ديوكوفيتش بالمجيء لأنه لم يتم تطعيمه".

ومما يزيد من ثقل هذا الرأي حقيقة أن قرعة الرجال شهدت أربعة وجوه جديدة في الدور نصف النهائي، حيث انضم الوافدان الجديدان الأميركي فرانسيس تيافو والروسي كارن خاتشانوف إلى ألكاراس والنروجي كاسبر رود الوصيف.

"نحن الحاضر"

ألكاراس البالغ من العمر 19 عامًا ليس مستعدًا تمامًا لوضع حد لسيطرة نادال وديوكوفيتش وفيدرر حتى الآن، لكنه يعترف بأن تحوّل الجيل الجديد يجري بشكل جيد وحقيقي.

وقال اللاعب الإسباني بعد مباراته الملحمية في ربع النهائي ضد الإيطالي يانيك سينر والتي استغرقت خمس ساعات و15 دقيقة: "طالما بقي رافا وديوكوفيتش وفيدرر، فسيكونون الأفضل وسيأتي التنافس بينهم دائمًا في المقدمة".

وأضاف الكاراس الذي بات أصغر مصنف أول عالميا في التاريخ عقب تتويجه بفلاشينغ ميدوز: "لكن يانيك وأنا أظهرنا أننا الحاضر ولدينا أيضًا مسيرة طويلة أمامنا".

وحذر مدربه النجم الإسباني السابق خوان كارلوس فيريرو من توقع أن يحاكي الكاراس إنجازات البطولات الأربع الكبرى للثلاثة الكبار.

وقال فيريرو "أعتقد أنه سيكون من الصعب جدا تحقيق ما فعلوه في كرة المضرب"، مضيفا "نحن نتحدث عن 22 بطولة كبرى. لديه واحدة فقط".

وتابع "لكن من يدري؟ أعتقد أن لديه كل التنس والقدرة على أن يكون واحدًا من الأفضل".

يعتقد النجم الأمريكي الصاعد تيافو أن المنافسة في فئة الرجال ستمنع لاعبًا أو اثنين من السيطرة على مشهد ما بعد الثلاثة الكبار.

قال تيافو: "إنه لأمر رائع أن نرى حقبة جديدة".

وأضاف "لا أعتقد أنه سيكون هناك ثلاثي كبير. سيكون مثل 12 كبيرا. هناك مجموعة من اللاعبين يلعبون التنس بشكل رائع".

في فئة السيدات

في فئة السيدات، تبدو بطلة فلاشينغ ميدوز شفيونتيك أكثر من قادرة على ملء الفراغ الذي نتج عن اعتزال كل من وليامس والأسترالية آشلي بارتي المصنفة الأولى عالميا سابقًا والتي فاجأت الجميع باعتزالها في آذار/مارس الماضي عن سن 25 عاما فقط.

كان فوز البولندية البالغة من العمر 21 عامًا بمجموعتين على التونسية أنس جابر في المباراة النهائية السبت مرادفا لإحرازها ثالث لقب كبير في مسيرتها الاحترافية، والثاني هذا العام والأول على الملاعب الصلبة بعد تتويجها على الملاعب الرملية لرولان غاروس عامي 2020 و2022.

حصدت شفيونتيك حتى الآن هذا الموسم سبعة ألقاب، بالإضافة إلى سلسلة انتصارات رائعة من 37 مباراة.

وقالت شفيونتيك، الاختصاصية على الملاعب الترابية، إن فوزها في نيويورك على الملاعب الصلبة يمكن أن يكون نقطة تحول نفسية في مسيرتها الاحترافية، مؤكدة أن "السماء هي الحد الأقصى".

وأضافت "في بداية الموسم أدركت أنه ربما يمكنني تحقيق بعض النتائج الجيدة في مسابقات رابطة اللاعبات المحترفات".

وتابعت "لقد وصلت أيضًا إلى الدور نصف النهائي لبطولة أستراليا المفتوحة. لكنني لم أكن متأكدة مما إذا كنت بلغت المستوى الذي يخولني الفوز فعليًا ببطولة غراند سلام، خاصة بطولة الولايات المتحدة المفتوحة حيث تكون الأرضية سريعة جدًا".

وختمت قائلة "إنه شيء لم أكن أتوقعه بالتأكيد. إنه أيضًا بمثابة تأكيد لي أن السماء هي الحد الأقصى".